العدد 5320 - الجمعة 31 مارس 2017م الموافق 03 رجب 1438هـ

عيون وآذان الإعلام الاجتماعي

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

في عامه السادس في البحرين، وبعد أن أرسى دعائم قوية ورسَّخ منهج عمل مؤسسي بمعية أعضائه وشركائه، ورسم خطوطا عريضة لأجندة دورية فاعلة من المؤتمرات والبرامج وورش العمل، بدأ النادي العالمي للإعلام الاجتماعي مؤخرا بالتوسع خارج البحرين بغرض التعريف بالتجربة البحرينية في مجال الإعلام الاجتماعي إقليميا من جهة، والاستفادة من التجارب الخارجية وجلبها وتوطينها في البحرين من جهة أخرى.

هذا الأمر ليس وليد اللحظة، فقد دأبت كرئيس للنادي على المشاركة في فعاليات ومؤتمرات وورش عمل أقيمت خلال السنوات السابقة في الإمارات والسعودية والكويت وعمان وقطر والأردن وحتى الهند وغيرها، ولكن جديدنا هذا العام هو تشكيل فريق متكامل من النادي يتولى هذه المهمة بشكل منظم ومنتظم، بحيث نشارك كوفد في الفعاليات الخارجية، ونستقبل ضيوفنا من خبراء واخصائي الإعلام الاجتماعي كوفد أيضا.

كما أن الجديد هو مبادرة النادي إلى وضع أجندة بمعظم الفعاليات من مؤتمرات وندوات إقليمية ذات صلة بالإعلام الاجتماعي، واختيار المناسب منها، والتخاطب مع القائمين عليها بشكل رسمي في إطار من العمل المنظم، وبما يعود بالفائدة على واقع الإعلام الاجتماعي في البحرين وفي المنطقة، وعلى أعضاء النادي أيضا الذين ستتاح أمامهم فرصة المشاركات الخارجية.

أكتب وفي ذهني زيارة نظمها وفد من النادي العالمي للإعلام الاجتماعي إلى مدينة الجبيل في المملكة العربية السعودية بناء على دعوة كريمة من رابطة الجبيل في فرع الخليج بالجمعية الدولية للعلاقات العامة برئاسة الأخ فيصل الظفيري، وهناك لم يكن أمامنا سوى إبداء مشاعر الإعجاب الشديد بما تشهده مدينة الجبيل من نهضة ليس صناعية فقط، وإنما نهضة تنموية على مختلف الأصعدة، والإشادة بجهود الهيئة الملكية للجبيل وينبع في هذا الإطار.

أسجل سريعا نيابة عن وفد النادي وأصالة عن نفسي امتناني وتقديري لحفاوة الاستقبال الذي أحاطنا به مستضيفونا الأكارم، وأسجل أيضا ندمي على تأخري بتلبية دعوتهم لأكثر من ثمانية أشهر.

وانتقل لأحاديث «الإعلام الاجتماعي» التي سادت خلال لقاء مثمر ناقش شئون وشجون الإعلام الاجتماعي، وكيف يمكن استثماره في خدمة الصناعة والمدن الصناعية، وتسخيره لإدارة الأزمات، وإمكانية الاستفادة من تجربة النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في هذا الشأن.

وأخص بالذكر ما رواه لنا الأخوة هناك حول انتباههم إلى حسابات على الإعلام الاجتماعي كانت تشتكي لفترة طويلة من رائحة غير مستحبة في أحد شوارع مدينة الجبيل، وكيف أن السكان والمارة في هذا الشارع باتوا عاجزين عن التعايش مع هذه الروائح الناجمة عن مصانع البتروكيماويات بحسب اعتقادهم.

فما كان من المعنيين الرسميين هناك إلا أن عاينوا الشارع المذكور بأنفسهم، مستغربين انتشار الروائح المزعجة رغم اتباع المصانع هناك أعلى معايير السلامة العالمية في مجال البيئة ونقاوة الهواء، فماذا كانت النتيجة؟ لقد اكشتفوا أن سبب تلك الروائح هو الصرف الصحي وليس عوادم المصانع! وبعلاج المشكلة، تحول أصحاب الشكاوى على «تويتر» من النقد إلى الثناء.

لقد منحت مواقع الإعلام الاجتماعي القائمين على الدعاية والتسويق للمؤسسات إمكانات هائلة في الوصول إلى شرائح الجمهور والتأثير على الاتجاهات وخلق السمعة، وخاصة أن الإعلان عبر «فيسبوك» مثلا يتيح لك تحديد الشريحة التي تريد الوصول لها بالضبط لناحية عمرها وجنسها ومناطق سكنها بل وحتى اهتماماتها.

لكن تلك المواقع خلقت بالمقابل واقعا جديدا تسوده ما يمكن تسميته فوضى المعلومات والشائعات، وعدم القدرة على التأكد من المصداقية، وإمكانية الانجرار خلف الدعايات الزائفة، وإمكانية إقدام مستخدم أو مجموعة مستخدمين على استهداف سمعة شخص أو مؤسسة أو حتى دولة عبر ما يسمى بالبروباغاندا الإعلامية غير النزيهة.

زيارتنا لمدينة الجبيل كانت فرصة كبيرة لنا لمعاينة احتياجات الناس والمسئولين من مواقع الإعلام الاجتماعي عن كثب، والتعرف على تجاربهم وتعريفهم بتجاربنا، وبتنا بعدها أكثر قناعة أنه مهما فتحت أمامنا مواقع الإعلام الاجتماعي من نوافذ على عوالم بعيدة، يبقى اللقاء الشخصي أكثر حميمية وفائدة ورسوخا في الذاكرة.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 5320 - الجمعة 31 مارس 2017م الموافق 03 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:18 م

      الله يحييكم ياأخي علي وازددنا شرف بزيارتكم الكريمة لمدينتكم الجبيل الصناعية

اقرأ ايضاً