العدد 5293 - السبت 04 مارس 2017م الموافق 05 جمادى الآخرة 1438هـ

نزوح عشرات آلاف المدنيين جراء المعارك في شمال سورية

جنود الجيش السوري يحملون الأعلام في مدرج مدينة تدمر التاريخية - REUETRS
جنود الجيش السوري يحملون الأعلام في مدرج مدينة تدمر التاريخية - REUETRS

نزح عشرات آلاف المدنيين خلال أسبوع في شمال سورية هرباً من كثافة العمليات العسكرية السورية والروسية على مناطق سيطرة الإرهابيين في ريف حلب الشرقي، حيث تدور معارك عنيفة بين أطراف عدة على أكثر من جبهة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس السبت (4 مارس/ آذار 2017) إن «أكثر من ثلاثين ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، نزحوا في ريف حلب الشرقي منذ السبت الماضي هرباً من القصف المدفعي والغارات السورية والروسية الكثيفة» المواكبة للهجوم على مناطق سيطرة الإرهابيين.

وتوجه معظم النازحين وفق المرصد، إلى مناطق في مدينة منبج وريفها الواقعة تحت سيطرة مجلس منبج العسكري المنضوي في صفوف قوات سورية الديمقراطية، ائتلاف فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن.

وشاهد مراسل لـ «فرانس برس» عشرات العائلات في الطريق المؤدية إلى منبج على متن سيارات ودراجات نارية وحافلات صغيرة محملة بالأطفال إلى جانب الحقائب والأكياس.

وقال إن كثيرين من النازحين بدوا مرهقين ومتعبين، ويقفون في طوابير على حواجز مجلس منبج العسكري، تمهيداً لمنحهم الإذن بالتوجه إلى المدينة وريفها.

وأوضح الرئيس المشترك للإدارة المدنية في مدينة منبج، إبراهيم القفطان لـ «فرانس برس» أن عدد الوافدين «وصل إلى نحو أربعين ألفاً» مضيفاً أن «عددهم في تزايد مستمر بسبب الاشتباكات بين الجيش السوري وداعش».

وقال إن سكان بلدات تقع جنوب منبج «نزحوا إلى مناطقنا... وهم يعانون من ظروف إنسانية صعبة للغاية».

وتؤوي مدينة منبج وريفها بحسب عبد الرحمن «عشرات آلاف النازحين» الذين فروا من معارك سابقة في المنطقة، ما يجعل توفير «الاحتياجات الملحة لموجة جديدة من النازحين... صعباً للغاية».

«تسعون قرية»

منذ بدء هجومها في ريف حلب الشرقي، تمكنت قوات الجيش السوري من السيطرة على أكثر من تسعين قرية وبلدة بعد طرد الإرهابيين منها، وفق المرصد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس (السبت) أن «وحدات من الجيش سيطرت على ثماني قرى وبلدات... لتوسع نطاق سيطرتها في ريف حلب الشمالي الشرقي».

وتسعى قوات الجيش السوري وفق عبد الرحمن إلى التوسع شمالاً نحو بلدة الخفسة التي تضم محطة لضخ المياه تغذي بشكل رئيسي مدينة حلب التي تعاني منذ نحو خمسين يوماً من انقطاع المياه جراء تحكم الإرهابيين بالمضخة.

ومني الإرهابيون مؤخراً بخسائر ميدانية، أبرزها مدينة الباب التي كانت تعد أبرز معاقلهم في حلب وتمكنت قوات «درع الفرات» المؤلفة من القوات التركية وفصائل معارضة قريبة منها، من السيطرة عليها قبل أكثر من أسبوع.

ورغم خسائره، لا يزال التنظيم وفق المرصد يعد القوة الثانية في محافظة حلب حيث يحتفظ بسيطرته في الريف الشرقي على مساحات واسعة عبارة عن قرى وبلدات صغيرة وأراض فارغة.

ويخوض الإرهابيون في ريف حلب الشرقي حالياً معارك على ثلاث جبهات، ضد قوات الجيش السوري وحلفائها، وضد قوات سورية الديمقراطية التي تسيطر على مدينة منبج وريفها، وكذلك ضد فصائل «درع الفرات» الموجودة في مدينة الباب ومحيطها.

وتدور منذ الأربعاء معارك عنيفة بين مجلس منبج العسكري وفصائل «درع الفرات» التي تحاول التقدم من الباب إلى منبج، في إطار هجومها الهادف للوصول إلى الرقة (شمال) أبرز معقل للإرهابيين في سورية.

وأفاد المرصد امس باستمرار المعارك العنيفة والقصف بين الطرفين، تزامناً مع سيطرة مجلس منبج العسكري على قرية صغيرة.

وهددت تركيا الخميس بضرب المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم «إرهابيين» في حال لم ينسحبوا من منبج.

جدول أعمال «واضح»

على جبهة أخرى في محافظة حمص (وسط)، استهدفت الطائرات السورية والروسية السبت مواقع التنظيم شمال وشرق مدينة تدمر الأثرية، حيث تواصل القوات السورية والروسية عمليات نزع الألغام التي تركها الإرهابيون قبل طردهم من المدينة الخميس وفق المرصد.

وفي محافظة حماة (وسط) المجاورة، أفاد المرصد بمقتل 11 مدنياً على الأقل السبت جراء غارات «يرجح أنها روسية» استهدفت سوقاً للماشية في قرية عقيربات التي تقع على طريق يؤدي إلى تدمر وغالباً ما يستخدمه الإرهابيون في تنقلاتهم بين المحافظتين.

دبلوماسياً، انتهت الجمعة جولة مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة والمعارضة السوريتين بالاتفاق على جدول أعمال «واضح» يشكل قاعدة لجولة محادثات جديدة تنوي الأمم المتحدة الدعوة إليها الشهر الجاري.

وقال رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري في مؤتمر صحافي عقده في جنيف السبت «استطعنا... أن نفرض جدول أعمال عقلانياً متزناً يخدم مصلحة الشعب السوري العليا»، موضحاً وفق تصريحات نقلتها وكالة «سانا» أن إضافة سلة مكافحة الإرهاب «حظيت بدعم من كل الأطراف المشاركة باستثناء مجموعة واحدة» في إشارة إلى وفد المعارضة الرئيسي.

وأضاف أن هذا البند هو «الموضوع الأساسي الذي تم التركيز عليه» مقابل التطرق إلى النقاط الثلاث الأخرى «بشكل عابر... باستثناء سلة الانتخابات التي لم نتطرق إليها على الإطلاق لأنها مرتبطة بالدستور والدستور مرتبط بالحكومة الوطنية الموسعة القادمة».

العدد 5293 - السبت 04 مارس 2017م الموافق 05 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً