العدد 5287 - الأحد 26 فبراير 2017م الموافق 29 جمادى الأولى 1438هـ

ترامب تسلم توصيات "البنتاغون" لكيفية تسريع القضاء على تنظيم "داعش"

تسلم الرئيس الاميركي دونالد ترامب التوصيات التي وضعها البنتاغون ليختار منها المناسب لتسريع القضاء على تنظيم "داعش"، وستكون مناسبة له لتطبيق ما كان وعد به خلال حملته الانتخابية.

واعلن مسئول اميركي طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس اليوم الإثنين (27 فبراير/ شباط 2017) ان "البيت الابيض سيباشر تحليل التوصيات" التي تسلمها من البنتاغون.

ولم يفوت ترامب فرصة خلال حملته الانتخابية الا انتقد فيها التقدم البطيء للحرب ضد التنظيم الجهادي في العراق وسورية.

وفي الثامن والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد ثمانية ايام من تنصيبه رئيسا، اصدر مرسوما يمهل البنتاغون ثلاثين يوما لاعداد خطة جديدة تسرع الحرب ضد تنظيم "داعش".

وبعد سنتين ونصف سنة من بدء الضربات الجوية الاميركية في سورية والعراق، خسر التنظيم اكثر من نصف الاراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، واكثر من ربع الاراضي التي كان يسيطر عليها في سورية.

ولا يزال يسيطر على قسم من مدينة الموصل التي اعلنت منها "الخلافة"، وعلى مدينة الرقة في شرق سورية.

ومن بين الخيارات التي يمكن ان تلجأ اليها الادارة الاميركية : زيادة عدد المستشارين الاميركيين في سورية والعراق، وربما السماح للجنود الاميركيين بالمشاركة مباشرة في المعارك ضد التنظيم الجهادي.

وعارض الرئيس السابق باراك اوباما اي تدخل اميركي عسكري مباشر. الا انه ارسل اكثر من خمسة الاف جندي اميركي الى العراق لتدريب القوات العراقية. كما ان هناك 500 مستشار عسكري اميركي في سورية.

 اختبار لترامب ووزير دفاعه

لم يستبعد الجنرال جو فوتل قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط الاسبوع الماضي خلال زيارة قام بها لشمال سورية، تعزيز الوجود العسكري الاميركي في هذا البلد.

ومما قاله فوتل يومها "انا مهتم جدا بضرورة الحفاظ على اندفاعتنا"، مضيفا "قد نجد انفسنا مجبرين على تسلم اعباء اكبر".

واذا كانت قوات التحالف الدولي في العراق تعتمد بشكل اساسي على القوات الحكومية في هذا البلد في المواجهات المباشرة على الارض مع التنظيم الجهادي، فان الوضع في سورية اكثر تعقيدا، ولم تقرر القوات الاميركية بعد ما هي الخطة التي ستعتمدها لاستعادة الرقة.

والقسم الاكبر من المكاسب التي تحققت في سورية ضد تنظيم "داعش" تم بفضل قوات سورية الديموقراطية التي تتالف باكثريها من قوات كردية مع قوات عربية.

ويمكن ان تقرر ادارة ترامب زيادة دعم هذه القوات، خصوصا عبر تزويدها باسلحة اكثر تطورا من الاسلحة الخفيفة والاليات الخفيفة التي قدمتها لها حتى الان.

ويعتبر الاميركيون ان قوات سورية الديموقراطية اثبتت فعاليتها خصوصا بعد ان دخلت مدينة منبج في آب/اغسطس 2016 في شمال سورية.

الا ان تركيا الحليف الاستراتيجي لواشنطن في المنطقة تعتبر القوات الكردية في سورية جزءا من حزب العمل الكردستاني في تركيا الذي تصنفه ارهابيا.

وعرضت تركيا على الولايات المتحدة ان تتولى قواتها استعادة الرقة مع الفصائل السورية المعارضة الموالية لها.

وباتت المشكلة هنا بالنسبة للادارة الاميركية سياسية ايضا، اذ لم يتم الاتفاق بعد على القوى التي ستسيطر على الرقة وشرق سورية بعد طرد التنظيم الجهادي منها.

وقال الجنرال جو دانفورد قائد اركان الجيوش الاميركية الاسبوع الماضي في واشنطن "كل الذين شاركوا منا في نزاعات الشرق الاوسط خلال السنوات ال15 الاخيرة يعلمون بان كل ما يقوم به العسكريون على الارض يجب ان يندرج في اطار اهداف سياسية، وما لم يحصل ذلك فلن ينجح الامر".

وكانت الادارة الاميركية تتوقع ربما تحسن العلاقات مع موسكو لتذليل هذه العقبات، الا ان هذا الامر لا يزال بعيدا على ما يبدو وخصوصا انه لم تتم برمجة اي لقاء بعد بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبقدر ما كان دونالد ترامب عشوائيا في مواقفه من جهاديي تنظيم "داعش"، مثل دعوته الى "قصفهم حتى الموت" و"ابادة عائلاتهم"، جاءت تصريحات وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس موزونة ومشددة على الالتزام بالتحالفات التقليدية للولايات المتحدة.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً