العدد 5308 - الأحد 19 مارس 2017م الموافق 20 جمادى الآخرة 1438هـ

هل سيزور المفوض السامي البحرين فعلاً؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعث رئيس مجلس النواب أحمد الملا في (15 مارس/ آذار 2017) دعوة رسمية إلى المفوض السامي للأمم المتحدة لمفوضية حقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، لزيارة البحرين، والاطلاع على ما تم إنجازه من مبادرات حضارية وخطوات رائدة في المجال الحقوقي، فيما رحب رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية لحقوق الإنسان محمد النسور في اليوم ذاته بهذه الدعوة لزيارة البحرين.

مرّ على الدعوة، والترحيب بها أيام، فيما لم تعلن الحكومة ممثلةً في وزارة الخارجية موقفها من تلك الدعوة، ومدى موافقتها أو رفضها، على رغم يقيننا أن الخطوة التي أقدم عليها مجلس النواب ما كانت لتوجه لولا وجود ضوء أخضر من الحكومة، وهو ما يفرض سؤالاً منطقياً: لماذا وجهت الدعوة من مجلس النواب وليس الحكومة نفسها؟

كانت الذرائع في رفض أو تأجيل زيارات المسئولين الأمميين عن حقوق الإنسان إلى البحرين، وبالخصوص مقرر التعذيب منذ سنوات، بحجة أن الزيارة «قرار سيادي»، وبالتالي مثل هذه القرارات والدعوة يجب أن تكون سيادية أيضاً، خصوصاً عندما تتعلق بالعلاقات الخارجية التي هي من اختصاص السلطة التنفيذية بشكل واضح ومباشر.

المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، كان قد طلب من الحكومة بشكل رسمي زيارة البحرين منذ نحو سبعة أشهر، إلا أنه لم يتلقَ استجابة لطلبه، وذلك على حد قول النسور، إلا أن الدعوة وجهت له من مجلس النواب، على رغم أنه خاطب الحكومة، التي لم تعلق رسمياً أو إعلان ترحيبها بذلك بشكل واضح وصريح، لتثبت الدعوة بشكل رسمي.

على رغم الدعوة للزيارة، وكذلك الترحيب بها، فإن «حدة التوتر» بين الجانبين لم تنخفض، بل خرجت للعلن بشكل صريح من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان ووزارة الخارجية البحرينية، فبعد يومٍ واحدٍ فقط من دعوة النواب للمفوض السامي لحقوق الإنسان (16 مارس 2017)، أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أهمية التزام مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالتعاون والتشاور مع البحرين على قاعدة احترام سيادتها، وتقدير مساعيها الدائمة التي جعلت منها نموذجاً متقدماً في تطوّر حقوق الإنسان في إطار مؤسساتها الدستورية، وبفضل مشاريعها وخططها الوطنية ومبادراتها المتواصلة والرامية لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، وتفاعلها الإيجابي مع الأمم المتحدة والدول الصديقة، وذلك خلال اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بمقر الأمم المتحدة بنيويورك في الولايات المتحدة الأميركية.

المفوضية السامية أعلنت هي الأخرى أنها ستتعاطى بإيجابية مع خطوة دعوته لزيارة البحرين، والاتفاق على محاور الزيارة، والملفات التي يمكن مناقشتها خلالها، وأن لا يفهم أنها شروطٌ لزيارة البحرين، وإنّما هي آليات معتمدة من قبل المفوض السامي في زيارته لأي بلد.

تلك الآليات والمحاور والملفات التي تعتبرها المفوضية السامية لحقوق الإنسان اعتيادية ومعتمدة لزيارة أي بلد، هي ما تعتبره الجهات الرسمية في البحرين شأناً داخلياً وخصوصيةً سياديةً، وعلى أساسها رفضت أو أجلت لسنوات زيارات المسئولين الأمميين إلى البحرين.

بات واضحاً أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان رحّبت بدعوتها لزيارة البحرين، بشرط أن يتم السماح لها بمناقشة الملفات الحقوقية، وفق التزامات البحرين الدولية، وبموجب مخرجات تقرير «اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق» (بسيوني)، فيما تعتبر حكومة البحرين أن هذا الباب «تم إغلاقه خصوصاً المتعلق بمخرجات تقرير لجنة تقصي الحقائق ولا يجب الحديث عنه نهائياً».

مساحة الصدام بين وزارة الخارجية البحرينية المعنية رسمياً بملف حقوق الإنسان في البحرين، والتواصل مع المنظمات والهيئات الدولية، كانت واضحة للعيان، خصوصاً مع جملة تصريحات لوزير الخارجية، كان أهمها في (13 يونيو/ حزيران 2016) عندما كتب عبر حسابه الخاص على «تويتر» قائلاً: «لن نعطل مسيرتنا ونهج مليكنا الإصلاحي، ولن نسمح بتقويض أمننا واستقرارنا ولن نضيع وقتنا بالاستماع لكلمات مفوض سامٍ لا حول له ولا قوة».

وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، قد اعتبر، ما وصفه بـ «القيود الشديدة» على حرية التعبير في البحرين، تتعارض مع التزاماتها الدولية، وتحدث في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة الـ32 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، عن توثيقهم «ما لا يقل عن 250 حالة إسقاط جنسية في البحرين، كما أن الحكومة البحرينية تمنع التجمعات منذ العام 2013».

المفوضية السامية انتقدت الهجوم البحريني الرسمي الموجّه ضدها واتهامها باتباع «أجندات سياسية»، وعبّرت عن أملها في أن يكون هناك حوار دائم لا موسمي بين المفوضية وحكومة البحرين، وهو الأمر الذي يجعلنا نربط وبشكل وثيق، توقيت الدعوة للزيارة، وتزامنه مع المراجعة الدورية الشاملة لالتزامات البحرين الطوعية في مجال حقوق الإنسان في شهر مايو/ أيار 2017، وكذلك الصمت الرسمي إزاء الدعوة النيابية، وعدم الترحيب بها أو إعلان قبولها.

بدا واضحاً أن الزيارة ستكون مشروطةً من الجانبين، وأنها مرتبطةٌ بما سيحدث وسيقال في مايو بمجلس حقوق الإنسان عن البحرين، فيما كل المؤشرات تشير إلى أن مساحة التراجع عن إتمام إجراءات الزيارة ستكون أكبر بكثير من حدوثها، ما لم تحدث متغيرات جديدة لم تكن موجودة.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 5308 - الأحد 19 مارس 2017م الموافق 20 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 48 | 7:40 ص

      لا اعتقد بالسماح للمفوض السامي بدخول البحرين خصوصاً ما نشهده الآن ومنها حصار الدراز الذي يكمل شهره التاسع

    • زائر 46 | 6:32 ص

      انه بعد اجزم انه الحكومة لن تسمح بزيارتهم والايام بيننا على العمووم الله ياخد الحق ونحن نعول على الله والله راح افرج عنا انهم يرونه بعيدا لاكن عند الله قريب والحمدالله

    • زائر 45 | 5:51 ص

      الدعوة فقط للهدايا واكل الحلوه وشرب القهوة الفاخرة !!

    • زائر 44 | 5:30 ص

      اجزم بان الحكومة لن تسمح بهذه الزيارة وما بالونة النواب الا لذر الرماد فى العيون فمجلس لا يملك محاسبة وزير بالتاكيد لا يستطيع دعوة اامفوض

    • زائر 41 | 3:48 ص

      مشكله هذا النوع من النواب معرفتهم بامور السياسة كلش ميح يفكر ان الزيارة بروتوكوليه ...

    • زائر 39 | 3:04 ص

      شبتفرق يعني؟
      من قال ان ليهم الحرية في الزيارات والتقارير الا بتصدر؟
      لو سمحوا ليهم يجون فأكيد التقارير بتكون جاهزة حق يعطونهم قبل لايوصلون

    • زائر 36 | 2:26 ص

      ما يصير الحكومة تدعوكم وتقول لكم تعالو شوفو احنا عدلنا في أوضاع حقوق الإنسان في البحرين مثل الي رايح يخطب وحدة لازم يودي أحد من أهله يتكلم عنه .

    • زائر 35 | 1:59 ص

      هناك جرائم تعذيب بحق المواطنيين ويجب محاسبة المتورطين ...

    • زائر 34 | 1:53 ص

      لا بسيوني ولا رعد اذا ما في نية صادقة!

    • زائر 30 | 1:30 ص

      الدعوة لشرب الشاي وعلى قولتهم لا تبوق ولا تخاف... سيبقى تاريخ هذه الفترة موثق باصغر تفاصيله...

    • زائر 28 | 1:06 ص

      ذكرني بشخص زار البحرين قبل خمس سنوات اسمه بسيوني اصدر تقرير وفي الاخير شنو اللي تغير

    • زائر 23 | 12:49 ص

      المفوض السامي اكثر ما يستطيع فعله لو اتى سيرفع تقريرا ببعض الحقائق وليس كلها ، وستقوم الدولة بالاعتراف ببعض الاخطاء وليس كلها وسوف تعد انها ستحقق وستحسّن من الوضع.
      هذا كل ما سيحصل بمعنى ان كل ما في الأمر سيتعلّق بتحسين بعض ظروف دون النظر والتطرّق لأي امور اخرى وان حصل فسيكون اشارة عابرة لا تودّي ولا تجيب

    • زائر 22 | 12:46 ص

      هل سيزور المفوض السامي البحرين فعلاً؟ الجووووووواااااااب ( لا لا لا لا لا ) لن يزور البحرين ونبصم بالعشر .

    • زائر 21 | 12:45 ص

      (احنا يا جماعة ترى دعينا المفوّض السامي بس هو يبي يجي البحرين ويتحرّك بكيفه ويكتب حسب ما يراه وهذا امر ما يعجبنا )
      هذا هو الرد لانعقاد المؤتمر القادم

    • زائر 20 | 12:44 ص

      كل هذه الحركات معروفة السبب وهي انعقاد المجلس القادم لحقوق الانسان.
      الجماعة راح يجعلوا من هذه الدعوة فرصة للتهرّب من أي استحقاق حقوقي او أي قرار سوف يصدر عن هذه المنظمات

    • زائر 18 | 12:32 ص

      ستكون الزيارة مشروطة جدا وسيكون تحرّك المفوض السامي خاضع للرقابة وحركته محدودة ولقاءاته مخطّط لها بحيث يلتقي هذا ولا يلتقي ذاك ويذهب هنا ولا يذهب هناك. بمعنى انه لن يتمكّن من الحصول على أي شيء مفيد يرتجى منه خير لصالح هذا الشعب .

    • زائر 17 | 12:29 ص

      تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي

      جاء بسيوني وصدر التقرير ورفعة إلى حكومة البحرين والكل كان ينتظر التغيير ولكن ! ، والآن المفوض السامي يحاول أن يأتي إلى البحرين منذ مدة طويلة وهل سوف يرفع التقرير إلى الحكومة او إلى الأمم المتحدة وهل سوف يطبق تطبيق جزئي مثل تقرير بسيوني وفي نهاية ( تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي )

    • زائر 16 | 12:24 ص

      التعدّي على حقوق الانسان موجود وواضح والمنظمات لم ولن تستطيع ايقافه...

    • زائر 15 | 12:21 ص

      زار أم لم يزر لن يغير من واقع الحال شيء.
      الآن اصبح الوضع مكشوفا للصغير والكبير بأن هذه المنظمات تسيرها امريكا وبريطانيا ومن لفّ لفّهما
      وتقارير التعدّي على حقوق الانسان لا تستخدم لإنصاف اصحاب الحقوق انما تستخدم فقط لحلب المزيد
      من الصفقات

    • زائر 14 | 12:19 ص

      في الصميم
      وواقعي جداً، واتوقع السناريو ذاته

    • زائر 13 | 12:19 ص

      لماذا جعلت من هذه المنظمات خصما لها وما السبب في ذلك؟
      هذه المنظمات عالمية تسيطر على قراراتها دولا حليفة فلماذا الخوف منها وفي النهاية لن تعدو قراراتها حبرا على ورق؟

    • زائر 12 | 12:11 ص

      امريكا وبريطانيا اللاعب في المنطقة يعني زيارته لا تودي ولا اتجيب

    • زائر 9 | 11:34 م

      عرادي

      لا نريد زيد ولا عبيد في ديرتنا ، الحل يجب ان يكون بحريني خالص وبأيدي بحرينيه ، اليس هناك حصيف بين الطرفين يدعو الي الخير .

    • زائر 19 زائر 9 | 12:42 ص

      زائر ٩
      مين طلب رايك في المشوره ... وخل عنك زيد وغيره .

    • زائر 8 | 11:28 م

      كلها لعبة مدروسة، الوقت و المتغيرات اللاعب الاساسي فيها، و الكل يعمل لتوظيف البيانات لصالحه مع موعد الاستحقاق.

    • زائر 10 زائر 8 | 11:52 م

      ما الفائدة من زيارته اذا كان مقيد ......؟

    • زائر 7 | 11:16 م

      احسنت استاذ هاني على هذا المقال ولكن هناك سؤال يسدح نفسه هل المفوض السامي فعلا سينقل الصوره الحقيقيه عما يجري في البحرين لو بينقل صوره اخرى غير واقعيه عن مايجري خصوصا داخل السجوووون وعن الدراز وعن حرية التعبير

    • زائر 6 | 10:54 م

      المللوب مقرر التعذيب مانديز يحضر وقد رفضت السلطة مجيئه كونه محايد فقد خافت يكشف المستور والمعلوم

    • زائر 5 | 10:51 م

      إذا قبلنا زيارته فسنأخذه للمنتجعات ى أنها سجون و للمجمعات على أنها دور تأهيل و سنجعله يقابل بعض المجانين على أنهم سجناء و سنجلب له مع كومبارس المسجونين أطعمة من مكدونالد و كنتاكي

    • زائر 32 زائر 5 | 1:40 ص

      قل من مشاهدة افلام اسماعيل ياسين

    • زائر 4 | 10:50 م

      اللهم احفظ لنا ديرتنا من كل شر وينعم علينا بنعمة الامن والامان والاستقرار

    • زائر 3 | 10:42 م

      الصراحة كل يوم مزيد من الاعتقالات جعلتنا نيأس من تحسن الاوضاع
      ارحمو من في الارض يرحمكم من في السماء

    • زائر 2 | 10:36 م

      هل تعتقدون ان راح تكون الزيارة والدعوة في يوم وليلة
      كل شي في وقته حلو

    • زائر 31 زائر 2 | 1:32 ص

      زار او مازار عقل البشر وبالذات مجموعه لم يتغير لان الاهداف معروفه ‘اللغه واضحه.

اقرأ ايضاً