العدد 5315 - الأحد 26 مارس 2017م الموافق 27 جمادى الآخرة 1438هـ

الإبر الجافة لعلاج آلام الرقبة والكتفين

تعاني شريحة كبيرة من المجتمع من آلام الرقبة والكتفين نتيجةً لعواملَ مُتعددة منها وضعيات الجلوس الخاطئة أمام التلفاز أو جهاز الحاسوب، النظر لشاشات الأجهزة الذكية ولفتراتٍ طويلة، عدم ممارسة الرياضة بانتظام، والقائمة تطول!

يبدأ الشخص بالبحث عن حلولٍ لهذه المشكلة والتي قد تدخلت في نومه بشكلٍ لا يُطاق، فتراه يبحث عن الوسادة المُناسبة مرة، ويتقلّبُ يميناً ويساراً حتى يجد الطريقة الفُضلى لتخفيف الألم ..

مرةً حار ومرةً بارد، ففلان أخبره بأن البرودة أفضل وآخر شرح له فائدة الكمادات الدافئة في معالجة المشكلة ..

فيبدأ المريض بالتذبذب بين الآراء حتى يُرهق رقبته من كثرة العلاجات التي جربها.

ويبقى السؤال ، هل ذهبت لأخصائي العلاج الطبيعي ؟!

بإمكان أخصائي العلاج الطبيعي تخفيف تلك الآلام بعد وضعِ خطةٍ علاجيةٍ مُتكاملة أقطابها هو والمريض، فلا بدّ من تعاون المريض مع الأخصائي وعدم الرجوع لمُسببات المشكلة، حتى يتم التخلص منها نهائياً.

في هذا الموضوع نتحدث عن إحدى الطرق المُستخدمة في علاج حالات الشدّ في منطقة الكتفين وخاصةً العضلة شبه المنحرفة، والتي غالباً ما تتأثر بوضعية الجلوس الخاطئة وانحناء الكتفين للأمام . حيثُ وجدت دراسة في العام 2007

أن 20% من آلام الكتفين تعود إلى حالات الشد في تلك العضلة.

ففي حالات الشدّ تتكون مناطق في الألياف العضلية أو بشكلٍ أدق نقاط حساسة ومؤلمة (Myofacial Trigger Points) وبمجرد الضغط عليها تنتج آلاماً مزعجة وقد يصاحبها صداعٌ مُقيت، زغللة في العين، غثيان، أو حتى ألماً يمتدُّ لأعلى الكتف أو أسفله.

يتم التعرف على هذه النقاط من قِبل الأخصائي والعمل على التخلص منها لتقليل الألم، وحديثاً تم استخدام الأبر الجافة والتي تكون خالية من أي مواد كيميائية لتخترق جلد المريض وصولاً لتلك النقاط والعمل على إخمادها.

وتوجد أطوال مختلفة للأبر المُستخدمة ويتم تحديد الطول المناسب من قِبل الأخصائي وفقاً للعضلة المستهدفة وحجم المريض.

يُرافق هذه العملية ألمٌ يختلفُ حدّته بين المرضى، وقد يستمر لمدة 24 ساعة ولكن يُمكن تقليله باستخدام الكمادات الباردة. ولهذه الطريقة أثرٌ فوري في تخفيف الشدّ في العضلات وقد يُصاحبه خمولٌ عام أو الرغبة في النوم.

العديد من الدراسات قد أُعدّت لتبيان فائدة الأبر الجافة في علاج آلام الرقبة والكتفين، نذكر منها دراسة حديثة أُعدّت في أسبانيا في العام 2014م ، حيث تم اختيار 45 شخصاً من موظفي المكاتب وممن يُعانون من آلام الرقبة والكتفين، وتم تصنيفهم لمجموعتين الأولى تلّقت الأبر الجافة بالإضافة لتمارين الاستطالة لهذه العضلات، بينما المجموعة الثانية اقتصرت على تمارين الاستطالة فقط ولمدة 15 يوماً.

وكانت نتيجة هذه الدراسة أن المجموعة الأولى تحسّنت بشكلٍ أفضل عن الثانية ، فمستوى الألم قد انخفض، والمدى الحركي للرقبة قد تحسّن وكذلك قوة العضلات كانت أفضل منها عن المجموعة الثانية.

ومن الجدير بالذكر أن للأبر الجافة استخداماتٌ متعددة لا تقتصر على ترخية العضلات فقط، فهي تساعد على تقليل الانتفاخ في المفاصل كذلك وتعمد إلى زيادة الدورة الدموية في المنطقة.

ولكن لا بدّ أن نُنبّه على ضرورة اللجوء لمتخصص في العلاج بالأبر الجافة وليس كما الشائع في بعض أماكن المساج وذلك لافتقارهم للخلفية العلمية والتي قد تُلحق الأذى بالمريض أو تؤدي لتفاقم مشكلته.

الاخصائية فاطمة المرزوق: مدير مركز علاج للعلاج الطبيعي
الاخصائية فاطمة المرزوق: مدير مركز علاج للعلاج الطبيعي

العدد 5315 - الأحد 26 مارس 2017م الموافق 27 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً