العدد 5274 - الإثنين 13 فبراير 2017م الموافق 16 جمادى الأولى 1438هـ

أسوأ ما في الرياضة أن يحدد الحكم السيناريو

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

يعتقد بعض الحكام أن مسئوليتهم لا تتعلق فقط بتطبيق القانون وروح القانون وإنما تتعداها لتحديد سيناريو المباراة ومن يجب أن يسجل أوَّلاً وكيفية التسجيل وصولاً إلى التحكم في النتيجة النهائية للقاء من خلال رفضهم لخسارة بعض الفرق والعمل على تمديد الوقت ما أمكن إذا ما كان هذا الفريق متخلِّفاً في النتيجة.

هذه المسئوليات الإضافية التي يتبناها الحكم من دون طلب تثقل كاهله وتشتت تركيزه وتوقعه في الكثير من الأخطاء الكارثية.

مسئولية الحكم في أي لعبة رياضية يجب ألَّا تتعدى المسئولية القانونية والعمل على الاستفادة من روح القانون في إخراج المباراة بأفضل صورة ممكنة وبأقل قدر من الصافرات والمشاكل.

لا يجب بأي حال من الأحوال أن يكون الحكم طرفاً من أطراف من اللقاء، ولا يجب أبداً أن يتدخل بأي شكل من الأشكال في سيناريو اللقاء.

الاستعجال في اتخاذ القرارات أو التغاضي عن قرارات صحيحة وواضحة هي معادلة صعبة، والأكثر خطورة أيضاً هو محاولة التعويض بعد ارتكاب الخطأ.

عندما يتخلص الحكم من الكثير من الأحكام المسبقة والعقد الشخصية ويدير كل مباراة بحيثياتها الخاصة ومن دون تدخل في السيناريو الخاص بها فإنه بلا شك سينجح في إخراجها إلى بر الأمان.

بعض الحكام يحمل نفسه أكثر مما تحتمل من خلال افتراضه المسبق أن هذا الفريق يجب أن يفوز وهذا الفريق يجب ألَّا يخسر، وبالتالي تكون قراراته متعجلة لناحية الفريق المفترض فوزه وكأنه يستعجل انتصاره، كما أنه في الوقت نفسه عندما يعتقد أن هذا الفريق يجب ألَّا يخسر تراه يمطط في الوقت كما يحدث في مباريات كرة القدم أو يحتسب أخطاء من وحي الخيال كما يحدث في كرة السلة لأجل إرجاع الفريق الخاسر لأجواء اللقاء.

الحكم يجب أن يتجرد من الأحكام المسبقة ويركز فقط على الحالات الفردية في الملعب بغض النظر عن هوية الفريقين وجماهيريتهما وبغض النظر عن هوية ومكانة اللاعبين المتداخلين في اللعبة.

التحكيم فن وذوق، ويجب أن يحافظ الحكم دوماً على اتزانه العاطفي ويبتعد عن العصبية ما أمكن كونه ليس طرفاً يتأثر بخسارة هذا الفريق أو فوز ذلك الفريق.

اعتقاد الحكم المسبق أن هذا الفريق يجب أن يفوز وما يرتبه ذلك من استعجال في اتخاذ القرارات وتحديد السيناريو يفسد حتى على الفريق الفائز فوزه، لأن هذا الفريق المرشح للفوز لو ترك الحكم سيناريو اللقاء يسير على طبيعته ربما فاز بشكل أفضل وأجمل.

فالسيناريو هو مهمة الفريقين والمدربين واللاعبين ومتعة الرياضة في مفاجأتها، وأسوأ ما يمكن أن يحدث فيها أن يحدد الحكم نفسه ماذا يجب أن يحصل وكيف يحصل ومتى يحصل، وهو ما ينهي المتعة والقيمة الحقيقية للرياضة.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 5274 - الإثنين 13 فبراير 2017م الموافق 16 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:22 م

      مرحبا

      الأخطاء واردة وتسبب انهيار تعب سنوات من الإعداد بس مشكلتنه التعصب الأعمى عندما نغض النظر عن الأخطاء التحكيمية التي تكون في صالح الفريق الدي نعشقة ونتكلم فقط عن الفرق المنافسة الأخرى وهل صحيح حجه المغلوب الحكم.

    • زائر 1 | 1:13 ص

      نعم في نهائي كأس الطائرة

      للأسف هذا يحصل في مسابقاتنا خصوصا الطائرة. حكم نهائي كأس للموسم الماضي شافوا الجمهور شلون تلاعب في مجرى المباراة بسبب هواه لنادي معين ، وهو له اسبقيات خصوصا في المربع والنهائي ياما حرم اندية ثانية في التأهل . المطلوب الإستعانة بحكام من الخارج في المربع الذهبي والنهائي.

اقرأ ايضاً