اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء (5 أبريل/ نيسان 2017) حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بأنها "تجاوزت خطا أحمر" بشن هجوم بغاز سام على مدنيين لكنه أحجم عن توضيح ما إذا كانت حكومته سترد أو كيف سيكون الرد.

وفي أول تعليقات مسهبة بشأن هذه المسألة أقر ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع العاهل الأردني الملك عبد الله بأنه الآن يضطلع بالمسؤولية عن السياسة الأميركية بشأن سوريا وأن آراءه في الأسد تغيرت.

ووصف ترامب الهجوم الذي شن يوم الثلثاء في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا بأنه إهانة للبشرية. وقال "بالنسبة لي فإنه تجاوز الكثير من الخطوط... إنه تجاوز خطوطا كثيرة جدا وراء خط أحمر".

وألقت دول غربية، من بينها الولايات المتحدة، بالمسؤولية على قوات حكومة الأسد في أسوأ هجوم كيماوي في سوريا في أكثر من أربعة أعوام. ونفى الجيش السوري المسؤولية عن الهجوم الذي أودى بحياة 70 شخصا على الأقل من بينهم أطفال كثيرون.

ولم يشر ترامب إلى روسيا التي أكدت الأربعاء أن مقاتلين من المعارضة السورية المسلحة هم المسؤولون عن الهجوم بالغاز وهو اتهام رفضه مسؤولون أميركيون. وروسيا داعم عسكري رئيسي للأسد في الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا منذ ست سنوات.

وينتقد ترامب، وهو جمهوري، سلفه الديمقراطي باراك أوباما بسبب عدم تنفيذ تهديده بالتدخل إذا استخدمت أسلحة كيماوية في سوريا. وقال اليوم إن أوباما أهدر "فرصة هائلة" لحل الأزمة بفشله في الدفاع عن "خطه الأحمر".

وقال "أعتقد أن ذلك أعادنا إلى الوراء إلى مدى بعيد ليس فقط في سوريا بل في مناطق كثيرة أخرى من العالم لأنه كان تهديدا أجوف... إنها الآن مسؤوليتي. كانت فرصة هائلة جرى التفريط فيها".

وسئل ترامب أثناء اجتماع في المكتب البيضاوي في وقت سابق اليوم مع العاهل الأردني عما إذا كان يصوغ سياسة جديدة تجاه سوريا فقال للصحفيين "سوف ترون".

وجاءت تعليقاته بعد أيام قليلة من بيانات أميركية تشير إلى تركيز على هزيمة متشددي تنظيم داعش بدلا من الإطاحة بالأسد.

وقال الملك عبد الله إنه يعتقد أن ترامب سيكون بمقدوره المساعدة في تحسين الوضع في سوريا.

وأضاف قائلا "هذا برهان آخر على فشل الدبلوماسية الدولية في إيجاد الحلول لهذه الأزمة لكنني أعتقد أنه تحت قيادتكم سيكون بمقدورنا حلحلة هذا الوضع المعقد جدا".