العدد 5275 - الثلثاء 14 فبراير 2017م الموافق 17 جمادى الأولى 1438هـ

المطر ينظّف القلوب أيضا!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

من قال بأنّ المطر ينظّف الجو فقط هو مخطيء بالتّأكيد! لأنّ المطر ينظّف القلوب في بعض الأحيان، فهو يُنظّف القلوب الغاضبة ويُنظف الأجواء المضطربة ويغسل العلاقات المنكسرة.

قد لا يُصدّقنا البعض عن قوّة المطر، ولكن كلّما تكون حزيناً ويسقط المطر، هل تشعر بالسعادة؟ هل تشعر بأنّ كمّية الهم والغم والألم تخف تدريجياً؟ هل أنت ممّن لا يستطيع أن يُسامح حتّى مع سقوط المطر؟

دائماً نسمع بأنّ هطول الأمطار خير وبركة على الأرض، ولذلك نُصلّي صلاة الاستسقاء من أجل هطول الأمطار على أرض الخليج، فالأمطار شحيحة جداً في منطقتنا، ولكن كلّما زاد الألم والغضب نجد أنّ المطر ينزل كرحمةٍ مُرسلةٍ من ربّ العالمين.

لدينا علاقات مُشوّهة جداً ونحتاج إلى المطر لكي تُنظّف، هناك أهلٌ كنّا نعتقد بأنّهم لن يتخلّوا عنا ولن نتخلّى عنهم، وهناك أصدقاء كانت بيننا وبينهم علاقة حب وود وأكثر من أخوّة، وكنّا نعتقد بأنّه لا يمكن أن ننفصل، وهناك علاقة كراهية بيننا وبينهم يعتقدها البعض أزلية ويعتقدها البعض مؤقّتة، جميعها تحتاج إلى تنظيف وإعادة ترتيب، المطر هو ما سيجمعها، نعتقد ذلك والعهدة على الراوي.

إن كنتَ حزيناً والمطر يتساقط اطلب ربّ العالمين، فهو قريب مُجيب وليس بينك وبينه واسطة أو بُعد، هو ليس لديه لقب، هو الله الذي يسأله العبد فيستجيب، وخاصة وقت نزول المطر؛ لأنّ أبواب السماء مفتوحة.

إن كنتَ مُكتئباً لأنّك لا تستطيع حماية من تُحب، فاخرج إلى المطر وانظر إلى السماء، فالنّظر إليها يجعلك تستعيد الأمل الذي فقدته في وقت الألم، ولا تنس إن انكسر قلبك أن تتوجّه إلى رؤية المطر، فهو يُصلح القلوب المُنكسِرة ويزيد من قوّة القلب وصلابته.

يوجد الكثير من الحزن والانكسار والهّم والغضب في الوطن، وجاء المطر ليغسل هذا كلّه، وجاء المطر ليُحافظ على القطرات المتبقّية من العلاقات، والتي لا يجب أن تنكسر أو تبتعد، فلا أحد يستطيع العيش من دون الآخر، جميعنا نحتاج لبعضنا البعض.

حديث الصباح مع المطر له نكهته الخاصّة، وحديث المساء مع المطر له نكهته الممتعة، فاللذة المصحوبة بهطول الأمطار ليست في الرؤية فقط، بل هي السكينة التي نحتاجها جميعاً، فقد نصل إلى قمّة المشاعر السلبية، ويأتي المطر ويغيّرها للأفضل.

لستُ رومانسية ولا حالمة، ولكن لدي أمل في المطر الذي يُنظّف القلوب، لأنّه آخر الحلول من أجل تصفية النفوس وتهدئتها، ومن أجل التعايش والود، فالله جعلنا شعوباً وقبائل، وليس شعباً ولا قبيلة واحدة، لنتعارف ولنتعايش، والمطر ينزل فيجمعنا لنتجانس ونتعايش. وهطول مطر سعيد يا أحبّائي.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5275 - الثلثاء 14 فبراير 2017م الموافق 17 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 5:25 ص

      المطر لا يجعل من التراب إلا طينا .. ليس الخلل في المطر.. انها القلوب

    • زائر 8 | 2:46 ص

      المطر زادني حنقا وكرها لوزارات تسرق وتنهب اخرجي في القرى وانظري حال الناس هناك مستنقعات في كل حدب وصوب وغير حواجز الداخلية التي اغلقت شوارع كان بالامكان ان تحل مشاكل الازدحام

    • زائر 7 | 2:26 ص

      (إن كنتَ حزيناً والمطر يتساقط اطلب ربّ العالمين) اللهم انك تعلم بحزن هذا البلد وهمه وانما هون علينا انه بعينك التي لا تنام ..إلهي فمطرنا بفرج قريب تمطر له عيوننا من الفرح

    • زائر 6 | 1:54 ص

      يا مريم المطر ينظف القلوب ( النظيفة أصلا ) القلوب التي تشعر بألام الأخرين ( مثلك ) وامثالك كثر ولكن من نفسه في الأساس ( غير نظيفة ) ويحرض على قتل الناس ويشمت فيهم حتى في الموت ، الله اكبر هذا لن ينظفه لا مطر ولا برد ولا ثلج ، يا مريم الأمرو واضحة وضوح الشمس ، مريم وأمثالها والشرفاء والشهداء يزيدهم المطر نظافة الى نظافة قلوبهم ، والذي لم يطهر قلبه من الرين لا ينفع معه المطر .

    • زائر 4 | 1:08 ص

      بعض القلوب ما ينفع وياهم لا المطر ولا الصابون لتنظيفهم

    • زائر 3 | 11:39 م

      المطر ينظف الارض من النجاسة ولكن لويستمر المطر شهر متواصل لن تتطهر الارض مادام هناك حاقد على الاسلام والمسلمين
      القلوب اصبحت حاقدة على البعض حتى بين الاخوان والاخوات
      الله يحفظنا ويخرجنا من بين ايدي الظالمين ويحفظ المؤمنين والمؤمنات اينما كانوا

    • زائر 2 | 10:41 م

      المطر نعمه من الخالق .. و هو كما يطهر الأرض فانه يطهر من كان في قلبه قابليه للتطهير وكذا الصلاة وسائر العبادات فانها تفيد من كان قلبه نظيف وطاهر و لا تؤثر في الكثير من المصلين الذين تلوثت قلوبهم بالذنوب والحقد والكراهية قيبقون على ما هم عليه من القُبح ولا يستفيدون من هذه النعم الالهية

    • زائر 1 | 10:05 م

      لكن ويش إرجع لنا تلك المزارع والأنهر التي تدعج بالماء والسواحل القريبة من القرى والمدن خربوا البلد الله يخربهم.

اقرأ ايضاً