العدد 5293 - السبت 04 مارس 2017م الموافق 05 جمادى الآخرة 1438هـ

كأس خليفة بن سلمان في عراد وكأس الملك في الجفير

إثارة الرياضة وجماهيريتها في تبادل الأدوار وتعدد الأبطال

فريق المنامة بطل كأس الملك لكرة القدم 2017
فريق المنامة بطل كأس الملك لكرة القدم 2017

نعيش إلى الآن موسما رياضيا استثنائيا في مملكة البحرين، توجه الأهلي البحريني بفوزه ببطولة الأندية العربية لكرة الطائرة على حساب عمالقة العرب وبقيادة المدرب الوطني القدير رضا علي.

اللافت في هذا الموسم والذي أعطاه المزيد من الإثارة والندية والجماهيرية هو تبادل الأدوار الغريب في كرة السلة وكرة القدم بين ناديي المحرق والمنامة.

متعة الرياضة هي في نتائجها البعيدة عن التوقعات، وإثارتها في وجود أكبر عدد من المنافسين على بطولاتها، وما يقتل الرياضة هو الاحتكار الذي يؤدي إلى غياب الجماهير.

ما شهدناه في نهائي كأس الملك لكرة القدم وما قبله من تحفيز على الحضور الجماهيري وما تبعه من احتفالات كبيرة غير مسبوقة لم يكن ليحصل لولا وجود بطل جديد وجمهور وناد جديد يتذوق اللقب الغالي.

تصريح قائد المنامة علي نوروز بعد نهاية اللقاء عندما قال: «ما حققناه أشبه بالحلم، وهو كان حلم الآباء على مدار سنوات طويلة، حتى جاء الزمن الذي يفوز فيه المنامة باللقب».

فما تحقق انتظره عشاق الأسد المنامي سنوات طويلة وجيلا بعد جيل، حتى ان مدرب الفريق القدير خالد تاج قال: «ان هذا الإنجاز وهذا اليوم التاريخي سيتذكره عشاق المنامة جيلا بعد جيل وسيذكر كتاريخ يوثق لهذا النادي العريق».

بهذه العقيلة ينظر لإنجاز المنامة التاريخي الأول في سجلات النادي، ولذلك كانت هذه الفرحة الكبيرة التي دخلت إلى كل بيت من عشاق المنامة وتفاعل معها الصغار والكبار بشكل استثنائي.

الأهم من كل ذلك أن المنافسة في كرة القدم البحرينية عادت للاشتعال والجماهير تواجدت في المدرجات بشكل استثنائي لم نعهده منذ سنوات طويلة.

ما فعلته جماهير الفريقين من إنتاجات مرئية ومسموعة قبل النهائي والاستعدادات الكبيرة للحدث كان استثنائيا على مختلف المقاييس وانعكس على مدرجات استاد البحرين الوطني الذي ظهر في حلة جديدة وجميلة نتمنى أن يستمر عليها على الدوام.

المنامة استحق اللقب وفوزه كان مفيدا لكرة القدم البحرينية لأنه أعاد جماهير المنامة العريقة والكبيرة إلى مدرجات كرة القدم التي هجرتها لسنوات طويلة، كما أنه أدخل عنصرا إضافيا في منافسات الكرة ليؤكد المنامة عودته إلى موقعه الطبيعي بين كبار كرة القدم.

من كان يصدق أن هذا الفريق كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط للدرجة الثانية الموسم الماضي، قبل أن يتعاقد النادي مع المدرب العبقري خالد تاج الذي أنقذ الفريق من سقوط محقق بشيء أشبه بالمعجزة.

أتذكر جيدا تصريح هذا المدرب بعد تأكد بقاء فريقه بين فرق الدرجة الأولى، عندها قال: «أقول للمنافسين انتظروا المنامة الموسم المقبل سترون فريقا مختلفا وهذا تحذير للجميع». تحذير خالد تاج لم يأخذه أحد على محمل الجد وخصوصا من فرق المقدمة في دوري الدرجة الأولى، ولكنه صدق فيما قال، فكان فريقه الرقم الصعب الذي تصدر دوري الدرجة الأولى منذ البداية ووصل لنهائي كأس الملك وفاز باللقب، ومازال منافسا قويا على لقب الدوري.

خالد تاج الذي تعرفت عليه عن قرب يمتلك عقيلة عملية وقادرة على التعامل مع مختلف الظروف، كما يمتلك خبرات تدريبية كبيرة ومتراكمة إلى جانب أسلوبه العلمي في التدريب وشهاداته العالية.

هو خامة وطنية مميزة، عندما سنحت له الفرصة وتركت له الحرية حقق ما عجز عنه الأجانب.

في بداية اعداد المنامة لدوري هذا الموسم سنحت لي الفرصة كذلك لحضور عدد من تدريباته الإعدادية، كما التقيت معه في محاضرة قصيرة على هامش البرنامج الوطني للمدربين المستوى الأول الذي كان يقام في نادي المنامة.

تدريباته الإعدادية كانت مكثفة وعندما حضر للبرنامج الوطني للحديث عن تجربته في الاعداد للموسم، قال: «نحن على بعد شهر واحد فقط من بداية الموسم وهي مدة قصيرة، ولذلك لا بد من دمج العناصر في عملية الاعداد بحيث تكون التدريبات مشتملة على النواحي البدنية والتكنيكية والتكتيكية في آن واحد، لأنه لا مجال لتقسيم المراحل لقصر الفترة الزمنية».

وأضاف «حتى نكون جاهزين للموسم لا بد أن يكون البرنامج التدريبي مكثفا مع فترات الراحة الكافية بين التدريبات وبين الأحمال التدريبية، كما يجب استغلال جميع الفترات المتاحة الصباحية والمسائية في تهيئة اللاعبين والتغلب على الإصابات والقيام بتدريبات التقوية».

خالد تاج قبل بداية الموسم وفي مرحلة التحضير ومن خلال اطلاعي المباشر عمل بجد واجتهاد كبير وببرنامج عملي وعلمي عرف ماذا يريد منه، فما تحقق ليس وليد صدفة وإنما وليد عمل وتخطيط وجهد كبير للمدرب واللاعبين والجهاز الإداري ومن فوقهم مجلس إدارة محنك أتاح الفرصة والإمكانات لفريق العمل للإبداع والتطور فكان الإنجاز التاريخي.

المحرق بطل السلة

على العكس كان المنامة في كرة السلة على غير عهده المعروف، وظهر المحرق بقوة استثنائية وأشعل بطولات كرة السلة بعد سنوات من احتكار المنامة.

الاحتكار عادة الذي يؤدي إلى انهيار اللعبة وتراجع شعبيتها، ولكن فوز المحرق ببطولة كأس خليفة بن سلمان لكرة السلة أعاد اشعال اللعبة واشعال المنافسة واشعال المدرجات.

الاحتفالات كانت كبيرة في عراد بهذا الكأس الغالي والأول من نوعه.

ما حدث باختصار كان في مصلحة كرة السلة البحرينية وفي مصلحة اللعبة لأننا جميعا شاهدنا عودة جمهور المحرق وعودة نجوم المحرق للتألق وكذلك اشتعال المنافسة في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.

تبادل الأدوار بين المنامة والمحرق في القدم والسلة هو المطلوب في رياضتنا لأن الرياضة لا تقوم على الاحتكار وإنما على الجمال المشع من تعدد الأبطال وتعدد الجماهير وحق الجميع في التنافس والوصول للقمة.

استحق المحرق كأس خليفة بن سلمان لكرة السلة، واستحق المنامة كأس جلالة الملك لكرة القدم واستحقت الجماهير الرياضية البحرينية هذه المتعة في اللعبتين الأكثر شعبية.

العدد 5293 - السبت 04 مارس 2017م الموافق 05 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • wawasmi | 3:31 ص

      ((ليؤكد المنامة عودته إلى موقعه الطبيعي بين كبار كرة القدم))
      هذه السنتان افضل ما حققه المنامة على مستوى كرة القدم. وين مكانه الطبيعي لم ينافس من قبل حتى على الثالث

    • زائر 1 | 11:46 م

      والدوري في المالكية

    • زائر 3 زائر 1 | 12:38 م

      من جد وجد ..
      لكل مجتهد نصيب ..

اقرأ ايضاً