اعتبر البيت الأبيض أمس الخميس (2 فبراير/ شباط 2017) أن الهجوم الأميركي الذي شن يوم الأحد الماضي على تنظيم القاعدة في اليمن وتسبب بسقوط ضحايا مدنيين وقتل خلاله جندي أميركي، كان «ناجحاًً».

وقال المتحدث باسم الرئيس الأميركي شون سبايسر «أعتقد أن العملية كانت ناجحة على كل المستويات»، لافتاً إلى أن بعض الأفراد الذين استهدفوا فيها كانوا سيتسببون «بسقوط أرواح في أميركا».

لكنه تدارك أن «من الصعوبة استخدام كلمة - نجاح - حين يقتل جندي أميركي»، مشيداً بالأخير «الذي أراد الخدمة لأنه كان يعلم بطبيعة التهديدات التي يشكلها هؤلاء الأفراد على بلادنا».

في المقابل، لم يشر سبايسر إلى الضحايا المدنيين في العملية العسكرية، وهي الأولى بهذا الحجم التي يأمر بها دونالد ترامب الذي تعهد تكثيف التصدي لـ «التطرف الإسلامي».

وتوجه ترامب الأربعاء إلى قاعدة دوفر الجوية في ديلاوير (شرق) لاستقبال جثمان الجندي وليام راين أوينز (36 عاماً) الذي قتل في العملية.

وأقرت قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط أن عملية برية لقواتها الخاصة في وسط اليمن أسفرت «على الأرجح» عن مقتل مدنيين بينهم أطفال.

هذا، وقال الجيش الأميركي إنه يتحرى احتمال سقوط المزيد من القتلى المدنيين في هجوم على تنظيم القاعدة باليمن مطلع الأسبوع في إطار أول عملية يصرح بها الرئيس دونالد ترامب بصفته القائد الأعلى.

ولقي الجندي الأميركي وليام «رايان» أوينز حتفه في الغارة على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بمحافظة البيضاء اليمنية. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن العملية أسفرت أيضاً عن مقتل 14 متشدداً لكن مسعفين بالمكان قالوا إن نحو 30 شخصاً قتلوا بينهم 10 من النساء والأطفال.

وقالت القيادة الأميركية الوسطى في بيانٍ إن فريقاً للتحقيق «خلص مع الأسف إلى أنه من المرجح سقوط قتلى من المدنيين غير المقاتلين» في غارة يوم الأحد. وأضافت أنه ربما يكون هناك أطفال بين الضحايا.

وتابعت أن تحرياتها «تسعى لتحديد إن كان لايزال هناك ضحايا مدنيين لم يكشف عنهم في هذا التبادل الشرس لإطلاق النار».

وقال مسئولون عسكريون أميركيون لـ «رويترز» إن ترامب وافق على أول عملية سرية لمكافحة الإرهاب في غياب معلومات المخابرات الكافية أو الدعم البري أو الاستعدادات الاحتياطية الملائمة.

وذكر ثلاثة مسئولين أن القوات الأميركية وجدت نفسها وسط موقع للقاعدة به ألغام أرضية وقناصة وعدد أكبر من المتوقع من الإسلاميين المتشددين المدججين بالسلاح.

من جهتها، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس الجيش الأميركي بتعويض أسر الضحايا المدنيين الذين قتلوا أو أصيبوا «خطأً» خلال الهجوم الأحد الفائت على تنظيم القاعدة في اليمن.

إلى ذلك، قتل ستة من عناصر الشرطة اليمنية أمس في كمين نسب إلى تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، وفق مصادر أمنية.

هذا، وقتل حارس حدود سعودي أمس الأول (الأربعاء) في منطقة جازان في جنوب السعودية عندما قصف متمردون حوثيون المنطقة انطلاقاً من اليمن المجاور، وفق ما أعلنت أمس وزارة الداخلية السعودية.

من جانبها، أعلنت الإمارات أمس استدعاء القائم بالأعمال الإيراني احتجاجاً على «تزويد إيران لميليشيات الانقلاب في اليمن» بالسلاح.