العدد 60 - الإثنين 04 نوفمبر 2002م الموافق 28 شعبان 1423هـ

حتى لا يبقى «العربي» سابحا في فضاء

المتحدث عن «العروبة» الآن كمن يمشي عكس التيار، ففي الوقت الذي تطغى فيه أحداث 11 سبتمبر/ أيلول على وسائل الإعلام ولا حديث لهم غير الإرهاب وفي الوقت الذي تضاعف الماكينة الأميركية من حملتها الدعائية للحرب المنتظرة ضد «صدام» يأتي من يفتح ملفا تراكمت عليه مآسي الأمة منذ الخمسينات ولم تزل...

فأية عروبة يمكن الالتفات إليها او التوقف عندها؟ كيفما يممنا وجهنا سنرتد على أعقابنا خائبين وكأننا في حفلة جماعية لا تنتهي من الندب والنواح. فماذا عن السقوط في مستنقع الوهم لكل مشروعات الوحدة العربية مثلا؟ وماذا عن الضياع في الكذبة البيضاء أن عندنا سوقا عربية مشتركة؟ وماذا بشأن جيل النكبات الفلسطينية المستمر من الأربعينات؟ وماذا عن جيل النكسات العربية، مثل نكسة 1967؟ ماذا عن الحريات المدفونة تحت الأرض وحقوق الإنسان التي تقطر دما؟ أو ماذا عن الكارثة الصدامية في الكويت؟

الـ «لماذا» هذه لن تتوقف إذا ما استمررنا بتعداد المواجع بل هي حتما ستقودنا نحو الإحباط والدائرة المفرغة لعقدة الاضطهاد.

ورقة عمل بل هي عبارة عن مجموعة أفكار نحاول الإجابة فيها عن تلك الأسئلة التائهة في العقل العربي والتي تجعل من أي مواطن كمن يسبح قرب مركبته في الفضاء ثم انقطع الحبل الذي يربطه بها، وهام على وجهه في كون لا يعرفه ولا ينتمي له.

الأولوية المفترضة الآن، تكمن في استعادة الحلم، تمهيدا لحبل غير كاذب هذه المرة ولولادة جديدة وهذا لن يأتي إلا بإعادة تخيل الفكرة العربية مجددا.

المطلوب إذن... عروبة تبدأ بالديمقراطية وتنتهي بها.

عروبة تساوي بين حقوق المواطن العربي وحريته وبين حرية الوطن العربي وتحرره.

عروبة تحل مشكلة الأقليات وإلى الأبد عبر الاعتراف بها والتعاطي معها ديمقراطيا، وليس عبر ادعاء حلها بنفي وجودها.

عروبة كليا وبلا خوف مرضي على الهوية، على العصر بكافة أشكاله وعولمته وثوراته العلمية والتكنولوجية.

عروبة تنفتح الأبواب أمام الإسلام الليبرالي الممثل لقيم العقلانية والاعتدال.

باختصار مطلوب عروبة حنونة، أليفة، إنسانية، لا عروبة استبدادية قاهرة.

نحتاج الى عروبة تتيح لنا التحدث بلغة مشتركة وبثقة متبادلة بين السوري واللبناني وبين الجزائري والمغربي وبين المصري والسوداني.

هي دعوة لاستعادة الحلم، لأن الواقع بات كابوسا لا يحتمل

العدد 60 - الإثنين 04 نوفمبر 2002م الموافق 28 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً