العدد 5315 - الأحد 26 مارس 2017م الموافق 27 جمادى الآخرة 1438هـ

الكبتاجون .. المرغوب لدى الشباب المهووس

بروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر
بروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر

الكبتاجون من العقاقير المصنعة المعروفه باسم الأمفيتامينات ولها صلة كيميائيه مع الناقلات العصبية في جسم الإنسان مثل الدوبامين والأدرينالين، ويحتوى على مزيج من عقارين الثيوفيلين والأمفيتامين وكان يوصف لعلاج النوم القهري والاكتئاب ولعلاج الأطفال ذو الحركة المفرطة وفي حالات مشاكل النوم. ولكن بسبب تفوق خصائصه الإدمانية على الفوائد الطبية وإساءة استخدامه من بعض الشباب أعتبر منذ عام 1986 في معظم البلدان من المنشطات المحظورة بعد أن صنف من قبل منظمة الصحة العالمية ضمن المخدرات. إلا أنه لا زال يتم التعاطى به في عدة بلدان وهو الأكثر طلباً بين المدمنين في دول الخليج والشرق الأوسط بسبب سهولة تصنيعه ورخص تكلفته.

تشير الاحصائيات أن في عام 2015 شهد استخدام 247 مليون شخص المخدرات منهم 29 مليون يعانون من مشاكل الإدمان الصحية بينما فقط واحد من كل 6 كان يخضع للعلاج العلاج. وفي 2014 تسببت المخدرات في ربع مليون وفاة في الفئة العمرية بين 15- 64 عاماً. والدراسات في السعودية بينت أن 65 ٪ من المرضى النفسيين الشباب في مستشفيات الأمل هم من مستهلكي الكبتاجون.

إن من أهم أسباب تعاطى الشباب للكبتاجون هو الفراغ وخصوصاً لدى الأثرياء منهم كما يستخدمه الطلبة ليبقوا مستيقظيين للمذاكرة خلال فترة الامتحانات وكذلك الشابات لإنقاص الوزن والإرهابيين للصمود في القتال. لقد وصف المستخدمون شعورهم كالتالي: “كأني أمتلك العالم” و “لدي سلطة ليست لدى أحد” وكذلك “أنه شعور رائع حقاً” وأيضاً “لا خوف لدّي بعد الآن منذ استخدامي للكبتاجون”.

ويطلق عليه الشباب مسميات عديدة مثلاً “القضووم، كبتي، الطيب، الأبيض، الشبح، صرخة نداء، النووي، البنفسجي، اللوزي، الفلوجة”. واستخدام الكنية مثل “أبو ماجد، أبو عبد الله”. والمستخدم يطلق علية: “معطيها، مقضم، المحبب، أو الملجلج”.

وللكبتاجون مضار اقتصادية فمتوسط استخدام الشباب منه هو 20 حبة يومياً بأدنى تكلف 500 دينار في الشهر. كما أن له مضار صحية متعددة ففي الجرعات الصغيرة والمتوسطة ترتفع درجة حرارة الجسم وتزداد ضربات القلب والتنفس ويرتفع ضغط الدم وعلى المدى الطويل يؤدي لإحتشاء عضلات القلب وانسداد أوردة الشبكية ويتسبب بآلام في المعدة والغثيان والقيء والإسهال أو الإمساك وسوء التغذية وانعدام الشهية وفقدان الوزن وجفاف الفم والصداع والدوخة والعجز الجنسي وألم في العضلات ومن الممكن أن يؤثر على النمو في الأطفال.

إضافة إلى الاعتياد علية فإنه يؤثر على السلوك العام مؤدياً إلى تغيرات في المزاج والغضب وسرعة الانفعال والتحول لشخصية عدوانية. وأما تأثيره على الحالة النفسية فإنه يتسبب في الاكتئاب والخمول والحرمان من النوم والإرتباك وتوارد الأفكار السلبية وجنون العظمة والهلوسة برؤية وسماع أشياء خيالية.

وبالتإلى نجد أن هذه الحبوب تشكل خطراً كبيراً على الشباب والبنية الاجتماعية للمجتمع بشكل عام.

العدد 5315 - الأحد 26 مارس 2017م الموافق 27 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً