العدد 5328 - السبت 08 أبريل 2017م الموافق 11 رجب 1438هـ

«تمكين»: 140 ألف بحريني و38 ألف مؤسسة استفادوا من الدعم خلال 10 سنوات

شركة تدقيق وحسابات تتابع عملنا... ومشروعنا لا يُكلف الدولة أي أعباء مادية

المدير التنفيذي لإدارة دعم العملاء يوسف علي خلال اللقاء
المدير التنفيذي لإدارة دعم العملاء يوسف علي خلال اللقاء

ماذا قدم مشروع صندوق العمل «تمكين» الذي قام مادياً على أكتاف القطاع التجاري من خلال اقتطاع «10 دنانير» لكل عامل أجنبي في أي مؤسسة تجارية بعد 10 سنوات من إنشائه.

كنت قد ذهبت إلى مكتب «تمكين» الذي يحتل الدور السابع عشر من مبنى غرفة تجارة وصناعة البحرين، لمقابلة المدير التنفيذي لإدارة دعم العملاء يوسف علي، لكي أتحدث معه حول هذا الموضوع المهم للقطاع الخاص، وفوجئت أثناء لقائي معه بالعدد الكبير من المشاريع الاقتصادية المتنوعة التي قامت «تمكين» بدعمها خلال 10 سنوات منذ تأسيسها، إلى جانب تنوعها وتلبيتها احتياجات القطاع الخاص بأسلوب علمي حديث.

وعلمت من مدير دعم العملاء يوسف علي، أن عدد الأشخاص الذين استفادوا من مشاريع هذا القطاع الاقتصادي الحيوي «تمكين» وصل إلى 140 ألف شخص خلال 10 سنوات، واستفادت 38 ألف مؤسسة بحرينية من هذا المشروع من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، إلى جانب الكثير من الشباب الراغبين في التعليم الجامعي في مختلف التخصصات التي يحتاجها المجتمع البحريني، وأن أهم ما يميز مشروع «تمكين» هو المرونة التي يتمتع بها في سد احتياجات المشاريع المختلفة بحسب تخصصها. وفيما يلي نص الحديث مع مدير دعم العملاء يوسف علي:

ما طبيعة مشروع تمكين؟

- مشروع تمكين لا يكلف الدولة أي أعباء مادية، إنما يدعمه القطاع الخاص الذي يستفيد منه في نفس الوقت، أي أنه مشروع يمول نفسه بنفسه وفرص الاستفادة منه مفتوحة للجميع، كما أنه من المشاريع النادرة في العالم حيث توجد مشاريع شبيهة به في سنغافورة وتايلند وأستراليا.

وإلى ماذا يهدف مشروع تمكين؟

- يهدف إلى أن يكون متاحاً للبحريني لأن يطور نفسه من خلال برامج عدة في مختلف التخصصات التي يحتاجها لكي ينافس الموظف الأجنبي في القطاع الخاص ليحل مكانه من أجل القضاء على البطالة لدى البحرينيين في القطاع الخاص.

وكذلك إلى مساندة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة سواء بالنسبة لتوفير القروض الميسرة لها لإنشائها أو توفير المعدات لها أو تدريب المسئولين عن المشروع وموظفيهم... وغير ذلك مما يحتاجه القطاع الخاص لكي يكون المحرك الأساسي للاقتصاد البحريني مستقبلاً.

هل يعني ذلك أن مشروع «تمكين» موجهٌ للأفراد لدراستهم وتطوير مستقبلهم ولأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة كلٌ بحسب اختصاصه وحاجته لبدء عمله أو تطويره؟

- نعم هذا هو الهدف، ويكون ذلك من خلال ما يقدمه المتخصصون في «تمكين» من حلول مبتكرة تدور حول تنمية الثروة البشرية وتمويل البرامج وتوفير المنح المقدمة للمؤسسات.

واليوم بعد 10 سنوات من تأسيس مشروع «تمكين»... ماهي نتائجه؟

- استطاع مشروع «تمكين» خلال 10 سنوات منذ تأسيسه أن يقدم 200 مبادرة للقطاع الخاص وقام بدعم 140 ألف مواطن و38 ألف مؤسسة حتى اليوم، 73 في المئة منها للأفراد، و27 في المئة منها للمؤسسات، ووصل متوسط النمو في عدد عملائه نحو 7 في المئة في السنة.

ما هي الحلول التي تقدمها «تمكين» لمن يتوجه إليها من الأفراد والمؤسسات؟

- نحن من خلال أعمالنا نوفر: المنح المالية، التسهيلات التمويلية، الخدمات الاستشارية لصاحب الطلب. أما الهدف منها فهو تطوير إنتاجية الأفراد والمؤسسات لكي يمكنها من أن تكون فريدة من نوعها وقادرة على المنافسة ليس فقط محلياً وإنما في على مستوى العالم. إن من صميم هدف جميع برامج مشروع «تمكين» أن تصل هذه الخدمات إلى جميع الأفراد والمؤسسات الاقتصادية في البحرين ليتحقق الازدهار الاقتصادي في البحرين.

ماذا نفذتم من مشاريع للوصول إلى جميع الأفراد والمؤسسات في البحرين؟

- تم إنشاء مراكز لخدمة العملاء، إلى جانب مركز اتصال ومنصة إلكترونية تتفاعل مع العملاء وبرامج مبتكرة لدعم كل عميل وضمان وصول الخدمات المطلوبة إليه.

ماذا عن المرأة هل تنال دعماً من «تمكين»؟

- بالطبع لقد حصلت المرأة على 50 في المئة من خدمات مشروع «تمكين»، وذلك من خلال تدريبهن ودعم أعمالهن التجارية من مال أو استشارة أو تدريب، على أساس أنها تشكل نصف المجتمع.

هل يمكن أن تعطي أمثلة لما يقدمه مشروع «تمكين» لأي شخص يطلب المساعدة ليبدأ عمله التجاري الخاص؟

- طبعاً، إذا أراد أي عميل أن يبدأ مثلاً بمشروع إقامة مغسلة أوتوماتيكية للسيارات كلفتها 10 آلاف دينار، فإن ما تفعله «تمكين» هو أن تقدم له 50 في المئة من كلفة الآلات وقرضا من البنوك التي نتعامل معها مثل بنك البحرين البحرين للتنمية الذي أسسته الحكومة تحت مظلة مصرف البحرين المركزي، لتقديم الإعانة المالية للقطاع الخاص وأهدافة قريبة من أهداف مشروع «تمكين» حيث يوفر حاضنات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مقابل أجور منخفضة لمساعدتهم في البدء بمشاريعهم. وتقوم «تمكين» بتقديم الضمان ودفع 50 في المئة الفوائد المطلوبة و50 في المئة من قيمة الضمان المطلوب حيث بلغ ما دفعته تمكين حتى اليوم 400 مليون دينار من هذا البنك وغيره من البنوك الإسلامية الراغبة في التعامل معنا، وقام مشروع تمكين بدعم ما يقارب من 400 شهادة عالمية مهنية احترافية ومعتمدة، وذلك بتخفيض 2 في المئة من قروض الدارسين من البنوك التي نتعامل معها بدلاً من أن تكون 4 في المئة، أما الضمانات فإن المسئولين في مشروع «تمكين» يقومون بتقديمها للبنوك، وإذا أرادت شركة على سبيل المثال أن تقوم بالمشاركة في معرض في الهند (كعارض) نساهم معها بنسبة 5 في المئة في صورة التسويق لها، ومن ذلك ما يتعلق بوسائل التواصل الإجتماعي.

ماذا عن تدريب الجهات الحكومية، هل تقومون بتقديم الدعم لمشاريعها مثل المدارس ووزارة شئون الشباب والرياضة؟

- نعم هناك تعاون بين مشروع «تمكين» ووزارة شئون الشباب والرياضة لدعم مدينة الشباب 2030، التي تقبل مشاركة الشباب ممن في سن (14 إلى 24 سنة) لتمكنهم من الانضمام إلى هذه القرية الرياضية، وقمنا كذلك بدعم طالبات راغبات في دراسة العلاج الطبيعي، وغير ذلك من دعم شهادات معتمدة تفتح المجال لعمل البحرينيين وتوفير الدخل لهم.

كذلك قمنا بعمل محاضرات بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومؤسسة «إنجاز البحرين» حول طريقة البدء بعمل مشروع تجاري، وقمنا أيضاً بدعم «محلات عبايات البحرين» الذين شاركوا في معرض في قطر كعارضين، كما يقوم مشروع «تمكين» بدعم الشباب الذين يعملون من المنازل.

وأشير إلى أن 90 في المئة من موظفي هذا المشروع كانوا يعملون في القطاع الاقتصادي كموظفين (ذكور وإناث)... لذلك نراهم يتفاعلون بحماس مع عملاء «تمكين» لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم في تطوير حياتهم، كما أن معظم الموظفين والموظفات من الشباب.

لنفترض أن شركة أجنبية أرادت أن تساندوها لتعمل في البحرين وتوفر وظائف للبحرينيين، هل يمكن ذلك؟

- هذا حدث بالفعل عندما انتقلت شركة هواوي من دبي إلى البحرين، بسبب المزايا التي قدمناها لها، لكننا قبل أن نقوم بذلك اشترطنا عليها أن توظف بحرينيين من ذوي المستويات العالية في التعليم والاحتراف في مجال تخصص الشركة وقبلت بذلك الشرط.

كيف يعرف الناس عن نشاطاتكم وما تقدمونه من دعم؟

- نحن موجودون دائما بين الناس نقوم بزيارات إلى مختلف مناطق البحرين، قمنا بحوالي ألف فعالية خلال الأربع سنوات الأخيرة.

وما هي الوسائل التي تم استخدامها لتحقيق ذلك؟

- قمنا بإنشاء مراكز لخدمة العملاء إلى جانب مركز اتصال واستخدمنا وسائل الاتصال الإلكترونية التفاعلية، كما قمنا بوضع برامج مبتكرة لندعم بها عملاء مشروع «تمكين» ولنضمن وصول الخدمات إليهم.

هل يمكن أن تذكر بعض المشاريع التي قدمتموها للشباب ليبدأ مشروعه الخاص؟

- قمنا بزيارة الجامعات ودعم بعض الاختراعات لطلبتها مثل المخترعة فاطمة الحواج من جامعة البحرين عندما اخترعت علاجا يتعلق بالقدم، وقامت باستخراج براءة اختراع هذا الجهاز، ثم قمنا بدعم دراستها التي تعلقت بمدى حاجة الناس لهذا الجهاز، وعندما طلبت الدعم لتنفيذ الجهاز قدمنا ذلك الدعم مادياً، وهو يتعلق بإصابات القدم عبارة عن استيمنا لتخفيف آلام الركبة أثناء العلاج الطبيعي كنوع من المسكن، وقمنا بدعمها لإنشاء شركتها التي أطلقت عليها اسم «ممكن» وهي متخصصة في الدراسات والبحوث، وقد تم تكريم هذه المخترعة فاطمة الحواج في تركيا مؤخراً.

مثال آخر يتمثل في دعم الطالبة آلاء عبدالرحيم الذي كان بحث تخرجها حول اختراع نوع جديد من «طلاء الأظافر»، وبدأت مشروعها الخاص وقامت بتوظيف موظفات بحرينيات معها وقد فازت على مستوى العالم.

وقد جاء لنا شاب بحريني أراد أن يدرس هندسة الطيران، ولم يكن قادراً مادياً على تحقيق هذا الحلم، فقمنا بدعمه مادياً بقرض طويل الأمد يستطيع أن يدفعه، وأصبح اليوم مهندس طيران وارتفع مستواه المادي كثيراً.

أعلم أن مصدر الدخل في مشروع «تمكين» هو من القطاع الخاص مقابل ما يدفعه من رسوم للعامل الأجنبي لديه، هل توجد شركة للتدقيق والحسابات تراقب أداء هذا المشروع وما هي؟

- بالطبع توجد شركة تدقيق وحسابات، هي «يلويت آند توش»، وهي شركة تقوم بمراقبة الإيرادات والمصروفات في مشروع «تمكين»، ومدى تطابقها في نهاية العام.

ويختلف ما يدفعه القطاع الخاص من سنة إلى أخرى... إلا أن «تمكين» تحصل على 80 في المئة منه لإنفاقه على مشاريعها التي تخدم القطاع الاقتصادي و20 في المئة تحصل عليه هيئة تنظيم سوق العمل.

العدد 5328 - السبت 08 أبريل 2017م الموافق 11 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً