العدد 5242 - الخميس 12 يناير 2017م الموافق 14 ربيع الثاني 1438هـ

الموظّف (الفلتة)!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هل سمعت عن ذاك الموظّف (الفلتة)، الذي يريد كل العمل أن يكون في يده، ودوما يتململ من ضغط العمل؟ هل صادفك ذلك الموظّف (الفلتة) الذي يأخذ الكلام منك ليغيّره بعض الشيء، ومن ثمّ يزيد عليه بهارات حتى يوصله لمسئولك في العمل؟ لا لا... هل تعرّضت لموقف ذاك الموظّف الذي لا يريدك أن تلمس ورقة من دون إذنه، مع انّك و«هو» في نفس المرتبة، إن لم تكن أنت أفضل منه في الخبرة والعمل؟

الموظّف (الفلتة) يظن بأنّه أفضل من الآخرين، وأنّ الآخرين يحتاجونه، ويحب الأمر والنهي والتأمّر على النّاس، لأنّ هذا هو هدفه من العمل، يصعد على حساب الآخرين، وحديثه لا يخرج عن نطاق: هذا عملي وأنا صنعت وأنا أعطيت وأنا شقيت، ولا أحد يعمل ولا يشقى ولا يقدّم مثلي!

هذا النوع من الموظّفين متعب جدا، لا يمكنك أن تستفيد منه لتتعلم ولا تستطيع التعامل معه من أجل تحريك العمل، فكل شيء له ومنه وإليه! هل تريد حقّا العمل مع مثل هؤلاء؟ هل فعلا تريد أن تكون تحت المجهر دوما من أجل تصيّد الأخطاء؟ لا تريد بالطّبع!

حاول أن تبدأ بتجهيز ملفّاتك وانظر ماذا يحدث لك. (النّوون وما يعلمون)، ويتفلسف ويقدّم لك النصائح ويدخل في كل صغيرة وكبيرة ومتوسّطة أيضا! هذا النوع من الموظّفين قلبه أسود، لا يعرف بأنّ العطاء هو مصدر السعادة، وأن تقديم الخبرة هو أساس الإدارة الناجحة.

ننصح بعض الموظّفين بعدم السكوت عن هذا الموظّف وعدم الوقوف عن أداء عملهم، ومواجهته مع النّاس، لأنّه دوما ينم و(يحش) في الموظّفين الذين بجانبه! هل هناك من لديه خبرة عن الموظّف (الفلتة)؟

لم نكمل حديثنا بعد، فهو خانع أمام الكبار ولسانه طويل أمام الصغار ومن هم في نفس مستواه، أو تعلمون لماذا؟ صغير الحجم خانع دوما حتى (نعله) تتكلّم عن الكرامة أكثر منه، فهو لا يعرف للكرامة طعما أبدا، ولذلك يحاول (نفش ريشه) على الآخرين الأصغر ومن في نفس مستواه!

الله يبعدكم عن (الموظّف الفلتة) الذي يتكلّم ويثرثر ولا يسكت، ولا يتوقّف أيضا عن ذكر أمجاده وحياته، فالمجد له والعظمة له والعمل له والنجاح له، والله يعينه على نفسه لأنّه غير ناجح أبدًا، بل هو مثال على النفس النرجسية الأنانية التي لا تحب الخير للآخرين، ولا تتمنى سعادتهم ولا نجاحهم!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5242 - الخميس 12 يناير 2017م الموافق 14 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 2:25 م

      نشرت هذا المقال في قروبات الواتس اب عندي وشكروا واجد نشر هذا المقال!

    • زائر 20 | 10:23 ص

      هههههه يا كثرهم عندنا موجودين ومسؤولتنا الله يستر على اسمها من هالنوع بالضبط بالوصف الدقيق ما شاء الله عليش جبتيها صح

    • زائر 19 | 9:49 ص

      شكلك اتواجهين احد من هالنوع في الشغل
      ههههه ما في مكان يختلي منهم

    • زائر 18 | 9:48 ص

      متى يعرف المدير قدره عند موظفيه؟؟؟
      عندما يتقاعد او يفقد المنصب هنا تسقط الاقنعة

    • زائر 16 | 7:07 ص

      صدقت القول،، في موظفين تتقمص شخصية المدراء ويجعلون من انفسهم اصحاب قرار ،، وهذا غير الفتنة وما هم الا اداة استعباد واستخدام وقضي مشاوير للمداراء وخدماتهم للاسترضائهم،، ويا ريت يحصلون على شي!! يدفع الله البلاء مرض

    • زائر 15 | 6:56 ص

      الموظف الفلتة لا ينفصل عن المسؤول الفلتة ، لأنه يمشي في ظله و يحتمي بعباءته.

    • زائر 14 | 5:42 ص

      العلاقات الاجتماعية، الثقافة العامة و تقليد تجارب الآخرين تنتج هذا النوع من الموظفين و الأفراد.
      قبل عقود في احدي الدول العربية جاء خريج من امريكا و عمل لعدة أشهر في احدي الوزارات. بعدها بعدك أشهراستقال و عاد لامريكا. سألته عن السبب ، قال: يريدون مني ان اذهب كل صباح و اسلم علي مديري.
      بسبب عدم فهمي للثقافة التي نشا عليها سألته: و ما المشكلة؟
      رد: انا موظف لأعمل و أنتج أفضل عمل. لست مضيفا لأسلم علي هذا و ذاك و أتلف وقت العامة. الأوضاع التي خلقناها تنتج ما جاء عن الموظف الفلتة في المقال.

    • زائر 5 | 1:24 ص

      هذه النوعية من الموظفين تنموا وتكبر حيث يوجد التوجه العام في البلد للمتزلفين والمنافقين والواشيين لكي يصلوا بينما تضيّع حقوق المخلصين

    • زائر 4 | 1:12 ص

      هذه النوعية مطلوبة لدى المدراء الفاشلين بل اكثر من ذلك يريدونه بوظيفة مخبر لكي ينقل لهم كل ما يدور من احاديث بين الموظفين وان كانت احاديث اخوية وعامّة لكنهم يكلفون بنقلها لهم لكي يعرفوا توجهاتهم الدينية وانتماءاتهم وغير ذلك.
      نعم واجهنا هكذا نوعية من الموظفين الذين فشلوا في الابداع والتطوير فلجأوا للوشاية مستغلّين نوعية المدراء الفاشلين الغير مؤهلين والذين لا يعرفون كيفية الادارة الا من خلال الوشاية والتجسّس

    • زائر 17 زائر 4 | 7:26 ص

      عندنا واحد في الشركة بالضبط نفس الوصف، ووويييييع هالاشكال

    • زائر 2 | 11:44 م

      احسنتي اختي الكاتبه الرائعة مريم, أنا أحذر من الكثير من الناس لأن تجاربي السابقة معهم أثبتت بأنني حينما أجالسهم يروني وجها مستمعا ولكنهم من خلفي يضعون في فمي كلمات لم أقلها ويبنون عليها تحليلات وإفتراضات بينما أنا لا أدري ما يحصل من خلفي!

اقرأ ايضاً