العدد 5315 - الأحد 26 مارس 2017م الموافق 27 جمادى الآخرة 1438هـ

قفزنا على الخجل من الضعف الجنسي

الأمراض المزمنة تضر بالصحة الجنسية .. د. وليد:

د. وليد علي
د. وليد علي

الحديث عنه سابقاً يتم همساً، ولمزاً، ولا زالت النكت الطريق الأكثر سهولة للتعبير عنه لغياب الجرأة لدى الأشخاص والمؤسسات التربوية والصحية في تعليم ثقافة جنسية سليمة وعلى أسس علمية بسبب اعتقاد الكثير أنها تعني العلاقة الجنسية.

الرزوح تحت هذه القيود ظل لفترة ليست بالقصيرة يحاصر المجتمعات المسلمة والعربية التي ترى في تعلم الثقافة الجنسية أو الحديث عن الجنس عيباً وفي مستويات أعلى حراماً، لكن عصر الاتصال فتح العديد من القنوات في فضاءات مفتوحة تنقل المعرفة بصور متعددة.

استشاري أمراض المسالك البولية د. وليد علي يرى في قنوات المعرفة التي مكنت الناس من التعرف على الثقافة الجنسية بمفهومها الصحيح تحمل بعدين الأول جيد من حيث نشر الثقافة، والثاني سلبي لأن بعض هذه القنوات لا يستند على أسس صحيحة أو تكون معلوماته دقيقة.

د. وليد أكد في لقاء مع «الوسط الطبي» أن المجتمع في البحرين قفز على الخجل وأصبح يلجأ للأطباء في معالجة أمراض جنسية أو أعراض الضعف الجنسي. وقال في تفاصيل اللقاء التالي أن علاج الضعف الجنسي متوافر ويحتاج لصبر وتقبل للبرامج العلاجية.

ما هو تعريف الضعف الجنسي عند الرجل طبياً؟

الضعف الجنسي ببساطة يمكن أن نعرفه بأنه عدم حصول الانتصاب الكافي لدى الرجل لممارسة العلاقة الجنسية، إما في بداية العلاقة، أو أثنائها. ويحصل عن ذلك عدم الرضى عن العلاقة.

وأود أن أشير إلى أن ضعف الرغبة الجنسية جزء من الضعف الجنسي.

ما هي مسبباته؟

نقسم مسببات الضعف الجنسي لقسمين الأول عضوي، والثاني نفسي.

في السباق كان الاعتقاد السائد أن الأسباب النفسية تحتل 90 % من مسببات المرض، ولكن حالياً أثبتت النتائج أن 80–90 % من مسببات الضعف الجنسي عضوية، والنفسية تتسبب بـ 10 %.

الأسباب العضوية كثيرة ومنها الأمراض المزمنة كأمراض القلب، وضغط الدم، وتصلب الشرايين، والفشل الكلوي. أو حدوث مشاكل في الدورة الدموية، واختلال نسب الكوليسترول في الدم، أو نقص بعض الهرمونات.

إضافة لتعاطي بعض الأدوية، وكذلك الإكثار من التدخين وشرب الكحول، ويؤثر الإرهاق الجسدي في الأداء الجنسي للرجل. هذا فيما يتعلق بالأسباب العضوية.

ماذا عن الأسباب النفسية؟

هناك الكثير منها أيضاً، وأبرزها القلق والتوتر اللذان يقللان من الاستعداد للممارسة الجنسية. ويمكن إضافة الخوف أيضاً من الفشل في ممارسة علاقة جنسية ناجحة وهذه الحالات تعتري حديثي الزواج بشكل كبير، وقد تمتد من فترة مؤقتة لفترات أطول بسبب شبح الخوف الذي يسيطر على الشخص.

ماذا عن الثقافة الجنسية؛ هل تعتقد أن الجهل بها ينعكس سلباً على الصحة الجنسية؟

طبعاً، الجهل بالثقافة الجنسية التي يُعتقد في مجتمعاتنا أنها تنحصر في الممارسة الجنسية، وهذا غير صحيح لأن الثقافة الجنسية أوسع من ذلك بكثير وترتبط بالصحة العامة التي تؤثر على الصحة الجنسية للفرد إيجابياً وسلباً.

الآن هناك الكثير من القنوات التي يلجأ إليها الأفراد للتعرف على الثقافة الجنسية من كتب ومنصات إلكترونية متعددة، وهنا أدعو للتأكد من موثوقية هذه المواقع ودقة معلوماتها.

هناك حالة من الهلع تعتري الكثير عند الحديث عن الضعف الجنسي، لأنه قد يكون دائم أو صعب العلاج. فهل هذا صحيح؟

العلاج قد يطول أو يقصر وفقاً لمسبب المرض، والحالة الصحية العامة للمصاب أيضاً. وأود أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى أن علاج الضعف الجنسي موجود ومتوفر ويحتاج للصبر والتقبل للبرامج العلاجية المطروحة، لأني كطبيب لن ألجأ لخيار الجراحة على سبيل المثال لمريض يمكن أن يعالج بالأدوية لأنه يريد أن يشفى بسرعة.

ما هي البرامج العلاجية المتوافرة لتلك الأمراض؟

هناك ثلاثة مستويات علاجية تطرح مع الاهتمام بمعالجة المسببات كالأمراض المزمنة وغيرها. المستوى الأول عن طريق الأدوية المتعددة والتي منها ما يوزان الاختلال الهرموني، والثاني الحقن الموضعية في الأعضاء التناسلية التي تساعد في حل مشاكل الدورة الدموية، والثالث العمليات الجراحية التي تساهم في تنشيط الدورة الدموية أو تركيب الأجهزة التعويضية التي تساعد في الانتصاب.

قد يعيق العلاج الصحة العامة للمريض من قبيل أن حالته الصحية لا تتحمل المخدر لإجراء العملية على سبيل المثال لا الحصر.

يعرض الكثير (هنا وهناك) عن عشبة، مكمل غذائي، دواء من غير وصفة، جهاز، نصائح لعلاج أو تقوية، أو إطالة المتعة الجنسية وغيرها.

كيف تقيم هذه الحالة؟ وما هو تقيمكم لتجاوب الناس مع الكم الهائل من هذه الرسائل؟

هناك مفارقة في هذا الموضوع فهناك فئة تلجأ لأدوية عشبية على اعتبار أن مكوناتها طبيعية ولن تسبب بأي مضرة. والحقيقة أن الخلطات المعروضة يضاف لها مواد كيماوية وليست ذات مكونات طبيعية خالصة، وأغلبها إن لم يكن كلها لم يثبت علمياً مقدرتها على العلاج.

كطبيب لا أستطيع تقديم أي علاج لم يثبت صحتها علمياً وغير معتمد.ومسجل في الهيئات الطبية المعترف بها. هنا أكرر أن العلاج يحتاج لصبر وتقبل وثقة في الطبيب الذي يبحث عن الأفضل لمريضه.

ما هي رسالتك للمجتمع الذي يعتبر الحديث عن الضعف الجنسي أو اللجوء للمختص لعلاجه عيباً، ومخجلاً، وخدشاً في الرجولة؟

الحمد لله، اختفت هذه الأفكار وأحتل مكانها ثقافة عالية تلمستها من خلال المراجعين.

هل من كلمة أخيرة؟

رسالتي للجميع راجعوا الطبيب المختص للتعرف على حالتك الصحية، ولا تنجروا وراء الإعلانات التجارية.

العدد 5315 - الأحد 26 مارس 2017م الموافق 27 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً