العدد 5325 - الأربعاء 05 أبريل 2017م الموافق 08 رجب 1438هـ

مختارات من قصص الأمل لصناع الأمل في العالم العربي

الوسط - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

منذ إطلاقها مطلع الشهر الجاري، نجحت مبادرة "صناع الأمل"، التي تندرج ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي. حتى اليوم، تلقت مبادرة "صناع الأمل" أكثر من 50 ألف قصة أمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشاريع ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم.

سعياً لمشاركة الناس هذه القصص كي تكون مصدر إلهام للآخرين الذين يتطلعون إلى تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل، نستعرض بعض قصص صناع الأمل التي تفتح نافذة أمل وتفاؤل وإيجابية في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج.


القصة الأولى:
تحت شعار قطر تستحق الأفضل من أبنائها
مبادرة "أبناء قطر" الشبابية تكرس مفهوم العمل التطوعي لتنمية المجتمع

يرى إبراهيم علي الشاب القطري الذي لم يكمل بعد عقده الثالث نفسه وهو يسهم في كل مرة مع مجموعة من الشباب في خدمة مجتمعه، فقد أطلق مع مجموعة من المتطوعين مبادرة "أبناء قطر" الشبابية التي بدأت باسم "مؤسسة سواعد شباب" في نهاية العام الماضي 2016 كمبادرة شبابية تعنى بشؤون الشباب كهدف رئيسي وباقي فئات المجتمع على نحو أوسع.

ومن الأهداف الرئيسية للمبادرة استغلال أوقات الفراغ لدى الشباب والاستفادة بتقديم الخدمات التطوعية لتنمية المجتمع القطري وجميع فئاته، إلى جانب تنمية المهارات والقدرات لدى المتطوعين الشباب وتفعيل دورهم في مسيرة التنمية التي تشهدها دولة قطر.


ومنذ إطلاقها نفذت مبادرة "أبناء قطر" مجموعة من الفعاليات المتميزة ومنها التوعية بمجموعة من القضايا المحورية عبر عدد من الأفلام القصيرة التوعوية، إلى جانب الاهتمام بالجيل الصاعد من الأطفال من خلال تنفيذ مسرح الطفل، كما نفذت المبادرة عدداً من الورش التدريبية المتخصصة في بعض المجالات التي تهم الشباب، وتنفيذ عدد من الحملات البيئية التي تسهم بتعزيز مفهوم الاستدامة في المجتمع القطري.

يعتبر العمل التطوعي أحد السمات التي تميز الشباب الواعي الذي يضع مصلحة وطنه ومجتمعه في مقدمة أولوياته واهتماماته. فالوقت الذي يبذله الشباب في خدمة المجتمع دون مقابل مادي أو عيني يهذب الأخلاق ويسمو بالعقول ويضع أصحابها في مقام مرموق يستحق الثناء والتقدير.

ومبادرة أبناء قطر الشبابية وتحت شعار "قطر تستحق الأفضل من أبنائها" ومع عمرها القصير إلا أنها وجدت أصداء واسعة من العديد من الشباب الطامح لرؤية بلاده ترتقي وأن يكون له دور فاعل في تنمية المجتمع من خلال أعمال تطوعية نوعية أكسبت المبادرة سمعة متميزة وصعدت بها إلى منصات التكريم. إن بلداً يؤمن شبابها بصناعة أمجادها هو بلد يتزين بالأمل في كافة أرجائه.

القصة الثانية:
درب أكثر من 6000 مسعف بشكل تطوعي
فهد فرحان شاب بحريني تبنى فلسفة الحياة وأنقذ أرواح العشرات من لاجئين ومهاجرين

فهد فرحان مسعف بحريني، بدأ مزاولة مهنته منذ العام 2008، وزاد على نبلها نبلاً بأن عمل في عديد من المناسبات كمسعف متطوع لا يسأل أجراً بل يسهم في إنقاذ حياة الناس مكتفياً بابتسامتهم وشكرهم على صنع لا يكفي فيه الثناء لمعادلة الكفة. فمهما وضعنا على الميزان سترجح دائماً كفة الحياة.

الشاب البحريني ساهم لاحقاً ببناء فريق تطوعي من المسعفين في العام 2012 حيث عملوا على تقديم دورات تدريبية في أصول الإسعافات الأولية ومنح المعرفة في مهنة شاقة لأكثر من 6000 متطوع أراد كل منهم أن يترك بصمة ناصعة في جبين الإنسانية. ولم يكتف فرحان بذلك بل شد رحال الأمل إلى شمال الأردن وتحديداً مخيم الزعتري للاجئين السوريين وعمل فيه لفترة كمدرب إسعاف لعدد من المسعفين لمساعدة اللاجئين من الأشقاء السوريين في لفتة إنسانية تحسب في رصيده الكبير.

الأردن لم تكن المحطة الوحيدة بل ارتحل إلى بعض دول البحر الأبيض المتوسط ليعمل على مدار شهرين في انقاذ المهاجرين الذين هربوا من محن الحياة في بلادهم ليجابهوا بحار المجهول. فكان سنداً لهم ينفخ في صدورهم إكسير الحياة بعد كابوس عاصف كادت فيه الأمواج المتلاطمة أن تفتك بحياتهم.

فهد فرحان لم يكتف بالبعد الإنساني في مسيرته المهنية القصيرة في عمرها العظيمة في منجزاتها، فأضاف إلى سيرته الذاتية مهمة إسعاف المشاركين في سباق الرجل الحديدي الذي أقيم في دبي، فالرياضيين في مثل هذه السباقات الصعبة يتعرضون في كثير من الأحيان إلى إصابات تستوجب التدخل السريع من أصحاب الاختصاص تجنباً لحدوث مضاعفات قد تنهي مسيرة تلك السباقات بفاجعة.

فهد يؤمن بأن مساعدة الناس تسهم في نشر البهجة في نفوس من يمتهنون الإسعاف كمهنة بل وكأسلوب حياة، كيف لا وهم ممن ينطبق عليهم قوله تعالى في إشارته للنفس البشرية: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً". لهؤلاء ترفع القبعات احتراماً، فهم من يعرفون قيمة الحياة أكثر من سواهم، وهم من يحترفون زراعة الأمل في قلوب وعقول البشر.

القصة الثالثة:
كرمته الحكومة الأميركية بزمالة مبادرة مانديلا واشنطن
هامزي عبدالله قائد شاب لم تثنه الإعاقة عن تحسين حياة أقرانه في ظل ظروف صعبة

هامزي إسماعيل عبدالله شاب صومالي صاحب رؤية تستهدف دمج ذوي الاحتياجات الخاص بالمجتمع وتمكينهم من تأدية دور أكثر فاعلية في بناء أوطانهم من خلال تمكينهم وتقديم الدعم اللازم لهم ليتجاوزوا محنة الإعاقة إلى آفاق النجاح والتميز. وجاء اهتمام هامزي بالعمل لصالح ذوي الإعاقة بعد حادث سيارة أصيب خلاله إصابة بليغة في النخاع الشوكي، مما جعله من مستخدمي الكرسي المتحركة.

العمل الإنساني دائماً ما يترك بصمة واضحة ليس فقط في المجتمع أو الأشخاص المستفيدين منه، بل يترك بصمة أخلاقية إيجابية في نفوس القائمين عليه ويرتقي بهم إلى مستويات رفيعة في عيون الناس وخصوصاً في تلك الدول التي تعاني نقص الموارد أو ضعف الإمكانيات.

اليوم يقضي هامزي جل وقته في تنفيذ مشاريع التنمية المجتمعية التي تستهدف تحديداً المعوقين في بلده الصومال، حيث انطلق في العام 2011 من هرجيسة عاصمة أرض الصومال ليؤسس منظمة رعاية ذوي الإعاقة (ديو) وهي منظمة محلية غير ربحية تعمل على تعزيز وتطوير التعليم والرعاية الصحية وتوفير فرص العمل للأشخاص ذوي الإعاقة في الصومال إلى جانب الدعوة لتمكينهم من المشاركة السياسية، وتحارب المنظمة أيضاً كافة أشكال التمييز ضد المعوقين.

ومنذ تفرغه لخدمة هذه الفئة من المجتمع نجح هامزي من خلال منظمته بتوفير العديد من الكراسي المتحركة المجانية للأشخاص المعوقين. واليوم تدير المنظمة التي يتولى فيها منصب المدير التنفيذي مركزاً للتدريب المهني لمساعدة المعوقين على اكتساب المهارات اللازمة لتمكينهم من أداء أعمال مختلفة وكسب رزقهم. كما تدير المنظمة مدرسة لتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. كما تقوم المنظمة وبشكل دوري بتنظيم فعاليات رياضية كسباقات الكراسي المتحركة، والأنشطة المتنوعة للأطفال المستخدمين للكراسي المتحركة.

في العام 2015، ونتيجة لجهوده المجتمعية المتميزة اختارته الحكومة الأمريكية لزمالة مبادرة مانديلا واشنطن للقادة الأفارقة الشباب في جامعة ديلاوير بالولايات المتحدة الأمريكية. وفي العام 2016، كرمته وزارة الخارجية البريطانية وشؤون الكومنولث بمنحة لدراسة الماجستير في جامعة بريستول بالمملكة المتحدة.

لعل البعض ينظر إلى المصيبة عندما تقع وكأنه حدث أشبه بنهاية العالم، ولكن ينظر البعض الآخر إلى الجانب المشرق دائماً فيحول الأزمات إلى نجاحات، ويترجم التحديات إلى حلول، ويجعل الأمل خارطة لحياة ملهمة ترتقي بالناس والمجتمعات. ولكم في قصة هامزي مثال وعبرة.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً