العدد 5264 - الجمعة 03 فبراير 2017م الموافق 06 جمادى الأولى 1438هـ

القطان: الاستقرار مطلب شرعي... وحفظ الأنفس ضرورة دينية

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

شدَّد خطيب جامع الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان عبدالله القطان، في خطبته أمس الجمعة (3 فبراير/ شباط 2017)، على أن «كل ما يؤدي إلى تباعد القلوب وتباغضها، واختلاف الكلمة وافتراقها، وسفك الدماء المعصومة وإيذاء العباد، وتعطيل مصالح البلاد، بسبب تظاهرات واحتجاجات واعتصامات وفوضى وخروج على الجماعة وتخريب وتكسير وتفجير وغير ذلك، فيُنهى عنه، ويُحذَّر منه؛ لأن ذلك يؤدي إلى الاضطراب، ويقضي على الاستقرار وهو مطلب شرعي ضروري».

وأكد القطان أن «حفظ الأنفس وحمايتها ضرورة دينية، ومصلحة شرعية، وفطرة سوية، وطبيعة بشرية، وغريزة إنسانية. ودماء المسلمين عند الله مكرمة محترمة مصونة محرمة، لا يحل سفكها، ولا يجوز انتهاكها إلا بحق شرعي».


القطان: الاستقرار مطلب شرعي... وحفظ الأنفس وحمايتها ضرورة دينية

الجفير - محرر الشئون المحلية

شدَّد خطيب جامع الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان عبدالله القطان، في خطبته أمس الجمعة (3 فبراير/ شباط 2017)، على أن «كل ما يؤدي إلى تباعد القلوب وتباغضها، واختلاف الكلمة وافتراقها، وسفك الدماء المعصومة وإيذاء العباد، وتعطيل مصالح البلاد، بسبب تظاهرات واحتجاجات واعتصامات وفوضى وخروج على الجماعة وتخريب وتكسير وتفجير وغير ذلك، فيُنهى عنه، ويُحذَّر منه؛ لأن ذلك يؤدي إلى الاضطراب، ويقضي على الاستقرار وهو مطلب شرعي ضروري».

وأكد القطان أن «حفظ الأنفس وحمايتها ضرورة دينية، ومصلحة شرعية، وفطرة سوية، وطبيعة بشرية، وغريزة إنسانية. ودماء المسلمين عند الله مكرمة محترمة مصونة محرمة، لا يحل سفكها، ولا يجوز انتهاكها إلا بحق شرعي».

وبعنوان «الاستقرار والأمن وأهميته للمجتمعات»، قال القطان: «من أهم مقومات العيش الكريم، ونيل القوة والتمكين، والرقي والتعمير: الاستقرار بكل أنواعه، وفي كل مجالاته، ولاسيما في المجالين السياسي والاقتصادي، لأن من شأن اضطرابهما اضطراب حياة الناس، ولذا يكثر في الاستعمال السياسي والاقتصادي استخدام كلمة الاستقرار؛ ذلك أن الاستقرار ضرورة من ضرورات العيش، وأدلة ذلك من الشرع والتاريخ والواقع أكثر من أن تحصر».

وأضاف أن «البلاد التي تكون مستقرة يفد الناس إليها، ويرغبون فيها، ويبذلون الغالي والنفيس لسكناها، ومن عظيم النعم التي بشر بها أهل الجنة: الاستقرار فيها، وعدم الخروج منها: يقول تعالى: (أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً)، ويقول جل وعلا: (خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً)، ولولا أهمية الاستقرار في الجنة عند أهلها لما أغرى الله تعالى عباده المؤمنين به، ولولا أن نعيم الجنة لا يكدره عند أهلها إلا خوفهم من عدم استقراره لهم لما أمنهم الله تعالى من ذلك، وأزال الخوف عنهم، يقول تعالى: (لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) وكل بلاد تفقد استقرارها، وتضطرب أحوالها؛ يفر الناس منها، ويفارقونها إلى غيرها، مخلفين وراءهم أحبتهم وأموالهم ودورهم ومزارعهم، يتركون كل غالٍ ونفيس، ينشدون الأمن والاستقرار، ولو شردوا وطوردوا، ولو عاشوا لاجئين عند غيرهم، مغتربين عن بلدانهم، معدمين بقية أعمارهم، فالدنيا بأسرها لا تساوي شيئاً بلا استقرار وأمان، فلا قيمة للقصور والدور والأموال والضياع إذا ضاع الاستقرار، ولا يبقى في البلاد المضطربة إلا من عجز عن الرحيل عنها، ينتظر الموت كل لحظة، وأعداد اللاجئين والمشردين في الأرض قد بلغت عشرات الملايين، أتراهم يفرون لو وجدوا قراراً في بلدانهم، واستقراراً لعيشهم؟».

وتابع «لا والله لا يرضى باللجوء والتشريد، ومفارقة البلدان، وغربة الدار إلا من لم يجد قراراً في بلده التي عاش فيها، وتنسم هواءها، وألف أهلها، ولهفة المسافر أثناء عودته إلى بلده أبين دليل على ذلك، فترى شوقه في عودته ولو إلى قرية لا تذكر ولا يؤبه بها».

وذكر القطان أنه «إذا فقد الاستقرار والأمان من بلد وعجز بعض من فيها عن مفارقتها كان بقاؤهم فيها جحيماً عليهم؛ لما يلاقونه من الخوف والنقص والجوع، وأهل النار لو قدروا على الخروج منها لخرجوا، فكان علمهم باستقرارهم فيها عذاباً مضاعفاً إلى عذابهم بها؛ ولذا وصف قرارهم فيها بالسوء والبؤس: كما قال تعالى: (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ القَرَارُ) ويقول جل وعلا: (إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) فلا أمل لهم في الخروج منها، يقول تعالى: (فَاليَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) ويقول لهم خازن النار (إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ) وهذه النعمة العظيمة - أعني نعمة الاستقرار - هي الركن الأعظم الذي منحه الله تعالى للبشر ليصح عيشهم في الأرض، ويستطيعوا عمارتها، والقيام بأمر الله تعالى فيها، وفي قصة هبوط آدم - عليه السلام - إلى الأرض، واستخلافه وذريته فيها؛ كان الاستقرار هو الركن الأول من ركني عيش الإنسان على الأرض وعمارتها: يقول تعالى (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)، فالمستقر هو قرارها لهم، وأمنهم فيها، والمتاع هو المآكل والمشارب والملابس والمراكب ونحوها، وفي منة الله تعالى على عباده يقول: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) أي: أقدرناكم على أمور الأرض، وخولناكم التصرف في مخلوقاتها، والتمكين في الأرض هو المستقر المذكور في الآية السالفة، كما أن المعايش في هذه الآية هي المتاع في السابقة، ومثل الآيتين السابقتين قول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ)».

وأوضح القطان «إن الأرض لم تكن مستقرًّا للبشر، ولم يُمَكّن لهم فيها إلا لما ذللها الله تعالى لهم ومهدها ومدها وأرساها فلا تضطرب: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ) (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً)، وكان استقرار الأرض للبشر من دلائل الربوبية يقول تعالى: (أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً...) ثم ختم الآية: (أَإلَهٌ مَعَ الله) وفي آية أخرى: (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَاراً...)، وختمها بقوله سبحانه: (ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ)».

وبيَّن أن «من لوازم هذا الاستقرار أن يكون الإنسان سيد الأرض وملكها، ويدير المخلوقات فيها، فسخر الله تعالى له كل ما في الأرض، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ)، فكانت مخلوقات البر والبحر أكثر من البشر، وأقوى منهم، ومع ذلك يقودها الإنسان، ويملكها ويتصرف فيها، فتنقاد له سخرة من الله تعالى، فلا عدوان على البشر إلا من البشر، ولا خوف عليهم إلا منهم؛ لأنهم سادة الأرض، ملّكهم الله إياها، وسخر لهم ما فيها؛ ليقيموا دينه الذي ارتضاه عليها، وليعبدوه لا يشركوا به شيئًا: قال سبحانه: (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)».

وأشار إلى أن «كل شيء يقع في هذا الكون، بقدر الله تعالى لحكمة يريدها، وما تموج به الأرض من محن وفتن وابتلاءات وحروب لا يخرج عن قدر الله تعالى وأمره: (أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ) وتقوية الإيمان بالقدر في هذه الأحوال من أسباب الثبات على الحق؛ لئلا تميد بالعبد فتنة فينحرف إلى الباطل، يقول عَبْدُالله بْنُ عَمْرِوٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا: (مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّ مَعَ الله قَاضِياً أَوْ رَازِقاً أَوْ يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرّاً أَوْ نَفْعاً، أَوْ مَوْتاً أَوْ حَيَاةً أَوْ نُشُوراً، لَقِيَ الله فَأَدْحَضَ حُجَّتَهُ، وَأَخْرَقَ لِسَانَهُ، وَجَعَلَ صَلاتَهُ وَصِيَامَهُ هَبَاءً، وَقَطَعَ بِهِ الأَسْبَابَ، وَأَكَبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ).عياذاً بالله من الخذلان».

وقال القطان: «لما كان للاستقرار هذه الأهمية البالغة في صلاح أحوال الناس، واستقامة دينهم ودنياهم؛ جاءت الشريعة الربانية تدعو إلى كل ما يؤدي إلى الاستقرار، وترغب فيه، وتقطع كل طريق تؤدي إلى الفوضى والاضطراب، وتنهى عنها، وتمنع منها، وكان هذا أصلاً متيناً دلّ عليه القرآن والسنة المطهرة في إجراءات عدة، وتشريعات متنوعة، فمن تشريعات الإسلام لإدامة الاستقرار: الأمر باجتماع الكلمة، والنهي عن الاختلاف والفرقة؛ لأن الاختلاف يؤدي إلى الاحتراب والقتال، فيزول الاستقرار: يقول تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا) ويقول سبحانه: (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا) ويقول النبي (ص): (يَدُ الله مع الْجَمَاعَةِ). ومن تشريعات الإسلام لإدامة الاستقرار: مجانبة الفتن وأهلها، والحذر من مساربها، كما قال النبي (ص): (إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ، وَلَمَنِ ابْتُلِي فَصَبَرَ فَوَاهاً). أي فطوبى له، وقد يظن الإنسان أن لديه إيماناً يعصمه من الفتنة، أو عقلاً يدله على الصواب فيها، فإذا قلبه يتشربها وهو لا يشعر، فتصلاه نارها، وتحرقه أتونها، ويغرق في لجتها. ومن تشريعات الإسلام لإدامة الاستقرار والأمن: الأمر بلزوم الجماعة، والنهي عن شق عصا الطاعة، وطاعة ولي الأمر في المعروف، فإن النبي (ص) لما أخبر عن زمن استحكام الفتن، وكثرة الدعاة إلى جهنم، سأله حذيفة (رض) عما يفعل إن أدركه ذلك، فقال (ص): (تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ). وأمر (ص) بالصبر على الظلم والأثرة، ومدافعة المنكرات بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فقال (ص): (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُوراً تُنْكِرُونَهَا)، قالوا: فما تَأْمُرُنَا يا رَسُولَ الله؟! قال: (أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا الله الذي لَكُمْ). وقال (ص): (من رَأَى من أَمِيرِهِ شيئاً يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عليه؛ فإنه من فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْراً فَمَاتَ إلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)... دخل رجل على الخليفة العباسي المأمون يعظه، فقال له: اتق الله أيها الظالم الفاجر، فقال له المأمون وكان على علم وفقه: يا هذا! إن الله بعث من هو خير منك، إلى من هو شر مني، وأمره بالرفق. بعث موسى وهارون وهما خير منك، إلى فرعون، وهو شر مني، وقال (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)».

وشدَّد القطان على أن «كل ما يؤدي إلى تباعد القلوب وتباغضها، واختلاف الكلمة وافتراقها، وسفك الدماء المعصومة وإيذاء العباد، وتعطيل مصالح البلاد، بسبب تظاهرات واحتجاجات واعتصامات وفوضى وخروج على الجماعة وتخريب وتكسير وتفجير وغير ذلك، فيُنهى عنه، ويُحذَّر منه؛ لأن ذلك يؤدي إلى الاضطراب، ويقضي على الاستقرار وهو مطلب شرعي ضروري، ويتأكد ذلك في البلاد التي تشرئب أعناق أهل الشر لافتراسها، والسيطرة على أجزاء منها، وتغري الدول الاستعمارية باقتحامها ونهب ثرواتها؛ فالخير لأهلها حكاماً ومحكومين أن تأتلف قلوبهم، وتجتمع كلمتهم، ويطفئوا مشاعل الفتنة فيهم، ويصلحوا ذات بينهم».

وأكد القطان أن «حفظ الأنفس وحمايتها ضرورة دينية، ومصلحة شرعية، وفطرة سوية، وطبيعة بشرية، وغريزة إنسانية. ودماء المسلمين عند الله مكرمة محترمة مصونة محرمة، لا يحل سفكها، ولا يجوز انتهاكها إلا بحق شرعي، (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ومن قتل نفساً بغير حق، فكأنما قتل الناس جميعاً، يقول تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، وقتل النفس المعصومة عدوان آثم، وجرم غاشم، وأي ذنب هو عند الله أعظم بعد الشرك بالله من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؟، لما في ذلك من إيلام المقتول، وإثكال أهله، وترميل نسائه، وتيتيم أطفاله، وإضاعة حقوقه، وقطع أعماله بقطع حياته، مع ما فيه من عدوان صارخ على الحرمات وتطاول فاضح على أمن الأفراد والمجتمعات. وإنه لمن المحزن حقّاً، أن يسمع المسلم بين وقت وآخر، ما تهتز له النفوس وجلاً، وما ترجف له القلوب أسفاً، وما يتأثر به المسلم عندما يسمع عن قتل نفس مسلمة، على أيدي آثمة، وأنفس شريرة مجرمة، تسفك دم مسلم، إنها لجريمة شنيعة ترتعد منها الفرائص، وتنخلع لها القلوب، إنها لجريمة فاحشة والجزاء مخيف، يقول الله عز وجل: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً). أربع عقوبات عظيمة، يستحقها من الله صاحب الجريمة: جهنم خالداً فيها، وغضب الله عليه، ولعنه، وأعد له عذابًا عظيماً... ويقول (ص) محذراً من هذه الجريمة النكراء: (لزوالُ الدنيا أهونُ عند الله من قتل امرئ مسلم). ويقول: (لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار)...ويقول (ص): (يجيءُ المقتولُ متعلقاً بقاتله يوم القيامة آخذاً رأسه بيده، فيقول: يا رب، سل هذا: فيم قتلني؟ قال: فيقول القاتل قتلته لتكون العزة لفلان، قال: فإنها ليست له بُوء بإثمه، قال: فيهوي في النار سبعين خريفاً)، ويقول (ص): (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء) وما ذلك إلا لعظم خطرها يوم القيامة، فاستعد للموقف العظيم، والسؤال الصعب الذي ما بعده إلا جنة أو نار... ولصيانة النفوس حرّم الإسلام الإعانة على القتل أو التحريض عليه يقول (ص): (من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله تعالى مكتوبٌ بين عينيه: آيس من رحمة الله عز وجل).

ويقول: (مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً فَاعْتَبَطَ بِقَتْلِهِ،(أي فرح وطرب) لَمْ يَقْبَلْ اللهُ مِنْهُ صَرْفاً وَلا عَدْلاً) ... فاحذر أيها المسلم كل الحذر أنْ تقع في دم حرام، فتقتل أحداً من أجل فلان أو من أجل حزب أو جماعة، فإنهم لن ينفعوك شيئاً عند الله عز وجل ولن يدفعوا عنك شيئاً من عذاب الله.( وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)، احذر أيها المسلم أنْ يكون لك أحدٌ بالمرصاد يوم القيامة، فإنَّ من تقتله في الدنيا لن يتركك في الآخرة، بل هو لك بالمرصاد، والله سبحانه وتعالى لما جعل للنفس المسلمة هذه الحصانة الكبيرة؛ ذلك لأنَّ نفس المسلم لها مكانة وحرمة، فليس أحد يملكها أو يملك إزهاقها، بل إنَّ ذلك ممنوع غاية المنع ولا يجوز إلا بإذن من الله تبارك وتعالى وإذن رسوله (ص)».

العدد 5264 - الجمعة 03 فبراير 2017م الموافق 06 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 1:38 ص

      لا فض فوك يا الشيخ القطان . نعم نحن معك في حفظ الأنفس ووأد الفتنة فعن النبي ص( إن لزوال الدنيا جميعاً أهون على الله تبارك وتعالى من دم امرئ مسلم يسفك بغير حق: أو قال: يقتل بغير حق).
      ولتحقيق الاستقرار وهو مطلب وطني صادق، يجب أن تكون الكفتان متساويتان..أليس كذلك؟

    • زائر 14 | 1:05 ص

      الإستقرار لا يأتي بتمييز مواطن على الاخر , الإستقرار بالعدل والحكمة, الإستقرار أيضا لا يأتي بظلم شباب لانهم ينتمون لطائفة معينة! والكثير من الأسباب الي لا تؤدي للإستقرار ..
      ولكن يوما ما سيكون الحساب في يوم القيامة هناك العدل الإلهي وكفى

    • زائر 13 | 1:03 ص

      الواقع شئ مغاير
      طائفة واحدة تتحصل على كل شئ وطائفة أخرى مهمشة من كل النواحي فأي إستقرار يتحقق بهكذا حال .

    • زائر 5 | 12:10 ص

      الاستقرار يبدأ بالعدالة والمساواة بين كل المواطنين في الحقوق والواجبات، وعدم الاستقرار منشأه التمييز وسلب الحقوق والتعدي والاستحواذ على صناعة القرار وتوزيع الثروة.

    • زائر 19 زائر 5 | 1:42 ص

      جميل التعليق خوك ولكن كيف يتحقق العدل والمساواة مع من يحمي تراب وطنه ويفديه بدمه .ومع من ........أن أهم عوامل المساواة هو الانتماء والولاء.ليس بالكلام فقط ولكن بالأفعال.انتهى الكلام

    • زائر 3 | 11:08 م

      شيخ قطان...
      \nبس سؤال........؟هل الإستقرار يأتي بحرام الشباب بوظائف الوطن وجلب أجانب من خارج البلد ؟؟أسئلة كثيرة. هناك...

    • زائر 2 | 11:00 م

      جزاك الله خير ياشيخ هذا الكلام الطيب..

اقرأ ايضاً