العدد 5330 - الإثنين 10 أبريل 2017م الموافق 13 رجب 1438هـ

منصور الجمري في كتابه الجديد يطرح آخر الأفكار حول «القيادة المبدئية في الإدارة والتنمية»

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدر هذا الشهر عن «دار الوسط للنشر والتوزيع» كتاب جديد من تأليف رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري تحت عنوان «القيادة المبدئية في الإدارة والتنمية»، (رقم الناشر الدولي: 6-19-88-99901-978 ISBN)، ويقع في 153 صفحة، موزعةً على سبعة فصول، حملت عناوين: «الإدارة وحوكمة المؤسسات»، «الأفراد والمؤسسات بين النجاح والفشل»، «القيادة المبدئية»، «متغيرات ومتطلبات العصر الرقمي»، «إصلاح الإدارة وإعادة تخيل المؤسسة»، «الإدارة والتنمية»، و«حوار مع البروفيسور جون أدير حول الدور الوظيفي للقيادة».

ينطلق الكتاب من المبدأ الذي يطرحه فيكتور فرانكل في كتابه (Man"s Search for Meaning) حول سعي الإنسان لإيجاد «معنى» لحياته، وكيف أن ذلك يمثل الحافز الأساسي للإنسان، وعلى ما يطرحه عالم الإدارة ستيفن كوفي في كتاباته حول «القيادة المستندة على المبادئ»، وكيف أن المحور الذي تدور حوله مثل هذه القيادة يرتبط بالمبادئ الإنسانية الملتزمة بالقانون الطبيعي، والتي تمهد الطريق للإنسان لكي يتسامي بنفسه سعياً لتحقيق معنى لحياته.

ومن ثم يشرح الكتاب مؤثرات مفاهيم القيادة المبدئية على شخصيات عالمية، في مقابل مفاهيم المدرسة التي تقف على نقيض ذلك والتي تؤمن بمفاهيم «القوة الصلبة». ويشير الكتاب إلى أهمية القيادة المبدئية التي تمتد أكثر من دورها في التطوير الذاتي وقيادة المؤسسات، إلى قيادة العملية التنموية، إذ أن قيم الإنسان هي التي تقود وترشد طبيعة التعاملات الاجتماعية، وتقدم الأساس للأخلاق البيئية وواجبنا نحو كل من أجيال المستقبل.

ويشير الجمري إلى أن هذه المدرسة المبدئية ترى أن على القيادة التأكد من هدف المؤسسة الأساسي، ورؤيتها المستقبلية، وثقافتها وأولوياتها، وأن تتمحور رسالتها العملية حول مبادئ منغرسة في الوجدان الإنساني، بما يلبي حاجة الإنسان الأساسية إلى «التسامي» (Transcendence) وفي «البحث عن معنى» (Meaning). هذه المبادئ يجب أن تتسق مع الفطرة الإنسانية، وأن تعزّز العلاقات الشخصية والمهنية، وتقدّم تجربة حياة أكثر توازناً.

ويتبنى الكتاب مفاهيم وتطبيقات مدرسة القيادة المبدئية، ويؤكد دور المبادئ في الحياة الشخصية والعملية لإدارة المؤسسات. يقول الجمري: «إن هناك فرقاً بين المبادئ والقيم، فالمبادئ هي ثوابت تفرضها الطبيعة والفطرة البشرية، أما القيم فهي المعتقدات والآراء التي يشكلها الناس أو يلتزمون بها لتحديد مواقفهم تجاه القضايا أو الأفكار والصراعات، وهي قد تكون صحيحة ومتوافقة مع فطرة الإنسان وقد لا تكون كذلك. كما أن القيم قابلة للتغيير، ويمكن للإنسان أن يحدّدها ومن ثم يغيّرها، بحسب ظروفه وقناعاته. فمثلاً العبودية (تحت أي شكل من الأشكال) قد تكون مقبولةً في السابق، ولكنها تعتبر حالياً «جريمة ضد الإنسانية».

ويضيف الكاتب أنه «من الواضح أن كل الناس لديهم قيم، حتى المجرمين لديهم قيم محدّدة. والقيم بحد ذاتها قد تكون صحيحةً، وقد لا تكون كذلك. كما أن هناك من لديه قيم اجتماعية محافظة، بينما هناك من يؤمن بقيم اجتماعية أكثر ليبرالية. ومن الأفراد من يعطي قيمة أكبر لتحصيل الثروة والسلطة، بينما هناك من يعتبر استقلاله الذاتي قيمةً أهم من كل شيء آخر. أما المبادئ فهي ثابتة ولا تتغير مع الزمان أو المكان، وهناك الكثير من المبادئ الأخلاقية المشتركة بين جميع الديانات والثقافات والاتجاهات، ويمكن للإنسان أن يلتزم بها ليوجّه حياته، أو يخالفها ويتحمل عواقب ذلك. فالبوصلة مثلاً، تؤشر نحو الشمال، واتجاه الشمال هو اتجاه الشمال أينما كان الإنسان، ويمكنه أن يحدّد قيمه بما يتوافق مع البوصلة الطبيعية ومع فطرة الإنسان، وبذلك تكون القيم مبدئية».

ويعرج الكاتب على المبادئ الأخلاقية المشتركة بين الجميع، مثل: النزاهة، الصدق، المصداقية، العدل، المساواة، واحترام الآخرين، والوفاء، والإخلاص، وفعل الخير، وتحمّل المسئولية، إلخ. ويشرح كيف يسعى عددٌ من الاختصاصيين إلى تحديد إطار عام للمبادئ الأخلاقية المشتركة. كما يستشهد بحالات إيجابية لممارسات تسعى للعمل وفق مواقف أخلاقية، وأخرى تتبنى دوراً ملموساً نحو المسئولية الاجتماعية.

ويشير إلى أن مصطلح «المسئولية الاجتماعية» يُستخدَم كثيراً، ولربما أنّ هناك خلطاً كبيراً في مدلولاته القانونية والأخلاقية، ولكن في كُلِّ الأحوال يشير المفهوم إلى إحساس الشركات بمسئوليتها تجاه المجتمع والبيئة التي تعمل فيها. وبمعنى آخر، فإنّ على كُلِّ شركة أن تلعب دورها في المواطنة الصالحة، عبر طرق شتّى تشمل عدم إيذاء المجتمع والبيئة، تدوير النفايات والحَدّ من التلوُّث، والمساهمة في البرامج التعليمية والصحية والاجتماعية والعمل الخيري التطوعي.

وأشار الجمري إلى أنّ أكبر شركة تأسّست في البحرين في 1929 وهي «بابكو»، والتي أسّستها شركة «ستاندرد أويل كومبني أوف كاليفورنيا»، ولعبت دوراً كبيراً في صوغ الاقتصاد الوطني الحديث للبحرين، وكانت رائدةً في التدريب والتطوير، وأيضاً في المسئولية الاجتماعية. ولربما أنّ «بابكو» هي التي روّجت لثقافة المسئولية الاجتماعية في البحرين ضمن برامجها الاستراتيجية والتشغيلية، حيث كانت تُنشئ ملاعب كرة القدم، وتُموِّل بناء مدارس ومراكز في مختلف مناطق وقرى البحرين، منذ منتصف القرن العشرين. وبالطبع هناك شركات أخرى لعبت دوراً مشهوداً في بناء المراكز الصحية وخدمة الناس بأساليب متعددة.

ويتطرق الجمري إلى الصدمات التكنولوجية التي تؤثر على مجالات الحياة، مشيراً إلى أن العالم يمر الآن بما يطلق عليه البعض مسمى «الثورة الصناعية الرابعة»، وذلك للتفريق بين الفترة الرقمية الحالية والفترة التي سبقتها، لأن العصر الحالي يجمع بين التحوّل الرقمي الشامل لكافة الأصول المادية والتكامل في المنظومة الرقمية مع الشركاء في سلسلة القيمة. ويعزّز توليد وتحليل وإيصال البيانات بسلاسة المكاسب التي تنشر مجموعة كبيرة من التقنيات الحديثة لخلق القيمة.

ويشير الكاتب إلى أن العصر الحالي يعتمد على «بيانات ضخمة» (Big Data) متَّصلة ببعضها بعضاً عبر شبكة «الإنترنت»، والمسار التكنولوجي يؤكد ما قاله مبتكر أول متصفح للانترنت مارك أندريسن، من أن «البرمجيات تأكل العالم» (Software is eating the world)، وكيف أن هذه العبارة التي قيلت في العام 2011، أشارت بدقة إلى أن الحدود الفاصلة بين شركات تقنية المعلومات وشركات القطاعات الاقتصادية الأخرى أصبحت متداخلة وغير واضحة المعالم. وتوقّع أندريسن أن يغطي الاقتصاد الرقمي على الاقتصاد التقليدي بطرق غير معهودة من قبل. وبعد ست سنوات من تلك المقولة نرى كيف تسيّد الاقتصاد الرقمي معالم الحياة المختلفة، فيما عدا قطاعات الحكومة والقانون، ولكن مؤخراً بدأت أمواج الثورة الرقمية تقتحم هذه القطاعات عبر تكنولوجيا «البلوكشين» (Blockchain).

يمكنك اقتناء نسختك الآن

يمكنك شراء نسخة رقمية أو مطبوعة من كتاب القيادة المبدئية في الإدارة والتنمية عبر مكتبة الوسط.

كما يمكنكم الاتصال بقسم التوزيع لشراء نسخة من الكتاب على 17488987 973+ أو البريد الإلكتروني distribution [at] alwasatnews.com

العدد 5330 - الإثنين 10 أبريل 2017م الموافق 13 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً