العدد 5314 - السبت 25 مارس 2017م الموافق 26 جمادى الآخرة 1438هـ

لست عدواً لوطني

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أن أحارب الفقر والفساد والسرقة والمحسوبية، وأنتقد التهميش والتمييز والتجنيس غير القانوني، فإن ذلك لا يمكن أن يحسب بأنني عدو لوطني.

أن أدعو للإصلاح واحترام الدستور وصلاحيات أوسع للسلطة التشريعية ودوائر انتخابية عادلة تمثل المواطنين تمثيلاً حقيقياً والتمسّك بقيم حقوق الإنسان والتوزيع العادل للثروة الوطنية وأن يعيش المواطن البحريني بحرية وكرامة، فذلك لا يعني أنني عدو لوطني. وأن أتمسك بالوحدة الوطنية وأدعو للتسامح والمحبة وحرية الرأي والضمير، فلا يعني ذلك أنني عدو لوطني.

أن أعتنق مذهباً مختلفاً، وأطالب بحرية ممارستي لشعائري الدينية، كما أطالب بحرية ممارسة الشعائر الدينية لأي إنسان يعيش على هذه الأرض مهما كان دينه أو مذهبه بكل حرية، فلا يعني ذلك أنني خائن لوطني.

أن أنشد العدالة وأتوق لمجتمعٍ تسوده المحبة والألفة والتضامن وينعم بالأمن والأمان لجميع أفراده، وأن أحلم بوطن يحتضن جميع أبنائه دون تفرقة، وأرى البسمة تصبغ وجوه الرجال، والنظرة المتفائلة لمستقبل مشرق مفعم بالأمل تعلو ملامح الشباب، فإن ذلك لا يعني أنني أضمر شراً لوطني.

أن أدافع عن مبادئي ومعتقداتي وما نصه لي الدستور البحريني من حقوق، وما اتفقت عليه المواثيق والمعاهدات الدولية من حقٍّ لكل إنسان في أن يعتنق الدين أو المذهب الذي يرتضيه دون إكراه، وأن يمارس شعائره بكل حرية، فإن ذلك لا يعني أنني عميل لدولة أجنبية.

ومهما يكن من أمر، فإن من يدعو لخنق الحريات العامة ومحاربة الناس في أرزاقهم عبر الترويج لإسقاط الحقوق السياسية، وحتى إسقاط جنسية من يختلفون معهم في العقيدة أو المذهب أو عدم توظيفهم في الوظائف الرسمية بحجة أن ولاءهم ليس للوطن، نقول لهم كيف يمكنكم قياس حب الإنسان لوطنه؟ وما هي معاييركم لذلك؟ ومن أعطاكم رخصة تحديد إصدار شهادات الوطنية لتصبحوا قضاةً تصدرون أحكامكم على خلق الله، فتنعموا على من حاز رضاكم بشهادة الوطنية الخالصة وتدعون لسحب الجنسية عمّن اختلف معكم أو قطع رزق عياله «ما لكم كيف تحكمون»؟.

الحجة تُجابَه بالحجة، وحتى الحقائق لها أوجه عدة، بحيث لا يمكن لأحدٍ ادعاء امتلاك الحقيقة، فأين أنتم من تواضع العلماء؟ كل ما لديكم تهم مبطنة، واتهامات مرسلة على خيانة الآخر، وأنتم وحدكم من يعلم ببواطن الأنفس وما تخفي الصدور! فأنتم الحق والحق أنتم، بحكم منطق الغلبة وما يمليه القوي على الضعيف.

لقد أسرفتم في التيه والخصومة لحد الفجور، مع أن الخير أجدى، والحب أنفع، والعدالة أجدى، فلكم ما شئتم، ولي ما شئت، ولكن مهما قلتم فالكل يعرف يقيناً أنني لست عدواً لوطني.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 5314 - السبت 25 مارس 2017م الموافق 26 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 12:05 م

      مقال في قمة الروعة.
      وضع النقاط على الحروف وعرى كل الزيف من كل المواقع.
      كل التقدير والتحية للكاتب الجميل . . الاستاذ جميل المحاري.

    • زائر 21 | 11:47 ص

      مقال في قمة الروعة.
      وضع النقاط على الحروف وعرى الزيف من كل المواقع.
      كل التقدير والتحية للكاتب الجميل . . الاستاذ جميل المحاري.

    • زائر 18 | 6:11 ص

      ناديت لو اسمعت حيا..

    • زائر 17 | 4:34 ص

      وان أمارس معتقداتي بكل حرية بحسب الدستور دون اتهامي بالعمالة للخارج أحد الأمثلة الرائعة في المقال...

    • زائر 16 | 3:58 ص

      طرحك رائع ! شكرا

    • زائر 15 | 2:49 ص

      (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) ناس همها علفها ويش بيطلع منهم

    • زائر 14 | 2:12 ص

      لم و لن يمنعك احد ان تقوم باي عمل تحت مظلة الدستور الممنوع هو الخروج على الدولة بالقوة و التحريض على ذلك في المنابر الدينية الممنوع هو حمل السلاح في وجه الدولة الممنوع هو الاستقواء ....ضد ابن بلدك

    • زائر 19 زائر 14 | 7:26 ص

      نغمة أعداء الوطن والمواطنين وكذبة لا يصدقها سوى المفسدون في الأرض ، ولائنا لوطننا لايعدله شيئ ونغمة الإستقواء بالخارج وحمل السلاح ضد الدولة لا يستعملها سوى المتمصلحون من قتل وطني

    • زائر 13 | 2:10 ص

      حتى تكون موالي لوطنك... يجب عليك عدم المطالبة بحقوقك المشروعة... فانت تشوهة الوطن...

    • زائر 12 | 1:56 ص

      الكلام جميل و المبدأ كلنا معه لكن القول كثيرا و التطبيق دون المستوى _ علينا ان نبدأ بانفسنا لتحقيق كل ما ورد في هذا المقال الجميل . فلا تنهي عن خلق و تأتي مثله عار عليكم عظيم هذا ملخص الوضع الحالي .

    • زائر 11 | 1:30 ص

      أنت تطالب بالعدالة والمساواة في وطنك اذا أنت عدوّ له
      أنت تطالب بمحاربة الفساد في وطنك اذا انت عدوّ له
      تريد ان تكون مواطنا صالحا عليك بطريق النفاق والتزلّف والوصولية

    • زائر 6 | 12:55 ص

      محاربتك للفساد تعني محاربتك للمفسدين وطالما ان الفاسدين والمفسدين يدهم طويلة في دولة مّا فإنهم حتما سيتهمونك وسيلقون عليك تهم الخيانة والعمالة والكره لوطنك.
      أي شخص يطالب بحقوقه في العالم سيقف من سلب حقه له بالمرصاد لتشويه صورته والا اذا لم يفعل الظالم ذلك فإنه يقرّ بأحقيته في المطالبة بحقّه وحينها سيكون لزاما عليه انصافه

    • زائر 2 | 10:43 م

      الديري

      نعرف إنك لست عدوآو لوطنك لكن القانون يجب ان ينفذ والا اصبحنا في غابه ، ولذلك اعطي الحق للمنفذ لجميع ما تقوله ،، خصومه لحد الفجور ! لقد اغلقت جميع الابواب التي بدأت تفتح بين الاخوه في الوطن ..شكرآ اخي

    • زائر 1 | 10:37 م

      تهمتك هي انت ليس لديك ولاء والولاء هنا معروف ماهو القصد منه .

اقرأ ايضاً