العدد 5269 - الأربعاء 08 فبراير 2017م الموافق 11 جمادى الأولى 1438هـ

واشنطن تدرس معاقبة إيران لمساندتها جماعات في لبنان والعراق واليمن والبحرين

الحرس الثوري الإيراني خلال أحد العروض العسكرية   							        (أرشيفية)
الحرس الثوري الإيراني خلال أحد العروض العسكرية (أرشيفية)

صرح مسئولون أميركيون بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبحث اقتراحاً قد يؤدي إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة التنظيمات الإرهابية. وقال المسئولون إنه تم أخذ رأي عدد من الوكالات الأميركية بشأن مثل هذا الاقتراح الذي سيضاف، إن تم تنفيذه، إلى الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

وبين مسئول أميركي أن البيت الأبيض قد يتجه إلى معاقبة إيران على دعمها لجماعة حزب الله اللبنانية والمقاتلين الحوثيين في اليمن وبعض القوى في العراق، وكذلك دعمها الخفي لمعارضين في البحرين وهجمات إلكترونية على السعودية وأهداف خليجية أخرى.


البيت الأبيض يدرس معاقبة إيران لمساندتها جماعات في لبنان والعراق واليمن والبحرين

واشنطن - رويترز

صرح مسئولون أميركيون بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبحث اقتراحاً قد يؤدي إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة التنظيمات الإرهابية.

وقال المسئولون إنه تم أخذ رأي عدد من الوكالات الأميركية بشأن مثل هذا الاقتراح الذي سيضاف إن تم تنفيذه إلى الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

ولم تطلع «رويترز» نسخة من الاقتراح الذي قد يأتي في شكل أمر تنفيذي يحمل توجيهات لوزارة الخارجية ببحث تصنيف الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية. ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب سيوقع أمراً كهذا.

ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب التعليق. وتنفي إيران أي دور لها في الإرهاب.

وتداولت وكالات أميركية عدداً من مسودات أوامر بشأن قضايا أخرى لكن إدارة ترامب رفضتها أو أجلتها. وذكرت «رويترز» الأسبوع الماضي أن المسئولين تناقشوا في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية لكن تم إرجاء القرار لأجل غير مسمى فيما يبدو.

وربما يكون لتصنيف أقوى مؤسسة عسكرية وسياسية في إيران كجماعة إرهابية آثار تزعزع الاستقرار بما في ذلك تأجيج الصراعات الإقليمية التي تتبادل واشنطن وطهران الاتهامات بالتدخل فيها. وتنفي إيران هذه الاتهامات.

ومن المرجح أن يعقد هذا الأمر أيضاً قتال الولايات المتحدة لتنظيم «داعش» بالعراق حيث تخوض جماعات مقاتلة تدعمها إيران ويقدم لها الحرس الثوري الإيراني المشورة القتال ضد التنظيم المتشدد.

ويحث بعض أكثر مستشاري ترامب في البيت الأبيض تشدداً الرئيس على زيادة العقوبات على إيران منذ أن بدأت تتضح ملامح إدارته. وبعد تشديد العقوبات على إيران الأسبوع الماضي رداً على اختبار صاروخ باليستي قال مسئولون بالبيت الأبيض إن الإجراء خطوة «مبدئية».

ويحبذ حلفاء الولايات المتحدة في الخليج منذ وقت طويل اتخاذ موقف أميركي أكثر صرامة تجاه إيران التي يتهمونها بالتدخل في شئون المنطقة.

لكن المسئولين قالوا إن عملية إصدار الأوامر التنفيذية التي قد تثير الجدل تباطأت كثيراً في أعقاب الغضب السياسي والقانوني من الأمر الذي أصدره ترامب بحظر دخول مواطني سبع دول يغلب على سكانها المسلمون الولايات المتحدة والذي أصبح في الوقت الحالي موضع معركة قضائية في محكمة استئناف اتحادية.

وأدرجت الولايات المتحدة بالفعل عشرات الكيانات والأشخاص على قائمة سوداء بسبب ارتباطها بالحرس الثوري. وفي 2007 صنفت وزارة الخزانة الأميركية فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمسئول عن عملياته في الخارج كجماعة إرهابية «لأنه يدعم الإرهاب» وقالت إنه ذراع إيران «الأساسية لتطبيق سياستها بدعم الإرهاب والجماعات المتمردة».

وتصنيف الحرس الثوري بأكمله كجماعة إرهابية قد تكون له تداعيات أوسع بكثير بما في ذلك على الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى في 2015.

وقالت «رويترز» الأسبوع الماضي إن تصنيف الحرس الثوري الإيراني من بين الاقتراحات قيد البحث في إطار مراجعة إدارة ترامب للسياسة تجاه إيران. وسيكون الهدف هو صرف اهتمام الاستثمار الأجنبي عن الاقتصاد الإيراني بسبب مشاركة الحرس الثوري في قطاعات كبيرة من بينها النقل والنفط. وكثيراً ما تكون هذه المشاركة ملكية مستترة.

وقال مسئول أميركي كبير يشارك فيما وصفه بأنه مراجعة واسعة للسياسة تجاه إيران «تعتبر الإدارة الجديدة إيران أوضح خطر على المصالح الأميركية وتبحث عن سبل للضغط».

وأضاف أنه بدلاً من تمزيق الاتفاق النووي - وهو ما تعارضه حتى إسرائيل والسعودية - فإن البيت الأبيض قد يتجه إلى معاقبة إيران على دعمها لجماعة حزب الله اللبنانية والمقاتلين الحوثيين في اليمن وبعض القوى في العراق، وكذلك دعمها الخفي لمعارضين في البحرين وهجمات إلكترونية على السعودية وأهداف خليجية أخرى.

لكن المسئول حذّر من أن معاقبة الحرس الثوري قد تكون لها نتائج عكسية. فقد تقوي شوكة المحافظين وتضعف الزعماء الأكثر اعتدالاً مثل الرئيس حسن روحاني وتشجع قوى تدعمها إيران في العراق وسورية على الحد من أي جهود ضد تنظيم «داعش» في البلدين وربما رعاية جهود ضد قوى تدعمها الولايات المتحدة أو القوات الأميركية التي تحارب التنظيم المتشدد بالعراق.

وقال المسئول «لن يقبل الإيرانيون أي تصرف أميركي باستسلام. قد لا يتصرفون بسرعة أو في العلن لكن هناك خطر نشوب صراع متصاعد».

وتشمل العقوبات الأميركية الحالية جزاءات على الشركات الأجنبية التي تعلم أنها تجري معاملات «كبيرة» مع الحرس الثوري الإيراني أو كيانات إيرانية أخرى تشملها العقوبات. لكن شركات كثيرة يملكها الحرس الثوري أو له مصالح فيها غير مدرجة على القائمة السوداء واستطاعت عقد صفقات خارجية.

العدد 5269 - الأربعاء 08 فبراير 2017م الموافق 11 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً