العدد 5265 - السبت 04 فبراير 2017م الموافق 07 جمادى الأولى 1438هـ

عامان وعلي يتنقل بين أروقة المستشفى لعلاج «اللوكيميا» بعد تشخيص مرضه خارج البحرين

حلمه إنهاء العلاج سريعاً ليعود لمقاعد الدراسة التي افتقدها عامين

علي حسين عامان وهو يتلقى العلاج عن سرطان اللوكيميا بدلاً من أن يكون على مقاعد الدراسة -  تصوير : أحمد آل حيدر
علي حسين عامان وهو يتلقى العلاج عن سرطان اللوكيميا بدلاً من أن يكون على مقاعد الدراسة - تصوير : أحمد آل حيدر

جلس على سرير المستشفى يعد شعره المتساقط يحاول أن يفهم ما يدور حوله، فهو في عمر صغير لا يعي كل ما يحدث، خلف نافذة المستشفى هناك له أصدقاء يلعبون ويمرحون ويجلسون على مقاعد الدراسة، لسان قلبه يتمنى أن يكون معهم خلف هذه النافذة التي بقى خلفها حبيساً لمدة ستة أشهر.

علي حسين طفل يبلغ اليوم من العمر 13عاماً، طفل عفوي يمشي بخطوات ثابتة إلى الأمام حلمه الأكبر أن ينتهي من مرحلة العلاج سريعاً فقد تبقى على نهاية المرحلة عام ونصف، يتمنى أن تنقضي هذه المرحلة سريعاً ليعود إلى مقاعد الدراسة التي حرم منها تقريباً عامين ليكمل مسيرة حياته الدراسية ويكون فخراً لوالديه.

«الوسط» دخلت منزله فهو آيل للسقوط، في الطابق الثاني تقع الشقة التي يقطن فيها علي مع عائلته التي تتكون من خمسة أفراد سادسها هو، كان نائماً استيقظ على عجل لينقل قصة ألم وأمل تكون لكل طفل مصاب بـ «اللوكيميا».

بدأت والدته الحديث لتعود بإدراج ذاكرتها إلى العام 2015، فالعطلة الصيفية على وشك أن تبدأ وعلي أنهى الامتحانات النهائية للصف السادس الابتدائي وها هو يستعد للإجازة ويستعد لأن ينتقل للمرحلة الإعدادية، إلا أن الأقدار شاءت أن تتغير خطط عائلة علي.

عادت أم علي بذاكرتها لعام 2015 قائلة: «قبل اكتشاف المرض كان علي كثير السقوط والإغماء كان يصاب بفقدان في الشهية، إضافة إلى أنه كان يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، تنقلت بين المستشفيات ولا فائدة، حتى أن أحد أطباء المركز الصحي شك بوجود التهاب في الرئة، إلا أن أطباء مجمع السلمانية الطبي نفوا ذلك».

وأضافت «عاد الإغماء مجدداً حتى أن جسده أصبح هزيلاً بعد فقدان الشهية، في إحدى المرات نقله والده إلى إحدى المستشفيات الخاصة وتبين وجود كتل في الصدر، إضافة إلى أن تحاليل الدم بينت وجود انخفاض كبير في كريات الدم البيضاء».

وتابعت «لم يتم تشخيص مرضه في الوقت الذي كان هو يعاني قرر والده نقله إلى خارج البحرين برفقة التحاليل وبعد وصوله هناك وإجراء تحاليل جديدة، تبين أنه مصاب باللوكيميا، عاد إلى البحرين ولم يبلغني بذلك حتى أغمي على علي في إحدى الحدائق، من هناك إلى مجمع السلمانية الطبي وبقي في جناح الأورام، ومع ذلك لم يتم إبلاغي عن السبب إلا بعد أربعة أيام عندما أبلغتني أختي الكبرى بذلك».

بدأ علي رحلة العلاج كانت رحلة صعبة في الشهور الستة الأولى، فالمضاعفات التي يتسبب بها العلاج الكيماوي لا ترحم المريض، فبدأ شعر علي في التساقط، حتى جلس علي يسحب شعرات رأسه بأصابعه الصغيرة، لتقف أمه عاجزة عن شرح ما يحدث له، لتقرر خالته وأبوه حلق شعره بالكامل بدلاً من أن يتساقط بشكل جزئي، وقد خفف وطأة ذلك أن علي كان يحلم بأن يكون أصلعاً كأبيه، وبينما والدته تتكلم ضحك علي فربما كان بالفعل حلمه بأن يكون أصلعاً كوالده.

وقد أصيب علي بعدة مضاعفات كان من أهمها إصابته بهشاشة العظام التي أثرت على قدرته على المشي بشكل طبيعي.

وواصلت أم علي حديثها قائلة: «كانت الشهور الستة الأولى صعبة فأنا أرعى إخوانه الأصغر منه سناً، لذا بقي أبوه يرافقه في المستشفى ليفقد عمله بعد ذلك، تحسنت حالة علي بعد مرور الشهور إلا أنه مازال على العلاج فقد بقي من مرحلة العلاج عام ونصف، المضاعفات التي مرّ بها علي زالت نوعاً ما فشعره عاد من جديد ووزنه أخذ في الزيادة بعد أن وصل في مرحلة العلاج إلى 30 كيلو، إلا أنه مازال يواصل العلاج فمازال يأخذ جرعة «كيماوي» مرة واحدة في كل شهر».

وأضافت«اللوكيميا حرمته من أن يكون على مقاعد الدراسة أسوة بزملائه فقد زرع له جهاز داخل جسده ليتمكن من الحصول على العلاج الكيماوي، إضافة إلى أن دخوله إلى المستشفى كان سبباً أيضاً في حرمانه من مقاعد الدراسة، إلا أن ذلك لم يمنعه من تقديم الامتحانات النهائية، فبالتواصل مع وزارة التربية والتعليم والمدرسة وصل اليوم علي للصف الثاني الإعدادي فهو يقدم الامتحانات النهائية في نهاية كل فصل».

وتابعت«حلمه أن يعود إلى مقاعد الدراسة إلا أن ذلك صعب، وخصوصاً في ظل وجود جهاز داخل جسده، مما قد يعرضه إلى السقوط أثناء اللعب أو قد يتعرض لضرب عن طريق الخطأ مما قد يؤثر عليه».

أما علي فالتفتت إليه «الوسط» كان يجلس بأحلام بسيطة بدأها بحلم أن يكمل العلاج سريعاً، أما حلمه الثاني فهو الحصول على منزل بعد أن ضاق المنزل الحالي بهم، فأمه وأبوه وإخوته وأخواته ينامون في غرفة، وهو ينام في غرفة وحيداً وذلك بسبب نقص مناعته، في الوقت الذي قد يقع المنزل عليهم في أي وقت لكونه منزلاً آيلاً للسقوط، وغير مؤهل بأن يكون منزلاً لطفل مريض بالسرطان.

قد يكون المرض عزل علي عن مقاعد الدراسة وعن أصحابه، إلا أن المرض جمعه بصديقه أحمد الذي كان رفيقه في العلاج فهما في نفس السن، هدفهما إكمال رحلة العلاج معاً لتحدي «اللوكيميا» الذي يعد الأكثر انتشاراً بين الأطفال في البحرين.

العدد 5265 - السبت 04 فبراير 2017م الموافق 07 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 3:09 م

      تمنياتي لك يا (علاوي) بالشفاء العاجل..
      وأطلب منك أن تتحدى المرض بكل شجاعة وصبر وتتنتصر عليه بإذن الله..
      وأن تكبر وتخرج وتمارس حياتك ونشاطك وتساعد أبويك أيضاً في الحياة..
      تحياتي لك وللوالد الصديق (حسين)..

    • زائر 16 | 1:35 م

      الله الشافي

      الله يشفيه ويقر عين ابويه ويحقق امانيهم بنجاحه يارب في دراسته ويصل ألى أعلى المراتب الله يشافي كل كرايض طفل كان أو كبير

    • زائر 14 | 5:02 ص

      مسيلات الدموع السامة قد تكون هى السبب وليس وحده من يشكو من هذه الحالة ومثله عشرات الحالات

    • زائر 13 | 4:01 ص

      كيف أصبح اشعاعي النظائر الكيميائية الضارة بصحة البشر علاجا للبشر

    • زائر 12 | 1:38 ص

      ودوا الاردن مستشفى الخالدي او السلام وايد زين

    • زائر 11 | 1:35 ص

      اللهم البسه الصحة والعافية

    • زائر 10 | 12:40 ص

      عليكم بالبنجر افضل دواء لهذا المرض وادعو لي

    • زائر 9 | 12:37 ص

      الله يشفيه ويعافيه ويقومه بالسلامة
      ويبلغكم فيه يارب العالمين
      يا مسبب الاسباب سبب له الدواء

    • زائر 8 | 12:34 ص

      يار يفرج عنك بحق علي بن أبي طالب

    • زائر 7 | 12:30 ص

      الله يشفيه ويعافيه ويعود لدراسته بصحة احسن من السابق وبالعزيمة والصبر والارادة بيتغلب على كل الصعاب ان شاء الله

    • زائر 6 | 12:21 ص

      الله يعطيه الصحة والعافية

    • زائر 5 | 12:07 ص

      ياارب اشفي كل مريض وبالأخص الأطفال رأفة بالأمهات

    • زائر 4 | 11:35 م

      الله يعطيه العافية ويتغلب على المرض
      ويستكمل علاجه ويكون في بيت يستحقه

    • زائر 3 | 11:29 م

      تمنياتي للمريض الشفاء التام

    • زائر 2 | 11:24 م

      الله يشفيه ويرجع لمدرسته وحياته الطبيعيه

    • زائر 1 | 9:14 م

      يعني هو خف
      الحمد لله

اقرأ ايضاً