العدد 5315 - الأحد 26 مارس 2017م الموافق 27 جمادى الآخرة 1438هـ

حساسية الجلد (الأكزيما) عند الأطفال بين أطباء الأطفال و الجلدية

حساسية الجلد أو “الأكزيما التأتبية” (Atopic Dermatitis) من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال وأهم أعراضها احمرار الجلد والشعور بالرغبة في الحكة وقد تظهر هذه الأعراض مبكراً في أول شهرين من العمر أو قد يتأخر ظهورها أحيانا إلى السنة الثانية من العمر وتختلف من طفل لآخر من حيث شدة أعراضها، وغالباً يصاحب حساسية الجلد أعراض أخرى مثل حساسية الجهاز التنفسي كالربو القصبي أو حساسية الأنف والعين كذلك. جلد الطفل المصاب بالحساسية يكون جافاً وسريع التهيج ويشعر الطفل بالحكة وقد يكون الجلد ظاهرياً سليماً لفترة وتكون الأعراض في حالة ركود قد يحدث بعدها حالة من اشتداد المرض وإعادة ظهور الأعراض مرة ثانية.

تلعب العوامل الوراثية دوراً أساسياً في أمراض الحساسية وغالباً ما يكون أكثر من فرد في العائلة مصاب بنوع من أنواع الحساسية مثل الربو أو حساسية الأنف والعين حيث يرث الطفل الاستعداد للحساسية ولكن قد تختلف الأعراض وشدتها وكذلك الأماكن التي تتأثر بالحساسية.الأسباب الأخرى كثيرة ومتعددة وقد تكون سبب رئيسي للحساسية أو تزيد من حالات التهيج في الجلد عند التعرض لها ومن هذه الأسباب التي قد تسبب حساسية الغذاء مثل الحليب الصناعي المستخلص من حليب البقر وبعض الأغذية مثل البيض والقمح. كما أن حساسية الجلد قد تحدث نتيجة التعرض لبعض العوامل الخارجية مثل الأتربة، وعثة الفراش، وحبوب اللقاح، أو بسبب الاحتكاك بالحيوانات الأليفة في البيت وكل هذه العوامل قد تسبب الحساسية أو تهيج الجلد أما عن طريق استنشاقها أو عن طريق الملامسة.

ظهور الأعراض قد تبدأ مبكراً وتظهر على هيئة احمرار وطفح جلدي على الخدين في أول شهرين من عمر الطفل أو على هيئة جفاف في بشرة الجلد ومن هنا يبدأ الأهل بالبحث عن تشخيص وعلاج لحالة الطفل خصوصاً أن الأعراض تجعل الطفل منزعجاً، وقد يؤثر على ساعات نومه وبالتالي يكون لها تأثير في نمو وتطور الطفل، من الممكن انتشار البقع والاحمرار في مناطق أخرى من الجسم ولكن يجب تمييز هذا النوع من الحساسية عن الطفح في منطقة الحفاض حيث يكون هذا الطفح لأسباب أخرى. عادةً ما يتوجه الأهل في بداية الأمر إلى طبيب الأطفال بحثا عن الحلول المناسبة للتخلص من المشكلة وفي كثير من الأحيان يسأل الأهل طبيب الأطفال في ما إذا كانت حالة الطفل تستوجب عرضه على طبيب الأمراض الجلدية. وتعد هذه نقطة مفصلية في العلاج حيث من الضروري معرفة الحالة التي يجب احالتها لطبيب الأمراض الجلدية.

المبادرة في العلاج عبر القنوات الصحيحة المشتركة بين طبيب الأطفال وطبيب الأمراض الجلدية يساهم في الحد من المضاعفات التي قد تصاحب مرض حساسية الجلد مثل التهابات الجلد البكتيرية أو الفيروسية كما أن مضاعفاتها تؤثر على نفسية الطفل وقد تسبب اضطرابات عند الأطفال بسبب قلة النوم نتيجة الحكة المفرطة وتهيج الجلد أو بسبب الاستياء من شكل البشرة والجلد. ويحتاج علاج هذه الحالات إلى تعاون مشترك بين طبيب أمراض الأطفال وطبيب الأمراض الجلدية لإيجاد العلاج والحلول المناسبة.

وبالرغم من أن الحساسية التأتبية غير قابلة للشفاء النهائي ولكن هناك عدة طرق للعلاج وتختلف من مريض لآخر حسب شدة المرض ومناطق الإصابة؛ بل تختلف بين فترة وأخرى عند نفس المريض ولكن أهم طرق العلاج تكمن في العناية الشخصية للبشرة والجلد خصوصا أن المصابين بالحساسية غالباً يكون الجلد في حالة جفاف مما يثير الشعور بالرغبة إلى حك المنطقة المصابة وهذا يسبب خدش للجلد وتهيج البشرة وزيادة الحبوب الحمراء لذلك ينصح الأطباء باستخدام نوعيات معينة من صابون الاستحمام واستخدام الزيوت المرطبة وفي حالات التهيج والإصابة قد يلجأ الطبيب لوصف الكريمات العلاجية وعلاجات المضادة للحساسية ولكن يبقى الأهم من العلاجت هو الابتعاد عن المسببات قدر الإمكان خصوصاً ما يتعلق بالبيئة المحيطة بالطفل. يبقى موضوع علاج حساسية الأطفال مشترك بين طبيب الأطفال وطبيب الأمراض الجلدية وتعاونهما معاً مهم لعلاج الحالات الشديدة خصوصاً بما له من فائدة كبيرة للطفل وسرعة شفاءه وتعافيه وقدرته على ممارسة حياته بصورة طبيعية.

العدد 5315 - الأحد 26 مارس 2017م الموافق 27 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً