العدد 5265 - السبت 04 فبراير 2017م الموافق 07 جمادى الأولى 1438هـ

قالوا في يوم السرطان العالمي: المرض لا يعني الموت ونطالب بزيادة الدعم وإجراء الدراسات

طه الدرازي
طه الدرازي

يسجل العالم دعمه ومواقفه بمناسبة اليوم العالمي للسرطان والذي يصادف 4 فبراير/ شباط من كل عام، ولم يكن البحرينيون بمنأى عن ذلك، فقد سجلوا مواقفهم ودعمهم إلى مرضى السرطان وسط مطالبات باستمرار تقديم الدعم النفسي للمصابين بهم، مع ضرورة إجراء دراسة لمعرفة أعداد المصابين في البحرين، مع الوقوف على أسباب الإصابة.

وفي هذا الصدد، قال استشاري جراحة المخ والأعصاب طه الدرازي: «هذا المرض مثل غيره من الأمراض التي يمكن علاجها بواسطة الأدوية وباقي العلاجات المختلفة، وقد يكون أن هناك معلومات انتشرت بين الناس قد يكون بعضها صحيحا وبعضها خاطئا».

وأضاف أن «المعلومات الخاطئة يمكن أن يكون فيها تخويف فيما يتعلق بهذا المرض، على الرغم أن الكثير من المرضى أصيبوا بهذا المرض ونجوا منه، وخصوصاً أن المريض يمكن أن يصل لمرحلة الشفاء إذا ما حصل العلاج بشكل صحيح».

وتابع أن «بعض المعلومات المغلوطة كانت سبباً في إثارة الذعر والخوف والهلع بين المرضى والمجتمع أيضاً، في الوقت الذي يجب أن يتعامل المجتمع مع مرضى السرطان مثل باقي المرضى المصابين بالضغط والسكري وغيرها من الأمراض».

وأكد الدرازي أن التعامل مع المرضى بإيجابية سيرفع من معنوياتهم، كما أنه سيساعد أيضاً على التغلب على المرض، مشيراً إلى ضرورة أن يكون هناك دعم إلى المرضى، وتغيير وجهة النظر اتجاه المرض.

وقال الدرازي: «من المؤسف أن حتى المشاركات في الفعاليات تقتصر على وقت الفعالية، في الوقت الذي ينتهي الدعم بانتهاء الفعالية، إذ إنه بمجرد انتهائها تعود الأوهام إلى البعض وتعود النظر السوداوية إلى هذا المرض».

وأضاف «يجب أن يكون التشجيع والتثقيف على مدار العام، وذلك بهدف تشجيع المرضى ورفع معنوياتهم، وقد يمكن استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق هذا الهدف».

من جهتها، قالت مدربة الرياضة تغريد الميرزا: «قلوبنا مع مرضى السرطان في يومهم العالمي، فقد خطف هذا المرض والدي في العام 2003، لذا أقدر الوضع الذي يمر فيه المرضى وأهاليهم، إلا إنه من المؤسف أنه على الرغم من وجود الدعم النفسي، إلا إننا نفتقر إلى وجود الدعم المادي إلى المرضى».

وأضافت «يجب أن يكون الأمل موجودا بين المرضى، وخصوصاً مع التطور العلمي في هذا المجال، ففي السابق كان يحكم على مريض السرطان بالموت، إلا أن اليوم أصبح الأمل موجودا وذلك بسبب التطور في العلاجات».

وتابعت «أصبحنا اليوم سباقين في علاج الأورام، فهناك تقدم في هذا الجانب مقارنة بباقي الدول».

وأضافت «نحتاج إلى توعية للمرض، لا ننكر أن هناك اهتماما لكن اعتبره قليلا، فنحن نطمح أن يكون هناك اهتمام أكثر، فلابد أن يكون هناك توعية بالسرطان لمكافحته كما هو هناك اهتمام لمكافحة مرض السكري، كما أنه يجب أن يكون هناك اهتمام بالمرضى الذين لهم تاريخ عائلي في هدا المرض».

من جانبه، قدم الممرض ابراهيم الدمستاني رسالة إلى الجهات المختصة بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، والذي تحتفل به جميع دول العالم، مبيناً أن في هذا اليوم يجب أن توجه رسالة إلى الجهات الحكومية المختصة ومن أهمها وزارة الصحة، فهي الجهة المختصة بعدد حالات السرطان المنتشرة في بعض المناطق دون غيرها، منوهاً إلى ضرورة وجود دراسة بشأن الحالات السرطانية في بعض مناطق البحرين، وخصوصاً تلك المناطق التي تكثر فيها المنشآت الصناعية، إذ في هذه المناطق تزيد نسبة المخاطر التي تزيد من نسبة الإصابة بالسرطان.

وقال الدمستاني: «هناك عوامل تساعد على نمو المرض وخصوصاً الملوثات، لذا يجب أن تكون هناك دارسة متخصصة لمعرفة الأسباب المؤدية للإصابة ونسبة الحالات في المناطق».

وأضاف «في حال كانت أسباب الإصابة ناجمة عن التلوث فيمكن إزالة المسبب، لذا نطالب بإيجاد دراسة، إذ إنه يمكن الحد من المسببات في هذه الحالة بعكس ما إذا كان السبب عاملا وراثيا لا يمكن أن نتحكم فيه، لذا أعتقد أنه من الضروري الوقوف على أسباب الإصابة بالسرطان، وخصوصاً في المناطق التي تكثر فيها المنشآت الصناعية، إذ إنه في حال ثبت أنها السبب في التلوث الذي يزيد من نسبة الإصابة فإنه يمكن أن يتخذ قرار من الجهات المعنية بنقل هذه المنشآت وإزاله المسبب في التلوث الذي يزيد من نسبة المرض».

وأضاف أن «الرسالة الثانية أوجهها إلى المجتمع والناس وخصوصاً إلى العوائل التي تكثر فيها نسبة الإصابة بالسرطان، إذ إن في هذه العوائل يمكن تجنب المزيد من الإصابات من خلال الكشف المبكر عن السرطان، وخصوصاً إذا كان العامل الوراثي موجودا، لذا فإن من يملك العوامل الوراثية يجب أن يحرص على الكشف المبكر، وذلك للكشف عن الخلايا السرطانية، فالكشف المبكر يسهل عملية العلاج، إذ إنه يمكن السيطرة على السرطان قبل انتشاره».

وتابع «في عصرنا الحالي هناك العديد من الأطباء والدراسات تشير إلى أن هناك أكلات مضادة للأكسدة والتي تساعد في خفض نسبة الإصابة بالسرطان، لذا أعتقد علينا كأفراد الإقبال على هذه الأطعمة، ويجب البحث والتعمق في هذا الجانب والبحث في ما يقلل من نسبة الإصابة».

وأكد الدمستاني أنه يجب التخفيف من الضغط النفسي، وخصوصاً في ظل وجود دراسات تشير إلى أن هناك احتمالية بأن مثل هذه الأمراض تزيد من احتمالية الإصابة، فالأسباب النفسية قد تؤدي إلى مثل هذه الأمراض.

ووجه الدمستاني بمناسبة اليوم العالمي للسرطان رسالة للعمال في المصانع والمنشآت لكونهم من الفئات المعرضة للإصابة بالسرطان، مشيراً إلى أن العمال الذين يتعرضون إلى الإشعاعات وغيرها من مواد هم من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالمرض، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك فحوصات دورية لهذه الفئة.

وذكر الدمستاني أن الفحوص الدورية لهؤلاء العمال تعد مهمة جدا وذلك بسبب زيادة عوامل الاختطار، لذا على أصحاب المنشآت قياس المخاطر وذلك لوجود عمال معرضين لهذه المخاطر.

ودعا الدمستاني إلى تكثيف التوعية بهذا المرض، مبيناً أن مؤسسات المجتمع المدني تلعب الدور الأكبر من خلال التواصل مع المجتمع وتثقيفهم بشأن السرطان وأسبابه، مؤكداً أن المسئولية الكبرى تقع على مؤسسات المجتمع المدني.

من جانبه، قال الناشط البيئي محمد جواد: «في هذا اليوم يجب توعية المجتمع للحد من نسبة الإصابة والوفيات، كما أنه يجب الوقوف على أسباب الإصابة للحد منها، وخصوصاً أن بعض أمراض السرطان تكون أسبابها ملوثات بيئية، وقد حصلت البحرين على المركز الثالث في نسبة الإصابة خليجياً، إلا إنه مازلنا نفتقد إلى وجود التحقيق للوقوف على أسباب الإصابة».

وأضاف «نفتقد إلى وجود دراسة للوقوف على أسباب السرطان في البحرين، على الرغم من وجود ملوثات في البحرين قد تكون سبباً في الإصابة وخصوصاً المنشآت الصناعية التي تزيد من التلوث مما يزيد من نسبة الإصابة بالسرطان، إجراء دراسة ومعرفة الأسباب والتأكد من التلوث قد يساهم في التقليل من نسبة الإصابة بالسرطان، وذلك بالحد من هذه الملوثات المسببة للمرض».

وتابع «أتمنى أن نكون استطعنا في العام المقبل التقليل من نسبة الإصابة، كما نطمح كمواطنين إجراء دراسة في هذا المجال، وذلك لإيجاد إحصائية دقيقة بأعداد المصابين في البحرين، مع معرفة مناطق السكن والأسباب المؤدية للإصابة بالمرض سواء كانت عوامل وراثية، أو عوامل ناجمة عن التلوث البيئي».

العدد 5265 - السبت 04 فبراير 2017م الموافق 07 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً