العدد 5285 - الجمعة 24 فبراير 2017م الموافق 27 جمادى الأولى 1438هـ

القوات العراقية تتوغل في غرب الموصل

تواصل القوات العراقية مدعومة بالطائرات والمروحيات معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" متوغلة داخل احياء غرب الموصل، لكنها تواجه مقاومة شرسة تنذر بمعارك عنيفة في آخر ابرز معاقل المتطرفين.

وتوغلت القوات العراقية أكثر في الجانب الغربي لمدينة الموصل في اليوم السادس من العمليات العسكرية التي بدات الاحد الماضي.

وقال قائد عمليات "قادمون يانينوى" الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله ان "الشرطة الاتحادية اقتحمت احياء الجوسق والطيران ومستمرة في التقدم".

واضاف ان "قوات مكافحة الارهاب تواصل تطهير حي المامون وتقتحم وادي حجر".

وحي المامون الواقع في جنوب غرب المدينة اول الاحياء التي اقتحمتها القوات العراقية داخل المدينة بعد السيطرة على المطار ومعسكر الغزلاني في الضاحية الجنوبية للمدينة.

من جانبه، قال المقدم عبد الامير المحمداوي وهو ضابط في قوات الرد السريع لفرانس برس "نحن الان نتوجه الى مبنى المحافظة ونبعد عنها كلم واحد فقط".

واضاف بينما كان في الخطوط الامامية اثناء قصف مروحية اهدافا "نحن متجهون الى مركز المدينة حيث القنصيلة التركية التي تبعد نحو 500 متر فقط".

وفي الوقت الذي تندفع فيه القوات العراقية من اطراف المدينة الى عمق الاحياء المكتظة بالسكان، تتصاعد حدة الاشتباكات.

وتابع الضابط بينما كانت دبابة تطلق النار بكثافة على قناص ان "داعش يستخدم المنازل المكتظة بالسكان كدروع بشرية".

وبعد لحظات، سارع مقاتلو الرد السريع الى مساعدة اثنين من رفاقهم الجرحى ونقلهم الى الخطوط الخلفية لتلقي العلاج وكان احدهما يضع ضمادة على ركبته اثر اصابته برصاصة قناص.

وفي المناطق التي طرد منها المتشددون، عبر السكان عن سعادتهم ورى بعضهم ما حدث معه خلال سيطرة التنظيم المتشدد.

وقال عثمان رعد (20 عاما) بينما كان جالسا امام منزله في حي الجوسق "جعلونا نرتدي بناطل قصيرة ونطلق لحانا، كانت السجائر ممنوعة، وفرضوا على النساء تغطية الوجه وحتى العيون".

واضاف عثمان وسط دوي المعارك على بعد عدة شوارع من منزله "نشعر الان بالراحة الامان".

وجددت القوات العراقية الهجوم على جنوب الموصل في 19 الشهر الجاري بعد توقف للعمليات استمر شهر تقريبا اثر استعادة السيطرة على الجانب الشرقي من الموصل.

 

صعوبات اكثر

والجانب الغربي للمدينة المعروف محليا بالساحل الايمن، حيث ظهر زعيم تنظيم "داعش" ابو بكر البغدادي علنا للمرة الاولى لاعلان "دولة الخلافة" في العراق وسوريا.

واستولى التنظيم على ثلث مساحة العراق مدة عامين قبل ان يعيد الجيش العراقي تنظيم نفسه ويستعيد بدعم ايران والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة معظم الاراضي التي خسرها العام 2014، والجانب الغربي للموصل اخر المعاقل الرئيسية للتنظيم.

وتمكنت القوات العراقية خلال الايام القليلة الماضية من التوغل بشكل سريع جدا واستعادت المطار الذي تحول مدرجه الى انقاض.

والى جانب قوات الرد السريع، تشارك قوات جهاز مكافحة الارهاب التي يطلق عليها وحدات النخبة التي انجزت غالبية المعارك الكبيرة في الحرب الدائرة في العراق، ودخلت كذلك الجانب الغربي.

وقال الفريق عبد الوهاب الساعدي، احد ابرز قادة جهاز مكافحة الارهاب، ان "القتال جرى بشكل سريع واخذ مدى بعيدا جدا، وسنرى ماذا سيحدث في المراحل القادمة".

ويسود اعتقاد ان تنظيم "داعش" عزز دفاعاته داخل المدينة بشكل اقوى، واتخذ استعدادات ضخمة لكي تكون المواجهة دامية في معقله المحاصر.

 

الخسائر في سوريا

واقدم المتطرفون على حفر ثقوب بين منازل السكان من اجل التحرك عبر المباني دون ان يكتشفهم الطيران.

وشاهد مراسلو فرانس بريس كذلك الكثير من سحب الدخان الكثيف فوق الجانب الغربي للموصل، ناجمة عن نار اضرمها التنظيم للتشويش، بحسب القادة العسكريين.

وقام المتطرفون في تكتيك اخر بوضع اقمشة تغطي شوارع المدينة القديمة الضيقة، وحصلت وكالة فرانس برس على نسخ من الصور التي التقطتها طائرات المراقبة في 19 شباط/فبراير الجاري.

وتمكن مئات المدنيين من مغادرة المدينة الى الضواحي الجنوبية خلال اليومين الماضيين، فيما تقدر منظمات اغاثية اعداد السكان العالقين داخلها بنحو 750 الف نسمة.

وشن العراق الجمعة اول غارة جوية داخل الاراضي السورية ضد موقعين للتنظيم المتطرف.

كما خسر المتطرفون مدينة الباب اخر معاقلهم في محافظة حلب شمال سوريا، لكنهم ردوا من خلال هجوم دام شمال المدينة اسفر عن مقتل 77 شخصا.

 

 

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً