العدد 5275 - الثلثاء 14 فبراير 2017م الموافق 17 جمادى الأولى 1438هـ

مؤسسات المقاولات تغلق بسبب مغادرة عمالتها الأجنبية للعمل في السوق السوداء

«الفري فيزا» قد يحصل على 400 دينار شهريّاً... و«مافيا» مقاولات بأسعار تقل بـ 70 %

أحمد البنخليل
أحمد البنخليل

في العام 2016 قرَّر صاحب مؤسسة دلمون تايم أحمد البنخليل إغلاق مؤسسته بقطاع المقاولات التي أصبحت في حالة يرثى لها، بحسب رأيه، في ظل التشريعات التي لا تحمي أصحاب الأعمال البحرينيين.

ويقول البنخليل إنه حين بدأ بتشغيل مؤسسة المقاولات وتوظيف عدد من العمالة الأجنبية، وبعد أشهر قليلة فقط من بدء العمل، تفاجأ بأن معظم من كانوا يعملون لديه قد قرَّروا ترك العمل، وهو ما يسمى في عرف عمل الأجانب في الخليج «الهروب» بمعنى أن يترك العامل الأجنبي العمل من دون مسوغ قانوني.

وذكر البنخليل أن مشكلة هروب العمالة لا تقتصر في قطاع المقاولات فقط، بل إنها تكون أكثر ظهوراً على اعتبار أن أصغر مؤسسة مقاولات باستطاعتها بحسب القانون توظيف نحو 15 عاملاً أجنبيّاً، وهو ما قد لا يتاح للمؤسسات الصغيرة الأخرى.

وأشار إلى أن العامل الأجنبي يفضل التوجه إلى السوق السوداء، أي العمل من دون مظلة صاحب عمل وهو ما يمنعه القانون البحريني، للحصول على أجر أعلى يصل إلى 7 دنانير للعامل و11 ديناراً لعامل البناء أو ما يطلق عليه بـ «الأستاذ». أي أن العامل، بحسب البنخليل، يستطيع أن يجني 400 دينار شهريّاً وهو ما لا يتاح للمقاول أن يمنحه على اعتبار أنه مرتبط بتكاليف مرتفعة.

ولفت إلى أن المقاولين قد لا يربحون شيئاً، أو أنهم يريدون أن يسير العمل من دون أن يتم إغلاق المؤسسة، ولكن الطرق قد تصل إلى منافذ مسدودة عندما تغادر هذه العمالة.

وعلى رغم أنه قدم بلاغات هروب لهيئة تنظيم سوق العمل ووزارة الداخلية، إلا أنه يجري تسجيل العامل على أنه «هارب» ولا يتم فعل أي شيء آخر سوى إيقاف الرسوم الشهرية ورسوم 4 في المئة من الراتب في التأمينات الاجتماعية، في حين يتكبد صاحب العمل أكثر من 350 ديناراً تمثل رسوم رخصة العمل لمدة سنتين إلى جانب رسوم الرعاية الصحية التي تبلغ 144 ديناراً كل سنتين، عدا تكاليف الاستقدام الأخرى.

وتحدث البنخليل عما وصفه بـ «مافيا» من العمالة الأجنبية تعمل في السوق السوداء، تتلخص بحصول أحد وسطاء التشغيل، على سجل تجاري، عن طريق الإيجار بالباطن، قبل أن يقوم هذا السمسار باستخراج تراخيص عمل وبيعها في السوق السوداء للحصول على آلاف الدنانير تشكل رأس مال لبدء العمل في قطاع المقاولات، كما يقوم نفسه كذلك بتشغيل عمالة سائبة.

وقال البنخليل إن من وسطاء مقاولات «الفري فيزا» والذين يشغلون العمالة القانونية ويقومون بجمعها للعمل على إنجاز الأعمال، يقدمون أسعاراً قد تقل بمقدار النصف وحتى 70 في المئة لعدم تكبدهم أية تكاليف كما تكون على المقاول الذي يعمل بطريقة قانونية.

واقترح البنخليل أن يتم فرض قيود على التحويلات المالية، بعدم السماح للعاملة الهاربة تحويل الأموال للخارج، أو حتى عن طريق التبليغ عنهم عند مراجعتهم للمراكز الصحية بعد حصولهم على العلاج، أو حتى وضع قائمة سوداء خليجية للقضاء على هذه المشكلة بطريقة مشتركة، بحيث تحافظ على الاستثمارات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعاني بكثرة من هذه المشكلة.

أما صاحب مؤسسة «جولدن بليدلنغ» فيرى أنه أحد القلائل ممن تعرضوا للخسائر في قطاع المقاولات بسبب هروب العمالة الأجنبية وتسربها للسوق السوداء، فحين بدأ علي محسن عمل المقاولات في العام 2008 هرب منه أكثر من عشرين عاملاً على مراحل مما حدا به إلى إغلاق مؤسسته، وعلى رغم ذلك فإن محسن ظل يعاني من عدم تمكنه من إلغاء سجله للمقاولات بسبب العمالة الهاربة وتراكم أكثر من ألف دينار رسوم تأخير.

ويقول محسن: «العامل الواحد يكلفنا 100 دينار من رسوم عمل ورسوم تأمين صحي وتأمينات اجتماعية وسكن إلى جانب تكاليف السجل التجاري وإيجار المقر، في حين نمنح رواتب تصل إلى 130 ديناراً للأستاذ و100 دينار للعامل».

واتفق محسن على أن الأجانب يتسربون للسوق السوداء طمعاً للحصول على أموال أكثر في حين لن يكونوا متقيدين بعمل محدد. وضرب محسن مثلاً بأعمال تركيب البلاط والتي تحتسب بنحو دينارين للمتر، وهو يمكن العامل من الحصول على أموال طائلة بالنسبة له من دون الالتزام بوقت للدوام اليومي مع صاحب مؤسسة.

وأشار إلى أنه يعلم أن الكثيرين عانوا من المشكلة نفسها وأغلقوا مؤسساتهم، معتبراً أن هناك «مافيا» تعمل في قطاع المقاولات بالفري فيزا وتعطي حسومات تصل إلى 70 في المئة، مستفيدين من غياب الرقابة وعدم التزامهم بالتكاليف القانونية التي يتكبدها المقاولون الذين يعملون بطريقة قانونية.

مقاولون يعتبرون قطاع المقاولات مربحاً لكن العمالة الأجنبية أخذت زمام القطاع وخصوصاً في الأعمال الصغيرة
مقاولون يعتبرون قطاع المقاولات مربحاً لكن العمالة الأجنبية أخذت زمام القطاع وخصوصاً في الأعمال الصغيرة

العدد 5275 - الثلثاء 14 فبراير 2017م الموافق 17 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:44 ص

      كل ماذكروه المقاولين فوق صحيح. لكن بعض المشكلات سببها المقاولين نفسهم مو شرط المذكورين فوق لكن معظم المقاولين يكتفي بعشرة عمال مثلاً وباقي الفيز يبيعهم ويدخلون عمال مايدري عنهم في ولاشي ونفسهم هالعمال يشكلون ليهم جماعات منهم هاربين ومنهم من انباع عليهم الفيزا ويشتغلون.

    • زائر 2 | 12:29 ص

      في الأخير لازم تدفعون رواتب مساوية للسوق...وفي هذه الحالة سيكون هناك جذب للبحرينيين أيضا...

    • زائر 1 | 11:15 م

      بارباري

      تعطونهم ١٥٠ و١٠٠ وتكرفونهم من الصبح الي المغرب وتبون ولائلهم لكم !! إذا اردت الولاء فأعطهم راتب معقول وسكن جيد وبدل اكل واخذ شغل ،

اقرأ ايضاً