العدد 5321 - السبت 01 أبريل 2017م الموافق 04 رجب 1438هـ

فنزويلا تسعى لتهدئة احتجاجات مع عدول المحكمة عن قرار إلغاء الكونجرس

تراجعت المحكمة العليا الموالية للحكومة في فنزويلا السبت (1 أبريل/ نيسان 2017) عن قرار مثير للجدل بإلغاء الكونجرس الذي تقوده المعارضة وسط إدانة دولية واحتجاجات ضد الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو.

وبدا أن الضغط الذي لم يسبق له مثيل من دول أخرى في أميركا اللاتينية ومعارضة من داخل المحكمة ذاتها كانت الدافع وراء العدول عن القرار.

وقال مادورو بعد منتصف الليل أمام لجنة أمنية عقدت خصيصا وأمرت المحكمة بإعادة النظر في قرارها إن "هذا الجدل انتهى".

وقالت الحكومة إن المحكمة العليا ألغت رسميا حكميها المثيرين للجدال هذا الصباح وإن رئيسها مايكل مورينو سيوجه كلمة للشعب في وقت لاحق.

وفيما سعى مادورو (54 عاما) لتصوير تلك التطورات بوصفها انجازا من رجال الدولة ممن توسطوا لحل صراع على السلطة التي تقل عن منصبه قال خصومه إنها خطوة تراجع تتسم بالرياء من حكومة لا تتمتع بالشعبية بعد أن بالغت في استخدام سلطاتها.

وقال خوليو بورجيس زعيم الجمعية الوطنية "لا تستطيع أن تتظاهر بأنك دفعت الأمور في البلاد للاستقرار بعد أن تنفذ ’انقلابا’". وكان قد مزق قراري المحكمة الأسبوع الماضي علنا ورفض حضور اجتماع اللجنة الأمنية التي تضم كل رؤساء المؤسسات الكبرى.

وكانت المحكمة العليا قالت يوم الأربعاء إنها ستضطلع بدور الكونجرس الذي تقوده المعارضة لأن السلطة التشريعية "في موقف ازدراء" للقانون. وألغت معظم قرارات الجمعية الوطنية منذ أن فازت المعارضة بالأغلبية في 2015.

وأثار قرارا المحكمة حماس ائتلاف المعارضة الذي كان منقسما ومنخفض المعنويات وأثار كذلك موجة إدانة وقلق امتدت من الولايات المتحدة ومنظمة الدول الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى أغلب دول أمريكا الجنوبية الكبرى.

وقد ينزع عدول المحكمة عن قرارها فتيل المظاهرات لكن معارضي مادورو في الداخل والخارج سيسعون للحفاظ على الضغوط التي يمارسونها عليه.

وعقدت الجمعية الوطنية اليوم السبت جلسة في الهواء الطلق في كراكاس وانضم إليها مئات من مؤيدي المعارضة.

وخرج مئات من أنصار المعارضة في مسيرة في كراكاس السبت. وفرقت الشرطة بعضهم بالغاز المسيل للدموع بعد أن أيدهم سكان بالطرق على الأواني.

وقال أحد المعارضين وهو عضو بالبرلمان إن الشرطة هاجمته ثلاث مرات باستخدام رذاذ الفلفل. وقال ميجيل بيسارو المنتمي لحزب العدالة أولا "لم يوقفنا عنفهم."

وفي غرب سان كريستوبال أحد مراكز دعم المعارضة خرج نحو 80 شخصا في مسيرة بصافرات ولافتات كتب عليها "تسقط الدكتاتورية."

وقالت ليبيا زامبرانو (77 عاما) "إن المحكمة العليا يديرها حمقى. ما فعلوه كان جريمة لا مبرر لها والآن يتنصل نيكولاس مادورو من التزامه مثل طفل."

واجتمعت مجموعة ميركوسور الاقتصادية لدول أمريكا اللاتينية اليوم السبت في الأرجنتين حيث عبر أعضاء عن عدم رضاهم عن الأحداث في فنزويلا.

كما حث لويس ألماجرو رئيس منظمة الدول الأمريكية على إيقاف عضوية فنزويلا من المنظمة المؤلفة من 34 دولة والتي أعلنت عقد اجتماع غير عادي يوم الاثنين لبحث أمر فنزويلا.

 مادورو ينتقد بقسوة "الإعدام"

 ويتهم مادورو واشنطن بقيادة مساعي للإطاحة به ضمن هجوم أوسع على اليساريين في أميركا اللاتينية.

وقال مادورو إنه تعرض هذا الأسبوع "لإعدام سياسي وإعلامي ودبلوماسي".

وفي استعراض نادر للمعارضة من مسؤول كبير وبخت النائبة العامة في فنزويلا لويزا أورتيجا، وهي حليفة منذ فترة طويلة لمادورو، المحكمة أمس الجمعة.

وقالت أورتيجا (59 عاما) في كلمة بثها التلفزيون عن القرار "إنه تمزيق للنظام الدستوري... من واجبي أن أبدي قلقي الشديد على البلاد".

وكان مادورو (54 عاما) وهو سائق حافلة سابق فاز بالرئاسة بفارق بسيط في عام 2013.

وتراجعت شعبيته مع دخول فنزويلا العام الرابع من الركود وندرة الطعام والدواء وما يعتقد أنها رابع أعلى نسبة تضخم في العالم.

ويلقي منتقدون باللوم في ذلك على نظام اشتراكي فاشل في حين تقول الحكومة إن أعداءها يشنون "حربا اقتصادية". وتفاقمت الأزمة جراء تراجع أسعار النفط منذ منتصف 2014.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً