كانت المكالمة كالتالي:

‏- آلو، مرحبا أختي... ‏بغيت استفسر عن أسعار المركز لو سمحتي!

- مرحباً، إحنا للبحرينيين ثلاثة أيام لمدة ساعتين في اليوم (...) دينار وإذا خمسة أيام (...) دينار.

فأجبت: ما شاء الله، بس أسعاركم وايد غاليه.

فردت: إحنا ندفع رواتب الموظفين عالية جداً، وعلى فكرة الخليجيين ناخذ عليهم (...) دينار.

فأنهيت المكالمة، وكلي ألم قائلة: شكراً جزيلاً.

‏سبحان الله، أصبحت بعض المراكز لذوي الإعاقة وكأنها تجارة مربحة، إدفع وأنا أقبل ولدك، أنت متقاعد أنت هلكان من القروض، أنت عندك إلتزامات، أنت... المهم تدفع وأصبح الطفل المعاق وكأنه دمي للبيع للأسف.

‏وهنا نتساءل: وماذا لو كان هذا الأب عنده أكثر من طفل من ذوي الإعاقة؟ وماذا لو كان هذا الأب ليس لديه ما يكفيه ليأكل حتى نهاية الشهر؟

هل انتهت الرحمة من قلوب بعض مدراء مراكز ذوي الإعاقة الخاصة؟ هل أصبحوا بدون رقيب أو حسيب، كل من يضع رقماً ويزيد؟ أين المسئولون عنهم لمتابعتهم ومراقبة أسعارهم؟

إذا كانت بعض هذه المراكز قد أصبحت تجارية تضع الأسعار، ترفع الأسعار، وبلا خجل ولا رحمة، إذاً هنا يكمن مربط الفرس بإلزام هذه النوعية بوضع أسعار تكون في متناول المواطن البحريني الذي يجد نفسه في بعض الأحيان لا حول له ولا قوة.

ألا يمكن أن نستشعر التحدي والألم لمن هم من ذوي الإعاقة حتى نكون نحن البشر بدون رحمة بهم ولا بأهلهم. أعيدوا حساباتكم وانظروا لهؤلاء بنظرة الرحيم لا بنظرة التاجر. أعيدوا حساباتكم قبل أن تغلق مراكزكم من قبل المسئولين وجهات الرقابة الرسمية.

أطفالنا من ذوي الإعاقة هم أحبابنا بغض النظر عن طبيعة إعاقتهم، نيابة عنهم نقول: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».