في مشهد يخرج عن المألوف، تقدم الفنانة التشكيلية الإيطالية إيلاريا لوبو، بالتعاون مع فنانَين بحريني ولبناني، عرضاً بمثابة أوركسترا، يشارك فيها عمّال محجر البحرين الوطني، الذي يستضيف وللمرة الأولى عملاً من هذا النوع، والذي سيكون مفتوحا للزوار في 9 مارس/ آذار المقبل.

والعرض بمثابة أوركسترا متعددة المكونات، يشارك فيها عمّال المحجر أنفسهم، ليشكلوا بذلك مزيجاً من فنون الغناء والنغمات التي تنتقل بين الاختلاف والتناغم.

وقالت إيلاريا لوبو التي تشرف على هذا الإنتاج، بالتعاون مع الموسيقي ربيع بعيني ومشاركة حسن حجيري، إن «الغرض من هذا العمل هو خلق عمل من الفن المقارن، يحمل في طياته انعكاس تأثير العمالة المهاجرة التاريخي على الموسيقى والثقافة في البحرين».

وأضافت أن هذا العمل متصل بشكل مباشر بالمحجر بحد ذاته؛ لأنه خلق من حول هذا الموقع، الذي يعتبر معلماً في التاريخ الحديث للبحرين. موضحة أن «انخراط العمالة المهاجرة بشكل مباشر هو محور هذا العمل، الذي أعد من خلال استكشاف تاريخ موسيقى العمالة في البحرين، والتي يشكل فن لفجري أبرز مثال لها».

ولفجري هو نوع من الغناء الموسيقي كان يؤدى بواسطة الغواصين في الخليج العربي وخصوصا في البحرين والكويت، أنتجت في إطار العمل بين خليط من العمال المحليين والمهاجرين، وهي «موسيقى معقدة جداً اعتمدت على العديد من متأثرات ثقافية»، بحسب إيلاريا لوبو.

وتقول لوبو إنها لا تهدف إلى توجيه أي رسائل من خلال هذا العمل «بل ما هو أفضل من ذلك... أن يخوض الجمهور في تجربة تحول فيها المحيط... تاريخ العمالة هو نوع من التراث العام، يساهم في الثقافة والمحجر مساهم في ذلك».

وأشارت الفنانة الإيطالية إلى أن هذا المشروع انطلق للمرة الأولى من بيروت في حفر بناء في العام 2014، وكان حينها مخصصاً لبيروت، أما هذه النسخة (وهي الثانية) فأكثر شمولية بالنسبة إلى المنطقة.

وتحدثت لوبو عن أعمالها فقالت: «إن ممارستي الفنية مكونة بشكل عام من التدخلات السياقية في الأماكن العامة، حيث معالجة المعلومات هي شيء مهم وجزء كبير من العمل. لقد قمت بأبحاث على مدار عدة سنوات في مختلف حقائق العمالة المهاجرة في الشرق الأوسط بين الوضع الراهن وعلاقته بالماضي».