العدد 5302 - الإثنين 13 مارس 2017م الموافق 14 جمادى الآخرة 1438هـ

أردوغان: ألمانيا تدعم الإرهاب... وميركل: تصريحاتك «سخيفة»

رجل يحمل الأعلام التركية يمشي أمام شرطي مكافحة الشغب أمام القنصلية الهولندية في اسطنبول - epa
رجل يحمل الأعلام التركية يمشي أمام شرطي مكافحة الشغب أمام القنصلية الهولندية في اسطنبول - epa

اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتهامات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لها «بدعم الإرهابيين»، أنها «سخيفة» بحسب ما قال المتحدث باسمها ستيفن سيبرت مساء أمس (الاثنين).

وقال المتحدث: «لا تنوي المستشارة المشاركة في مسابقة استفزازات». وأضاف في بيان خطي مقتضب أن «هذه الانتقادات سخيفة» في حين وصل التوتر بين أنقرة وعدة دول أوروبية إلى ذروته. في وقت سابق اتهم أردوغان ميركل بـ «دعم الإرهابيين». وفي تطور آخر، قال نائب رئيس الوزراء التركي إن تركيا منعت السفير الهولندي من دخول أراضيها.


الأزمة بين تركيا وهولندا تتصاعد... ومحاولات أوروبية للتهدئة

إسطنبول - أ ف ب

حاول الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي أمس الاثنين (13 مارس/ آذار 2017) نزع فتيل الأزمة بين هولندا وتركيا الغاضبة من قيام سلطات لاهاي بمنع اثنين من وزرائها من المشاركة في تجمعات لدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أراضيها.

وأثارت مشاركة وزراء أتراك في التجمعات الهادفة لحشد التأييد لمشروع تعديل دستوري يوسع صلاحيات أردوغان سيعرض على استفتاء في 16 أبريل/ نيسان توتراً مع عواصم أوروبية في الأسابيع الماضية، فيما لوح وزير تركي باحتمال «إعادة النظر» باتفاق الهجرة الموقع مع الاتحاد الأوروبي.

ودعا الاتحاد الأوروبي أمس (الاثنين) أنقرة إلى «تجنب التصريحات المبالغ بها والأفعال التي من شأنها زيادة التصعيد»، وذلك بعدما توعد أردوغان بأن تدفع هولندا «ثمن» المعاملة التي تلقاها الوزيران والتي تذكر على حد قوله بـ «ممارسات النازية والفاشية».

وحضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني في بيان مشترك مع مفوض التوسع في الاتحاد الأوروبي، يوهانس هان تركيا على «تفادي أي تصعيد جديد وإيجاد سبل من أجل تهدئة الوضع».

ورغم أن عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لا تزال عالقة، لكن أنقرة تبقى شريكاً لا يمكن الاستغناء عنه خصوصاً في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

في هذا الإطار، دعا وزير شئون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر تشيليك الاثنين إلى «إعادة النظر» في اتفاق الهجرة الموقع قبل عام بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وتابع أن على تركيا إعادة النظر في سياستها لمنع مرور المهاجرين براً، مع أنها ستظل تمنع عبورهم بشكل غير شرعي بحراً لعدم تعريض حياتهم للخطر.

وكانت السلطات الهولندية منعت السبت طائرة جاويش أوغلو من الهبوط للمشاركة في تجمع مؤيد لأردوغان، ولم تسمح لوزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا بالمشاركة في تجمع انتخابي بمدينة روتردام.

من جهته، حث الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبورغ تركيا والدول الأعضاء أمس على «إبداء الاحترام المتبادل والتزام الهدوء واعتماد مقاربة مدرسة من أجل نزع فتيل التوتر».

وقال ستولتنبرغ «نعمل معهم (الأتراك) لمواجهة العنف والاضطرابات في سورية وفي العراق (...) ولدعم التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) لأن ذلك في مصلحتنا».

وفي هذه الأجواء المتوترة، دعت هولندا أمس رعاياها في تركيا إلى «التزام الحذر في أنحاء تركيا وتجنب التجمعات والأماكن المزدحمة».

استمالة القاعدة القومية

قامت السلطات التركية صباح أمس (الاثنين) باستدعاء القائم بالأعمال الهولندي للمرة الثالثة منذ بدء الأزمة، وسلمته رسالتي احتجاج على «المعاملة التي تلقاها الوزيران والرعايا الأتراك في هولندا»، بحسب مصادر رسمية.

يقول المحلل المتخصص في الشئون التركية في معهد «واشنطن أنستيتيوت»، سونر جاغبتاي لوكالة «فرانس برس»: «أردوغان يبحث عن أعداء وهميين في الخارج لاستمالة القاعدة القومية مع اقتراب موعد الاستفتاء. الأمر بهذه البساطة والهولنديون وقعوا في الفخ بدل أن يتجاهلوا التجمعات المؤيدة لأردوغان».

من جهته، اعتبر ديدييه بيللون من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس «نشهد اليوم مثالاً على النفاق. ندّعي أن مفاوضات انضمام (تركيا إلى الاتحاد الأوروبي) لا تزال مستمرة بينما الأمر غير صحيح. ليس هناك أسوأ من الوضع الحالي الذي يفسح المجال أمام شعبوية أردوغان».

وتأتي الأزمة قبل انتخابات تشريعية مقررة الأربعاء في هولندا من المتوقع أن يحل فيها حزب غيرت فيلدرز المعادي للإسلام في المرتبة الثانية بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة. إلا أن روتي قال أمس (الاثنين) أن تركيا لم تحاول التأثير على الاقتراع.

في أوروبا، طلبت الدنمارك كذلك من رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم تأجيل زيارة كانت مرتقبة في وقت لاحق من الشهر الجاري.

في ألمانيا، أعرب وزير الداخلية، توماس دي ميزيير عن معارضته لقدوم وزراء أتراك بعد إلغاء عدة تجمعات تأييد لأردوغان في مدن ألمانية.

وفي تعليق على تصريحات أردوغان، اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن «المقارنة (مع النازية) مضللة تماماً وتقلل من شأن المعاناة».

تبادل الاتهامات بين أردوغان وميركل - قثعفثقس
تبادل الاتهامات بين أردوغان وميركل - قثعفثقس

العدد 5302 - الإثنين 13 مارس 2017م الموافق 14 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً