العدد 5296 - الثلثاء 07 مارس 2017م الموافق 08 جمادى الآخرة 1438هـ

البحرين تتفوق «رقمياً»... ومدير «مكتبة الكويت» لـ «الوسط»: المكتبات شريك أساسي لصانع القرار

مؤتمر «المكتبات المتخصصة» يبدأ أعماله بمشاركة 400 متخصص

الشيخ خالد آل خليفة
الشيخ خالد آل خليفة

المنامة - محمد العلوي 

تحديث: 12 مايو 2017

بدأت أمس الثلثاء (7 مارس/ آذار 2017)، أعمال المؤتمر والمعرض السنوي الثالث والعشرين لجمعية المكتبات المتخصصة، فيما كان نصيب مملكة البحرين التفوق عربياً في مجال القراءة الرقمية.

ووفقاً لإحصائية ذكرها المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب، فإن مؤشر القراءة العربي، كشف عن نصيب مملكة البحرين في مجال القراءة الرقمية بمعدل 43 ساعة سنوياً، وهو أعلى من المعدل العربي الذي يبلغ 35 ساعة.

وعقب افتتاح المؤتمر الذي يحمل عنوان (جودة برامج التدريب والتأهيل في المكتبات والمعلومات: خريطة الطريق نحو الاعتماد المهني والأكاديمي)، قال رئيس مجلس إدارة جمعية المكتبات المتخصصة (فرع الخليج العربي)، والمدير العام لمكتبة الكويت الوطنية، كامل العبدجليل، في تصريح لـ «الوسط»، «إن للمكتبات المتخصصة دور استراتيجي في عملية التنمية وهي مرجع لكل الباحثين والمسئولين عن وضع الخطط وتنمية المجتمع».

واستدرك «على أرض الواقع لا أجد ممارسة هذا الدور بشكل واضح للأسف، ومن هنا ننبه لمرجعية المكتبات وأهليتها لمساعدة صناع القرار والمخططين من خلال الإنتاج الفكري وما كتبته عقول مفكرة كبيرة في العالم، محفوظ ومودع في المكتبات، لذا نريد أن يكون للمكتبات دور كشريك مهم وفعال في صنع القرار والتنمية».

وبشأن أهمية دور المكتبات المتخصصة، قال «دورها رديف لدور الجامعات ومكمل أساسي، فنحن في تحد كبير، نبحث عن المعلومات ونسابق الزمن في هذه الثورة الكبيرة في مجال تكنلوجيا المعلومات، وعلينا مسئولية أن نفتح المكتبات كجامعات حرة مفتوحة أمام القراء والباحثين والمؤلفين للإقبال عليها»، مضيفاً «حكوماتنا في دول مجلس التعاون الخليجي لم تقصر أبداً في إنشاء المكتبات الوطنية والمراكز الثقافية والمكتبات العامة ولكننا الآن نريد أن نستقطب الشباب خاصة والناشئة إلى القراءة وعلينا أن نبدأ من الأطفال في سن مبكرة».

وتابع «لكن علينا أن لا نهمل الكتاب الكلاسيكي، والذي له قيمة كبيرة في المعرفة وهو أساسها، وهو زادها، فهو يهذب النفوس ويحسن السلوك وينمي العقل، فلذلك هي مسئولية علينا جميعاً في هذا المؤتمر في أن نبحث عن كيفية الجذب بمختلف الوسائل الشباب والناشئة للقراءة»، وأردف «لا شك أن الكتاب الرقمي والكتاب الكلاسيكي (الورقي) يكملان بعضهما البعض، ولكل منهما قراؤه، ولكن القراءة هي الأساس للارتقاء بالوعي».

وعن أفق الكتاب الكلاسيكي، وفيما إذا كان قادراً على الصمود أمام الكتاب الرقمي، قال «نعم هو قادر على الصمود لأنه متغير ومتجدد حسب الموضوعات وحسب الرغبة وميول القارئ، واليوم هناك إقبال كبير على الكتاب الورقي الذي على شكل روايات فتجده ينفذ بسرعة وتجده متصدر في معارض الكتب في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وهذا شيء طيب، ونحن لا نحصر القارئ في زاوية معينة من الاختصاصات».

على صعيد المكتبات المتخصصة الخليجية، قال «قطعنا شوطاً كبيراً حيث توجد لكل دولة مكتبة وطنية وهي تعتبر أم المكتبات، وتمثل الواجهة الرئيسية للمكتبات ثم هناك المكتبات العامة والمدرسية، وهناك المكتبات المتخصصة الموجودة في الجامعات والمؤسسات الحكومية (مركز وثائق ومعلومات أو مكتبة)، وكلها تصب في إناء واحد».

وأضاف «الاهتمام كبير والدعم في دولنا الخليجية موجود لكننا نريد الإقبال عليه، واليوم جمعية المكتبات هي إحدى النماذج الناجحة لجمعية أهلية استطاعت أن تضم عدداً كبيراً جداً تجاوز 1200 عضو من المكتبات المتخصصات والوطنية والعامة في دول المجلس، يصاحب ذلك دعم مباشر نقدمه للأنشطة الثقافية ذات الصلة بالمكتبات ومراكز المعلومات نطبع الكتب والإصدارات الخاصة بتنمية المعرفة في هذا الجانب».

ويمتد المؤتمر الذي يحتضنه فندق الدبلومات ويأتي تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي، سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، على مدى 3 أيام، متضمناً مشاركة نحو 400 متخصص في علم المكتبات ومصادر التعلم والمعرفة من مختلف دول العالم، ومعرضاً مصاحباً لعدد من المكتبات الوطنية والرقمية.

وفِي تصريح له، ذكر نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة بأن المؤتمر يعتبر فرصة سانحة لاستحضار المسئولية الجسيمة الملقاة على عاتق المتحدثين والمشاركين فيه، وتفعيل دورهم في التنوير المعرفي، واستعادة مكانة المكتبة العربية واستنهاض روحها القويمة، وما تحققه من وظائف هادفة للارتقاء بالإنسان والحضارة الإنسانية جمعاء، مشيداً بأنشطة الجمعية الدائمة وجهود اللجنة المنظمة للمؤتمر، الذي أضحى فضاءً رحباً للإنجاز العلمي والثقافي، وواحة من الفرص الدائمة المليئة بأجواء النقاش الرصين وتبادل الآراء بين الأكاديميين والمتخصصين.

وخلال الافتتاح، تطرق المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب، لمشروع مكتبة دبي الرقمية والذي أطلقته المؤسسة بداية 2016، في سعي لنشر المعرفة والثقافة العربية وحماية التراث والتاريخ العربي.

وأضاف «تعد مكتبة دبي إحدى المشاريع الطموحة التي تسعى لإثراء المضمون العربي على الشبكة العنكبوتية، والوصول لأكبر شريحة ممكنة من القراء وتوفير الوقت والجهد، وإذا أردنا النظر بصورة أعمق لدور المكتبات الرقمية فإن مؤشر القراءة العربي الذي أطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لهو خير دليل على هذا الدور».

وتابع «تم عرض استبيان شمل 22 دولة عربية شارك فيه أكثر من 160 ألف شخص، حيث أظهرت النتائج أن القراءة الرقمية تستغرق من الإنسان العربي 16 ساعة سنوياً فيما تستغرق القراءة الورقية 16 ساعة، وفي مملكة البحرين أظهر مؤشر القراءة العربي من خلال استبيان شارك فيه 1762 مشاركاً أن 22 في المئة منهم يتابعون المكتبات الرقمية وكان متوسط القراءة 43 ساعة سنوياً وهو أعلى من المعدل العربي الذي يبلغ 35 ساعة، وبالتالي ليس صحيح ما يقال أن معدل القراءة في الوطن العربي 6 دقائق وهذا كذب».

وأضاف «بالنسبة للإمارات وبعد استبيان، تبين أن 31 من العينة يتابعون المكتبات الرقمية بمتوسط قراءة سنوياً يبلغ 51 ساعة».

مدير المكتبة الوطنية منصور سرحان تحدث بدوره، عن أهمية مواكبة الثورة المعلوماتية. وفي وقفة مع «الوسط»، قال إن ذلك يتم عبر عدة سبل من بينها هذا المؤتمر الذي يشتمل على أوراق بحثية محكمة، والتقاء المسئولين عن المكتبات بنظرائهم سيعود عليهم بالاستفادة من تجارب بعضهم البعض بالإضافة إلى المعرض المصاحب والذي يضم الأجهزة الحديثة لعملية الرقمنة بكلفة ليست مرتفعة».

وأضاف «علينا كمسئولين في المكتبات الوطنية أن نتحول بكتبنا من الورقية للرقمية، حفاظاً عليها، فالجيل الحالي يتعامل مع تقنية العصر (تقنية المعلومات) وهناك أمية في هذا الجانب من المهم محوها»، مضيفاً ومطمئناً عشاق الورق «الكتاب الورقي لن يتراجع ولا خوف عليه، فعلى مر التاريخ كانت هناك تغيرات، لكن ما يحصل هو تغذية عكسية».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً