العدد 5303 - الثلثاء 14 مارس 2017م الموافق 15 جمادى الآخرة 1438هـ

مقتل قيادي في «داعش» بالموصل... والقتال يزداد حدة

العبادي: أبعدنا «داعش» إلى خارج العراق... والجعفري يؤكد ضرورة سحب تركيا لقواتها

نازحون عراقيون يتلقون الخبز في مخيم حمام العليل جنوب الموصل - reuters
نازحون عراقيون يتلقون الخبز في مخيم حمام العليل جنوب الموصل - reuters

قتلت القوات العراقية قائد تنظيم «داعش» في الحي القديم بالموصل أمس الثلثاء (14 مارس/ آذار 2017) مع تركيز المعركة التي ترمي إلى استعادة آخر معاقل المتشددين في العراق على جسر فوق نهر دجلة. ومع زيادة حدة القتال أمس بعدما تباطأ أمس بسبب الأمطار الغزيرة تدفق مدنيون للخروج من الأحياء الغربية التي استعادتها القوات الحكومية وهم يعانون من البرد والجوع لكنهم يشعرون بالراحة لتخلصهم من قبضة التنظيم المتشدد. وقال ضباط إن قناصة «داعش» أبطأوا تقدم وحدات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية على الجسر الحديد الذي يربط بين غرب الموصل وشرقها ولكن القوات ما زالت تتقدم ببطء.

كما توغلت القوات الحكومية في مناطق بغرب الموصل آخر معاقل «داعش» في المدينة التي كانت معقلاً لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في مناطق بالعراق وسورية.

وقال ضابط بالشرطة الاتحادية إن الشرطة قتلت القائد العسكري لتنظيم «داعش» عبد الرحمن الأنصاري في الحي القديم أثناء عمليات لتطهير حي باب الطوب. ومع انسحاب كثيرين من قادة التنظيم بالفعل من الموصل يعد مقتل الأنصاري ضربة للمتشددين الذين يدافعون عن منطقتهم المنطقة الخاضعة لسيطرتهم الآخذة في الانكماش. والسيطرة على الجسر الحديدي يعني أن القوات العراقية تسيطر على ثلاثة من خمسة جسور في الموصل فوق نهر دجلة والتي دمرت جميعها على أيدي الإرهابيين أو بسبب الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة. واستعادت القوات بالفعل السيطرة على الجسرين الواقعين في أقصى الجنوب.

وقال العميد مهدي عباس عبد الله من وحدات الرد السريع لـ «رويترز» إن القوات ما زالت تتقدم باتجاه الجسر الحديد وتتخلص من القناصة المختبئين في المباني المحيطة. وبالقرب من متحف الموصل استخدمت القوات العراقية مركبات مدرعة ودبابات لمهاجمة القناصة الذين يعرقلون تقدم القوات وتطهير المناطق المحيطة بالجسر.

وعلى مدار يوم أمس ظلت القوات على بعد 100 متر من الجسر. وقال متحدث باسم وحدات الرد السريع صباح أمس «إنه مهم جداً لقواتنا تأمين ضفة النهر ومنع مقاتلي داعش من الالتفاف حول القوات المتقدمة». وأضاف أن من المتوقع أن تستعيد القوات السيطرة على الجسر الحديد والمنطقة المجاورة له بنهاية اليوم. وقال «السيطرة على الجسر سوف تضيق الخناق بشكل أكبر على مقاتلي داعش المتحصنين داخل المدينة القديمة».

قصف عنيف

وكان يمكن سماع أصوات القصف وزخات الأسلحة الآلية الثقيلة من وسط الموصل بينما أطلقت طائرات الهليكوبتر نيران مدافعها الرشاشة على الأرض صباح أمس (الثلثاء).

وفي غمرة القتال تدفق النازحون من الأحياء الغربية وهم يحملون أمتعتهم وزجاجات مياه ومتعلقات أخرى. وكان بعضهم يدفع أطفالاً أو عجائز مرضى في عربات يد.

ونقل الجنود النازحين إلى شاحنات على طريق الموصل بغداد بهدف نقلهم إلى مناطق لفحصهم. وغادر معظم النازحين قبل طلوع الشمس أو بعد أن سيطر الجيش على أحيائهم. وقالوا إن الطعام كان شحيحاً.

وقال ضابط عراقي يشرف على نقل النازحين «كلما تقدمنا كلما زاد عدد النازحين... هناك المزيد من السكان في هذا الجانب من المدينة ويحاول الناس المغادرة لأنه ليس هناك طعام أو إمدادات في منطقتهم».

سياسياً، صرح رئيس الحكومة العراقية أمس (الثلثاء) بأن العراق ابعد تنظيم «داعش» إلى خارج الحدود، وأن المعركة معه باتت في مراحلها النهائية.

وقال حيدر العبادي للصحافيين في مقر الحكومة مساء أمس: «أبعدنا داعش إلى خارج العراق بشكل كامل ومعركة الموصل في مراحلها النهائية».

وأضاف العبادي أن معركة الحكومة العراقية المقبلة «ستكون ضد الفساد».

ورحب رئيس الحكومة العراقية بالتقارب بين العراق والسعودية مؤكداً أن «وفداً عراقياً يمثل عدداً من الوزارات سيزور الرياض لعرض حاجة العراق لإعادة إعمار المناطق المتضررة من جراء الحرب ضد داعش».

وذكر العبادي «أن السعودية أرسلت شحنة مساعدات طبية بمقدار 10 أطنان لدعم حاجة العراق لإسعاف النازحين من جراء جرائم داعش».

واستطرد قائلاً إن: «السعودية طرحت التعاون مع العراق بشكل كامل، وإعادة الاستقرار في المناطق المحررة، ونحن نرحب بهذا التقارب وأن العراق حريص على إقامة العلاقات مع السعودية ودول الجوار ...». من جانبه، أكد وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري أمس موقف بلاده الثابت بضرورة سحب تركيا قواتها من الأراضي العراقية.

وقال الجعفري، خلال استقباله أمس سفير تركيا في العراق فاتح يلدز: «نؤكد على ضرورة سحب القوات التركية من الأراضي العراقية وعدم اختراق الطائرات التركية للأجواء العراقيّة».

وأضاف «نتمسك بذات الوقت بالعلاقات الثنائية بين العراق وتركيا ونتطلع لتطويرها، والتعاون من أجل تحقيق الأهداف المُشترَكة على أساس الأخوَّة والثقة ومصالح شعبي البلدين ونثمن موقف أنقرة بإيواء النازحين العراقيِّين والخدمات المُقدَّمة لهم».

العدد 5303 - الثلثاء 14 مارس 2017م الموافق 15 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً