العدد 5328 - السبت 08 أبريل 2017م الموافق 11 رجب 1438هـ

الهاشمي لـ «الوسط»: تصدي غير الخبير يُرسل ضحايا للطب النفسي وآخرين للمقابر

إدعاء الإصابة بالسحر ومس الجن سببه انتشار الخرافة وعدم الوعي

السيدكامل الهاشمي متحدثاً إلى «الوسط» - تصوير جاسم العصفور
السيدكامل الهاشمي متحدثاً إلى «الوسط» - تصوير جاسم العصفور

ذكر المعالج النفسي، السيد كامل الهاشمي أنّ «التصدي لمشكلة مجتمعية كالتي نحن في صددها المتمثلة بقضية السحر والجن هي مسألة في غاية الدقة وتعد من المسائل المعقدة جداً، ولابد من توافر مقومات وخبرة كافية عند الشخص الذي يضع نفسه في مقام التصدي لهذا الأمر، وبسبب عدم توافر الخبرة عند المتصدين تصلنا بعض الحالات التي أصبحت ضحايا لهم، فبعضهم يجنون ويصبحون ملازمين للطب النفسي والبعض الأخر يذهبون ضحايا بكل ما تحمل الكلمة من معنى».

وقال: إن «الإنسان هو من يعيد تشكيل بيئته من خلال أفكاره والصور الذهنية التي يخلقها هي من تحدد سلوكه وحركاته»، وفيما يلي نصّ اللقاء مع الهاشمي:

يوجد اعتقاد سائد عند بعض الناس أن عقد عمل - كما يصطلح عليه الناس - بالكتابة في ورقة ولفها ووضعها مع النجاسات أو دفنها في المقبرة الفلانية يؤدي إلى نشوب خلافات وكره بين الزوجين أو إصابة شخص هنا أو هناك بمرض ما. فهل يمكننا التسليم لهذه الاعتقادات؟

- نحن نتكلم عن أمر يعتقد به الإنسان وعن أمر واقعي وخارجي وهذه مسألة في غاية الدقة، وفهمها واستيعابها قد يكون صعباً جداً، الآن يعتقد علماء النفس وحتى علماء الفيزياء أننا نتواصل مع الواقع الخارجي من خلال الصورة الذهنية، ومعنى ذلك أني عندما أخلق صورة لشيء معين في ذهني فإن هذا الأمر ينعكس على سلوكي وحركاتي وتصرفاتي وردود أفعالي نتيجة لهذه الصورة التي خلقتها في ذهني.

فمثلاً إذا خلقت الصورة الذهنية لله سبحانه وتعالى على أنه هو الخالق هو الصانع هو الحكيم هو المجرد وهو الذي ليس بجسم ليس بشيء يحس ويرى فإني سأتعامل مع الله عز وجل بهذا التعامل.

فإنه كما يقال طبيعة الإنسان في نشأته الأولى أنها نشأة حسية، ولذلك لا يستطيع أن يتعامل مع الأشياء بتجرد عقلي أو روحي، فهذه هي الطبيعة الأولية لكل البشر.

فحينها نستطيع القول أنه من الطبيعي أن تنتشر هذه الخرافات والاعتقادات لدى المجتمع في مرحلة من مراحل وعي المجتمع، ولكن عندما يتطور المجتمع في وعيه وفي تفكيره وفي طرق تعامله مع الحياة وتكوينه للصور الذهنية سنجد أيضاً أن المجتمع يصبح في مستوى تعامله مع حقائق الواقع الخارجي في رتبة أعلى.

هل السحر له حقيقة وواقعية؟

البعض من العلماء يرى أن السحر ليس له واقعية واستدلوا على ذلك بالآية في قصة فرعون وتحدي السحرة للنبي موسى (ع) (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ) سورة الأعراف 116، فالتعبير بسحروا أعين الناس يدل على أن الواقع لم يتغير عن ما هو عليه، كما الآن تعمل أعمال السحر كخفة اليد والانتقال السريع بحيث لا تلحضه العين العادية وأما الخبير فإنه يميز ويعرف ذلك فلذلك البعض قال إنه هكذا.

البعض الآخر من العلماء قال إن السحر له واقعية والدليل على ذلك ما يحدث من تغيرات سواء أكانت نفسية أو جسدية في بدن الإنسان المسحور وهذا له شواهد كثيرة ويمكننا من القرآن الكريم الاستدلال على هذه الفكرة أيضاً كما يقول الله عزوجل عن الملكين هاروت وماروت (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) الآية 102 من سورة البقرة، وهذا ما يفهم منه أن هناك شيء يكون سبباً في التفريق بين المرء وزوجه وهو شيء حقيقي وله أثر وهذا كمثال للاستدلال على أن السحر له واقعية.

وهناك رأي ثالث ربما دمج بين الرأيين ويرى أصحاب هذا الرأي أنه لا يوجد مانع في أن تكون بعض أنواع السحر هي عبارة عن تهيئات وتخيلات من الإنسان، وبعضها له واقعية وتأثير بحكم اكتشاف تأثيرات معينة وأن هناك بين الأشياء تواصل سواء على مستوى الكلمات أو الأفعال أو الكواكب أو النجوم أو غير ذلك، كما تشير إليه اليوم النظرية الكمية في الفيزياء على أنه يمكن لذرة تراب تتحرك في صحراء نيفادا أن تحدث تسونامي في جنوب شرق آسيا، قد تقول لي ما العلاقة بين هذا وذاك أقول لك أعلم أنها علاقة عجيبة وغريبة والعقل يصعب عليه إدراكها، كما يوجد الكثير من الروايات والقرآن الكريم أيضاً تشير إلى هذا المبدأ فما العلاقة بين أن يكثر الزنا وتمنع السماء قطرها فلو جلست أفكر إلى مليون سنة سأبقى أطرح نفس السؤال الذي ختم به الممثل السوري في مسلسل صح النوم إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا يجب أن نعرف ماذا في البرازيل ولأنا لا نعرف ما في البرازيل فلا نعرف ماذا في إيطاليا.

ولكن هناك الكثير من الظواهر التي عالجتها كثير من العلوم ففي العصر الحديث حاولت علوم النفس أن تعالجها، وأما الفلسفة القديمة حاولت أيضاً أن تعالج هذه الأمور فاشتهر عندهم علم الكيمياء بالمصطلح القديم كانت عندهم علم ربما نشأ في هذا الجو - أي جو السحر - وأن الفكرة المسيطرة على الكيمياء سابقاً أنه الشخص الذي يستطيع أن يحول التراب إلى ذهب بعد ذلك أصبحت هذه النظرية علمية وإن التراب يتكون من عدة عناصر موجودة في الذهب فلو جمعنا هذه العناصر الذرية الموجودة في التراب لاستطعنا أن ننتج ذهباً ولذلك تطور الأمر عند جابر بن حيان أشهر علماء الكيمياء فقال هذه المقولة يمكن أن يكون كل شيء من أى شيء.

الذي أريد أن أقوله أن المشكلة التي نواجهها نحن العلماء أن الشخص الذي يسأل هذه الأسئلة نحن كعلماء لا نستطيع أن نوضحها له لأن الإجابة وراؤها خلفيات علمية كثيرة، وراؤها علم كيمياء وعلم فيزياء، علوم روحانية، علوم دين وأصول وفقه، ويأتيني هذا الإنسان يريد جواباً بنعم أولا، وفي النتيجة أنا لا أستطيع الإجابة بنعم أو لا.

ولذلك دائماً أكرر هذا التعبير وأنتقل من خلال هذا الشيء إلى الآية المباركة التي صبت في هذا المصب، أذكر هذا المثل عندما سئل الإمام الجواد (ع) من قبل قاضي الدولة العباسية يحيى بن أكثم عن ما تقول في محرم قتل صيداً ظاهراً يبدو هذا السؤال في غاية البساطة وفكر بأنه يحرج الإمام الجواد من خلال هذا السؤال، وإذا بالمسألة تتحول إلى شيء آخر وقال له الإمام بكل هدوء هل قتله أول مرة أم ثاني مرة، كان عالماً أم عامداً، داخل الحرم أم خارجه وشقق له الكثير من الشقوق التي جعلت بن أكثم يضع يده على رأسه ويقول أي سؤال كنت أقصد لا أعلم.

المشكلة التي نواجهها نحن هي أنه ليس من المعقول أن أقوم أنا كعالم دين وأسأل الطبيب الذي أجرى عملية على أي أساس أجريتها بكل بساطة سيجيبني هذا ليس من اختصاصك.

كما أنه عندما يأتي الأمر الديني أقول للطبيب قف عند حدك وهذا اختصاصي وأتعبت نفسي فيه من أجل أن أصبح فيه عالماً خبيراً هو نفس اختصاصك الذي أصبحت فيه خبيراً فإذا كان الحديث بمستوى الخبرة هو صحيح والمطلوب.

من هنا الله عزوجل علمنا ماذا نفعل في هذه القضية قال «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ»، لا يوجد فرق، بمعنى أما أن يكون الشيء محبباً إلى أنفسنا أو يكون شيئاً نخاف منه في الحالتين أذاعوا به أي أنهم ضلوا يتكلمون به وهذا ينقله لهذا وهذا البيت عاملون له السحر وتلك الجماعة معمول له ضر وهذا عنده قرين وهذه كلها مصطلحات ومفاهيم أصلاً هو لا يفهم معناها ولا يفقه بأن الجن ماذا يعني، هل الجن هو شيء آخر غير الإنسان أو هل الجن هو من الشياطين أم الشياطين هم من الجن أم الشياطين غير الجن، هل الشيطان يمكن أن يكون إنساناً والعكس. كل هذه الأسئلة لا توجد لديه أي خلفية أو اطلاع عليها والحديث يجري في المجالس، المشكلة ليست في أن الحديث فقط يجري بنحو تلقي المعلومة وإنما هو كما يقولون أن المشكلة هي في إصدار الأحكام التي توجب التضليل والتفسيق والتكفير والإنحراف و غير ذلك.

الباري عزوجل علمنا إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به، قال عز وجل: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىأُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ»، ليس لأي أحد أرجعوه إلى الخبير.

تعلموا في حياتكم أيتها المجتمعات الشرقية بشكل خاص أنه حتى في زراعة الوردة في البستان لها خبير وحتى ضرب المسمار في الباب يحتاج إلى خبير، فما بالك بالدين فإن الله عزوجل لم يعطه أي أحد.

ملخص المشكلة في هذه القضية هي ضعف الطالب والمطلوب، المشكلة ليست في الناس بجهالتها، المشكلة تقع في الناس المتصدين.

الكثير من الناس يخرجون من الجلسة ويأتون إلينا من عند هؤلاء المتصدين وتكون الجلسة التي جمعتهم بهؤلاء وكحد أدنى انتهت بالعراك بالأيدي والأشياء التي لا تكشف ولا تقال حتى أن البعض يذهبون ضحايا سواء كانوا ضحايا نفسانيين بمعنى أنهم يجنون ويصبحون ملازمين للطب النفسي أو ضحايا بكل ما تحمل الكلمة من معنى كالموت.

هل نفهم من كلامكم أن الأفكار المطروحة والتي تكون محيطة بالفرد تساهم وبشكل كبير في طريقة تفكيره؟

- يقولون أن الواقع ينتج الفكر والفكر يعيد إنتاج الواقع، فأنت عندما تتحرك في حياتك واقعك هو الذي تعيشه يخلق لك أفكارك.

لتقريب الصورة أكثر فإنك عندما تأخذ إنسان لفترة من الزمن وتضعه في بيئة لا تلتزم بقوانين المرور مثلاً فستجده يتقبل الأمر مع مرور الأيام، فبالتالي نستطيع القول بأن طبيعة البيئة تؤثر في الإنسان.

والإنسان أيضاً يعيد تشكيل بيئته من خلال أفكاره، ولذلك عندما يأتي للمجتمع من الناس الذين تطوروا وفي أفكارهم ومستواهم فهم يساهمون في النهوض بمجتمعهم لأن ذوقهم وتفكيرهم ومستواياتهم ستنتشر بعد مدة في المجتمع ودائماً التغيير يبدأ بفكرة صغيرة وهذه الفكرة الصغيرة التي تكون فكرة فرد واحد تنقل إلى شخصين وثلاثة وهكذا إلى أن تصبح واقعاً يفرض نفسه في مسار الأمة.

نسمع كثيراً عن أناس مصابين بمس من الجن فما نصيب هذا الكلام من الصحة؟

- كان متعارفاً عند العلماء الأوائل على أنه أي مبحث من المباحث نريد إثباته يجب أن نبدأ من مسألة هل هذا الأمر موجود أو غير موجود، من أي مكان نستطيع إثباته في الكيمياء أو في الفيزياء أو في الجغرافيا.

فمثلاً لو بحثنا عن قارة أتلانتك هل هي موجودة أو لا، وجاء شخص وقال لنا أنه يوجد قارة متجمدة تحت القطب الجنوبي فهل إثباته يتم عن طريق الجلوس في غرفة مغلقة ونقول إن ثبت أن هناك قارة اسمها أتلانتك في المحيط المتجمد الجنوبي فإذاً يكون هكذا وهكذا.

هذا الأمر ليس مثبته الجدل الفلسفي والعقلي، فإثباته يحتاج إلى تهيئة رحلة استكشافية تدعمها الدولة وتحمل معها المستلزمات المطلوبة من قدرات معينة، بعد ذلك كما حصل بالفعل أن ذهبت هذه البعثة وأثبتت أنها موجودة ووثقت بالصور وما إلى ذلك من الأمور، فأصبح الأمر مُسلّم ولا يوجد مجال للجدل.

ولكن لو فرضنا أننا مازلنا مجتمع وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً، حتى لو نزلنا على القمر كما حصل بالفعل وذهبوا ولكن ولحد اليوم يوجد أناس من مختلف التيارات الدينية يذكروني برجل كبير السن أنا عاصرته وكان عنده حمار، فكنا نثيره ونقول له وصلوا للقمر فيأخذ عصاته ويلحق بها خلفنا، فاليوم موجود تيارات تقول بالفرض وبكفر من قال بدوران الأرض.

فهذا الخلط بين القضايا الدينية وطريقة استنباطها والقضايا العلمية وكيفية الوصول إليها والقضايا التجريبية التي نأخذها من التجربة يعد مصيبة واقعاً.

ولذلك فإن هذا الموضوع وفي حد ذاته أجد من الصعوبة جداً أن أتعامل مع من يدعون أنهم علماء فضلاً عن العوام، فبعض من يقول أنه عالم لا يفقه أن هذه المسألة أولاً تقرر أو لا تقرر في مباحث الفلسفة وأن الوجودات عندنا بأي نحوٍ هل الوجود هو في خط الوجود المادي أم عندنا وجود آخر يسمى الوجود المثالي العقلي الصوري، بل عندنا وجود ثالث مجرد من المادة والصورة.

بالتالي هذه الأبحاث التي لها دخالة في هذه الفلسفة - والفلسفة هي علم يحتاج إلى عقل ثانٍ - لأن عقلك الأول لا يسعك إلى أن تفهمه وهذا الإنسان مازال مع عقله الأول بل عقله البدائي.

فلولا إخبارات القرآن الكريم بالجن والملائكة وبقضية بلقيس وسبأ ونقل عرشها وبتسخير الريح إلى النبي سليمان، لما كان بمقدور العقل إدراك هذه الأمور.

ما رأيكم في من يدعي - منهم علماء دين ومثقفون - قدرته على علاج الناس من مس الجن وتخليصهم من السحر والعمل وما إلى ذلك فهل نستطيع اعتبارهم دجالين لجمع الأموال فقط؟

- أنا لا يهمني الدخول في النوايا وأن أقوم بتفسيرها، وفي النهاية النية السيئة ترجع على صاحبها، ولكن أريد أن أعزز التعامل مع الأمور بشكل علمي.

قد نسأل عن ماذا يحدث عندما يذهب زيد من الناس إلى رجلٍ فعلاً إنه دجال ويقوم بإعطائه ورقة لا نعلم ماذا تحتوي من كتابة، فستجد زيداً يقول أنني فعلاً استفدت من هذا الشخص وتعالجت.

دعنا نفسر الأمر بشكل علمي ما الذي يحصل، الحاصل هو كما يسمى اليوم العلاج بالإيحاء وهذا ما هو موجود حتى في الروايات الإسلامية، الذي يحدث هو أن أي إنسان يعتقد بشيء معين سيراه.

ولانك أعتقدت أن هذا الطبيب هو سبب شفائك فأوحيت إلى العقل الباطني إليك أن البركة في يد فلان، فإذا اعتقد الإنسان أن هذا الشيء مؤثر لشفائه فسيرى ذلك وسيتشافى. كل ذلك بسبب الإيحاء الباطني وهذا ما تؤكده الدراسات الحديثة وحتى في علم النفس الآن يستخدم هذا العلم وهو العلاج بالإيحاء.

ما تقييمكم لأغلب الحالات التي تردكم وتشكو إليكم من مس أو عمل سحر أو ما شاكل، هل هي من وحي الإيهام والخيالات أم غالبيتها واقعية؟

- ليست واقعية، كما قالها الباري عزوجل والله أحق أن يُتبع، (وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) سورة البقرة الآية (102)، نحن في عقيدتنا لا يوجد شيء يستطيع التأثير في الوجود إلا بإذن الله عزوجل، الله عزوجل هو الضار النافع، لا السحر ولا غيره يستطيع تقرير مصيري فالأمر كله بيد الله.

أتتني حالات تدعي أنها مصابة بالسحر الأسود فقلت له لا يوجد لديك شيء، الأمر الذي تعتقدين به هو الأمر الذي تبتلين به فإذا كنت تعتقدين أن هذا السحر يؤثر فيك فسيؤثر.

السحر هو فكرة شيطانية كالشيطان، وما الشيطان إلا فكرة فهو الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ويجري في ابن آدم مجرى الدم في العروق، والذي يجري معنا مجرى الدم هي الأفكار ليس إلا.

ولذلك كل الحالات التي أصر أصحابها على أنهم مصابون بالسحر وأنك لا تفقه هذه الأمور ولا يوجد لديك اطلاع، وأنا أجيبهم فعلاً أنا لا أفقه شيئاً في السحر وملح البحر والملح الأحمر والسحر الأسود بل لم أطلع في يوم من الأيام على كتاب واحد في هذه الأمور، لأني مؤمن بأن الله عزوجل هو المؤثر. أنا الذي درسته عقيدة صحيحة مفادها أنه لا يمكن لأحد أن يؤثر في شخص آخر، لماذا لأن الشيطان نفسه كما يحكي الله عزوجل عنه (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) سورة إبراهيم الآية (22).

هل أترك هذه الآية القرآنية لأجل الكتاب الفلاني الذي يتكلم عن السحر أنه هكذا وهكذا، في النتيجة لا يمكن أن أقيس بقول الله عزوجل قول أي أحد من خلقه.

العدد 5328 - السبت 08 أبريل 2017م الموافق 11 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 3:52 م

      المفروض الي يسمع عن أحد يقرأ او يفج الفال سوى رجل او امراء ، يبلغ عليهم في اقرب مركز شرطه ؛ عشان تقليل هاي الضاهره

    • زائر 8 | 6:58 ص

      السحر والحسد خرافة غير موجودين ابدا

    • زائر 9 زائر 8 | 5:44 ص

      تقول خرافه عن شي موجود في القرآن , شكلك ماتعرف شي اسمه قرآن

    • زائر 7 | 3:24 ص

      7 حبات ورق سدر
      و ماء مقرى علية اية الكرسى و المعوذتين و تسبح فيهم
      و فك عمرك
      ما انزل اللة من داء الا لة دواء
      و الحمد للة رب العالمين

    • زائر 6 | 2:06 ص

      حُيِّيْتَ عالمًا فاضلًا، لا عُدمناكَ سيِّدَنا ..

    • زائر 5 | 1:55 ص

      موضوع جميل والطرح اجمل ، بارك الله فيك سيدنا ، والله يهدي الجميع.

    • زائر 4 | 1:41 ص

      المشكلة الخرافات ماخدينها من الدين

    • زائر 3 | 1:16 ص

      دائما متميزون والله يحفظ الشيخ اوجز بفكر راقي

    • زائر 1 | 12:22 ص

      طرح رائع .. دائما متألق سيدنا الهاشمي

اقرأ ايضاً