العدد 5299 - الجمعة 10 مارس 2017م الموافق 11 جمادى الآخرة 1438هـ

بالفيديو... الجزيري: إعادة التدوير فن... يلهمني الجمال ولا حدود للأشياء الجميلة في العالم

شيماء الجزيري مع جدها الذي ورثت عنه العمل اليدوي
شيماء الجزيري مع جدها الذي ورثت عنه العمل اليدوي

هناك من يرى الجمال وإن كان خفيّاً، ويمتلك القدرة على تحويل الرماد لقطع براقة.

مهندسة التصميم الداخلي شيماء الجزيري تبتكر من كل ما عفا عليه الدهر قطعاً فنية وأثاثاً منزلياً ذا قيمة وجمال.

كان جدها نجارا ينفذ قطع الأثاث، وهي لم يغب عنها هذا الاهتمام أيضاً، فحصدت جوائز عدة، كان آخرها جائزة المسئولية الاجتماعية بمسابقة «مشروعي» لقاء مشروع اعادة التدوير eco art، لتحويل القطع القديمة والمهملة لأثاث جديد، وأخرى في ملتقى رواد الأعمال لدول مجلس التعاون، وافتتحت مشروعها الخاص للتصميم الهندسي.

«الوسط» كان لها لقاء مع الجزيري، للتعرف على جوانب أخرى من حياتها، وفيما يلي الحوار:

من هي شيماء الجزيري في سطور؟

- ولدت في الثامن عشر من اغسطس، وكبرت في قرية النبيه صالح مسقط رأس والدي، أحب دائما أن يكون لي بصمة أينما حللت، وأميل لكل ما يصنع باليد، اليوم أنا مهندسة تصميم داخلي ومؤسسة مكتب ذي شيم للتصميم الداخلي، حصلت على جائزة المسئولية الاجتماعية التابعة لجائزة مشروعي لتمكين، ودرع التميز في ملتقى رواد أعمال الاول لشباب دول مجلس التعاون عن مشروع «ايكو ارت».

حدثيني عن طفولتك.

- «كل فتاة بأبيها معجبة»، ربما ينطبق هذا المثل على الكثير من ملامح طفولتي، فكنت دائمة الالتصاق بوالدي أحب أحاديثه، قصصه وأشاركه بعض اعماله ومشاويره اليومية. وكنا نتردد أحيانا على ورشة جدي الصغيرة في سطح المنزل، جدي الذي توفاه الله وخلف بعض القطع الخشبية التي كان يصنعها بيده، كان والدي كثير الحديث عنه وعن اعماله الخشبية في سطح المنزل.

أنا كنت طفلة أرى قطع جدي الكنز الذي استعصى على البشر صنع مثله، وكلما لمحت الفخر في عين أبي، كنت أود لو اصنع بيدي شيئا كالذي صنعه جدي بيده يوما ما، ربما يفخر بي والدي يوما كما يفخر بوالده.

ما هو مصدر إلهامك ومن أين تستوحين الأفكار؟

- إلهامي كل ما هو جميل في الحياة، ولا حدود للأشياء الجميلة، فسبحان الخالق أحاطنا بالجمال.

ما هو الهدف أو الفكرة من اعادة تدوير القطع القديمة؟

- الهدف الأساسي هو تقليل النفايات، وبالتالي الحفاظ على البيئة، ولكن دمجه في قالب الفن يجعل العمل فيه ممتعا ومحببا للمجتمع.

متى بدأت فكرة إعادة التدوير وكيف تطورت؟

- كانت هواية أمارسها في وقت الفراغ منذ طفولتي، كنت أصنع أشياء بسيطة في البداية مثل أعمال الكروشيه وأغلفة للكراسات وحقائب، ثم بعد دراستي التصميم الداخلي بدأت أفهم تكوين قطع الأثاث والمواد المستخدمة، فذهبت تجاه صنع قطع الأثاث من الأشياء القديمة والمهملة كالأخشاب والأواني القديمة والحديد وما شابه.

البداية الجادة والفعلية كانت مع برنامج «مشروعيط للأعمال الشبابية التابع لتمكين، والذي تبلورت خلاله فكرة المشروع وتطورت لخطة عمل متكاملة.

من أين تحصلين على المواد لصنع القطع؟

- من مصادر مختلفة، فقد تكون احيانا عن طريق تبرع اصحاب القطعة نفسها لقدم القطعة او تلفها، او شراء القطعة من بعض المحلات المتخصصة في بيع القطع المستهلكة.

هل تقومين بتنفيذ القطع بنفسك؟

- اقوم بتنفيذ بعض القطع بنفسي ومساعدة والدي، أو بالاستعانة بنجارين احيانا من اهل الاختصاص.

أليس غريبا على فتاة استخدام أدوات النجارة والبناء واحترافها؟

- تضحك وتقول: أمي دائما توبخني وتقول لي بأن الفتاة تطبخ وتهتم بالأزياء والموضة والأمور المنزلية، ويزعجها أنني أدمر المنزل أحيانا حين أبعثر أدوات أعمالي مثل المنشار وغيره، وبأن حقيبتي اليدوية كثيرا ما تحتوي على أدوات قياس وربما قطع من أقمشة أو قطع خشب منزلي أو صمغ.

لكنني أرى بأن المجتمع يضع الفتاة في قالب معين أحيانا ويستغرب وجودها في خارج هذا القالب، بحكم كوني مهندسة تصميم داخلي فإني اتعامل بشكل يومي مع هذه الأدوات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولأني احب عملي وتفاصيله الدقيقة احب استكشاف هذه الادوات والتعامل معها كلما سنحت لي الفرصة، وأؤمن ان المهندس الناجح هو من يلم بكيفية التصنيع والبناء واستخدام الخامات والمواد بعيدا عن الاكتفاء فقط بعملية التصميم خلف شاشات الكمبيوتر.

كيف أثر الأهل في دخولك مجال الهندسة والتصميم وإعادة التدوير؟

- لم تكن الهندسة خياري الاول، فقد كنت اطمح لدراسة الطب، فبعد تخرجي بتفوق من المرحلة الثانوية حصلت على بعثة لدراسة هندسة التصميم الداخلي في جامعة البحرين، ولتأخر عملية القبول في جامعات الطب خارج البحرين، بدأت بالدوام الرسمي في الهندسة ريثما استكمل إجراءات قبولي للطب في الخارج، ولكنني احببت التخصص واندمجت في المشاريع المقررة، وعند قبولي في الطب، انسحبت لمدة وجيزة جدا من التخصص لا تتعدى اليومين، أعدت فيها حساباتي بأن التصميم هو خياري الامثل فعدت لمقاعد الدراسة في جامعه البحرين، بتشجيع كبير من اهلي وصديقاتي.

اما اعادة التدوير، فوالدي كان المشجع الاكبر لتنمية هذه الهواية، كان دائما ما يبرز موهبتي امام الجميع بتصوير عملي وعرضه على محيط العائلة على سبيل المثال، مع كلمات التشجيع والاطراء، كما أنه يساعدني في تنفيذ القطع التي يصعب علي تنفيذها بنفسي، ويقوم بشراء الادوات التي احتاجها ويساعدني حتى في التنفيذ.

هل تستغلين موهبتك في اعادة التدوير تجاريا للحصول على مردود مادي؟

- نعم، قمت ببيع بعض القطع التي تمت اعادة تدويرها من خلال حساب «ايكو ارت» على الانستغرام، وأسعى لوضع خطة تطويرية لزيادة عدد المبيعات مستقبلا.

هوايات ومواهب أخرى؟

- كل ما يصنع باليد فهو محبب بالنسبة لي، أحب الفنون وكل الأعمال اليدوية، واستخدمها للوصول للهدوء، ولتفريغ المشاعر السلبية والتعبير. وكثيرا ما أجد الراحة النفسية في ذلك.

بعيدا عن ايكو ارت، ماهي انجازاتك ومشاريعك الأخرى؟

- اعمل على القيام ببعض ورش العمل احيانا لتعزيز فكرة إعادة التدوير في المجتمع، وبعض الورش في برامج التصميم.

كما انني اكملت برنامجين تدريبيين في مجال ريادة الاعمال، وافتتحت مكتبا هندسيا خاصا بالتصميم الداخلي والاشراف على العمل وتنفيذه، وانجزت من خلاله عدة مشاريع سكنية وتجارية.

حدثيني عن موقف مررت به، وأثر على شخصيتك وكان بمثابة نقطة تحول تدفعك للإنجاز أكثر.

- ربما كانت تجربتي الأولى في تصميم محل تجاري للألعاب اثناء السنة الثانية من دراستي الجامعية، ومن ثمة رؤية العمل قيد التنفيذ، كانت تجربة احسست فيها بطعم خاص للإنجاز، لم أحبذ بعدها أن تكون اعمالي تحت مظلة مكتب هندسي معين، بل أن أمثل نفسي في أي تصميم اقوم به؛ ولذا افتتحت مكتبي الخاص.

كيف استطعت تأسيس مكتب هندسي بعمر صغير؟ من كان يدعمك؟

- العمر مجرد رقم لا يشترط به انجاز معين، وتأسيس أي مشروع يتطلب الكثير من الالتزام، القوة، والصبر.

أؤمن أن بداخلي هذه الطاقة لإدارة عملي الخاص وأسعى لاستكشافها، تعزيزها وإبرازها.

التأسيس ليس بالتحدي الصعب، وانما الاستمرار والتطوير هو التحدي الاصعب.

ولا أنسى من يقفون بجانبي دائما، والدي العزيز بدعمه المعنوي والمادي، عائلتي وصديقاتي كانوا ومازالوا مصدر الحب والدعم الابرز.

ما هو جوهر التصميم في رأيك؟

- التصميم بحر شاسع وعميق، جوهره الابداع.

كيف يكون المصمم ناجحا؟

- هناك الكثير من العوامل لنجاح المصمم قد يكون من اهمها الابداع وامتلاك خطة واستراتيجية معينة في العمل، الاهتمام بتفاصيل العمل الدقيقة، ومواجهة الصعوبات بصبر وذكاء، التنوع والاطلاع المستمر، وفي ظل اكتساح وسائل التواصل الاجتماعي امتلاك بعض مهارات التسويق لأعماله.

ما الذي يميز تصاميمك والقطع التي تنتجينها؟

- اعتقد أن ما يميز كل مصمم وإنتاجه هو اكتساب التصاميم جزءا من روح المصمم وذائقته، اسعى دائماً إلى أن اضيف جزءا من ذائقتي الخاصة على تصاميمي، وأراعي في ذلك الحفاظ على هوية العميل وذائقته في الوقت نفسه.

ماهي نقاط الضعف لديك ونقاط القوة؟

- اميل لكوني عاطفية وصريحة جدا وعنيدة أحيانا، وافتقر لبعض المهارات المتعلقة بالإدارة.

اما نقاط القوة، فقد تكون قوة الشخصية والقدرة على تحمل ضغط العمل وروح القيادة.

برأي من تستعينين في أعمالك؟

- برأي العم «غوغل»! وصديقاتي من اهل الاختصاص، كما اشارك بعض التصاميم في صفحات التواصل الاجتماعي للأخذ برأي المتابعين.

بماذا تفخر شيماء الجزيري؟

- أفتخر بكوني بحرينية وأعتز بوطني، وبأنني ابنة لرجل رائع هو المهندس عبدالحسين الجزيري.

ماهي مخططاتك المستقبلية؟

- خطتي الأهم هي الاستثمار في ذاتي وتطويرها، وإكمال دراستي العليا. اما على صعيد العمل، فمازلت في أول السلم واخطط للتوسع في مكتبي الهندسي وتطويره، وأطمح في افتتاح محل تجاري خاص بمنتجات ايكو ارت، وبعض قطع الاثاث التي اصممها.

شيماء الجزيري تتحدث إلى «الوسط»
شيماء الجزيري تتحدث إلى «الوسط»

العدد 5299 - الجمعة 10 مارس 2017م الموافق 11 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 8:05 ص

      بالتوفيق
      مبدعة

    • زائر 12 | 3:43 م

      بالتوفيق والى الإمام نحو مستقبل واعد

    • زائر 10 | 9:47 ص

      بالتوفيق يارب لكل بحرينية مثابرة

    • زائر 9 | 5:45 ص

      كل الفخر والاعتزاز للكوادر والابداع البحريني الاصيل وكل التوفيق والنجاح للمبدعة شيماء الجزيري

    • زائر 8 | 5:18 ص

      بارك الله فيك من بحرينية مثابرة، وقدوة ليس فقط للبحرينيات بل للبحرينيين أيضا - بحريني مقيم في الخارج

    • زائر 6 | 5:17 ص

      انا واحد مبتدئ و احب الالهام في هالامور توي ماخد كم الة و بدأت اسوي قطع .. فعلا هواية و فن عجيب بالتوفيق اختي و دربش خضر

    • زائر 5 | 5:09 ص

      جدا رائع ... بالتوفيق ... بنتي عمرها 12 سنة ... وعندها نفس الهواية من صغرها ... وحابة تتعلم المزيد ... هل تفكرين تعلمين الأطفال هذي المهارات

    • amal1 زائر 5 | 11:07 ص

      حلو .. اقترح انا بعد ان تعلم الاطفال عن طريق ورشات او دورات بيكون حلو الشي

    • زائر 4 | 4:30 ص

      هنيئآ لوالديك على طموحك و مثبارتك.. جميلة خُلقآ و خالقآ

    • زائر 2 | 3:20 ص

      كل التوفيق لك ورحم الله جدك.. يبدوا انك ورثتي جدك

    • زائر 1 | 11:04 م

      انتين مثال باهر رائع ومتميز استاذة.. تحية اليش وبالتوفيق ان شاء الله.

شاهد أيضا