العدد 5331 - الثلثاء 11 أبريل 2017م الموافق 14 رجب 1438هـ

سياسة التطفيش والتمييز

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أن تصل مناقشات موضوعي التمييز والتطفيش إلى برامج الإذاعة، فهذا مؤشرٌ مهمٌ على أن الأمر واقعٌ لا يمكن نكرانه أو التستر عليه، وأن ضحاياه في المجتمع عدد كبير.

ففي أحد البرامج الدينية الأخيرة، تركّز الحوار حول هذين المحورين، وهو موضوعٌ يتم تصنيفه من الناحية الدينية في باب الظلم الاجتماعي، وهو ما يدعو الضيف إلى تذكير من يستغل منصبه في ممارسة التمييز والتطفيش وظلم عباد الله، بأن المنصب لا يدوم لك، والكرسي غير باقٍ إليك. فأنت إنسان عابر، ستغادر هذا الكرسي أو يغادرك. فاعمل على أن يذكرك الناس بحسن العمل والمعاملة، لا أن يذكروك بالسيئات، ويشيّعوك بعد ترك منصبك باللعنات.

الضيف، وهو رجل دين لبرنامجه شعبية بين جمهور الإذاعة بدليل ما يتلقاه من اتصالات، يذكر بأن سياسة التطفيش تتبعها بعض أطراف العمل للتخلّص من الموظّفين، فربما تقطع رزق غيرك دون حق، وتتسبّب في معاناتهم، بينما سياسات الإدارة الحديثة تركّز على كيفية استنهاض قدراتهم وتشجيعهم لتزيد من عطائهم وإنتاجيتهم. ويضيف بنبرةٍ شعبيةٍ ساخرة: «لا وتطلع لك نظريات أنه مب لازم الكفاءة في العمل وإنما أهم شيء الولاء»! ولا تدري من أين تطلع هذه النظريات ونحن في القرن الحادي والعشرين! ويردّ عليه المذيع: هذه الأشياء هي التي تدمّر الدول!

هذا ما يجري في بعض الشركات والأعمال والمؤسسات الحكومية، ولن نتكلّم عن توظيف الأقارب والأحباب، وترقية أحباب الأحباب والحبيبات! فكل ذلك يدخل في نطاق الفساد الإداري، ويتسبّب في وصول الانتهازيين والوصوليين والمطبّلين والمرتشين وعديمي الخبرة، على حساب أصحاب العلم ومصلحة الوطن؛ المتضرر الأكبر من وصول الوصوليين، وتطفل الطفيليين.

ما يجري على المستوى العام، من سياسات تطفيش وتمييز، يجري أيضاً داخل الأسر، فهناك عوائل تعادي زوجة الابن التي دخلت عليهم حديثاً، بحجة أنها «ليست من مستوانا»، أو «من غير ثوبنا»، وتعمل على عزلها وتطويقها بالممارسات «التطفيشية»، حتى تكره الحياة التي جمعتها بهم. وفي المقابل، قد تقوم الزوجة نفسها بهذا الدور العدواني، باستعداء الزوج على أمّه وأهله وذويه، وتعيّره بطاعة أمه الواجبة، وتبعده عن عائلته، وتسعى ليقطع أرحامه.

البرنامج ديني، وجمهوره من المتدينين غالباً، لذلك تأتي المداخلات في هذا السياق، ونستمع له بالصدفة أثناء الانتقال في الشوارع حيث نقضي ساعات طويلة وسط الزحام القاتل هذه الأيام. ومن هذه المداخلات ما طرحته إحدى المستمعات من نصائح للتغلب على هذين البليتين: التطفيش والتمييز، وملخصها ضرورة الاستعانة بالله على من يقومون بتطفيشك والتمييز ضدك، وأن تتيقّن أنه لو اجتمعت الإنس والجن على أن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بما كتب الهد لك. واعلم أنك لست وحيداً، فهناك كثيرون من ضحايا هذه السياسات الظالمة، وأخيراً عليك أن تتصبر وتعتبره نوعاً من البلاء، كما تقول السيدة المتصلة.

مستمع آخر نصح من يمارس الظلم والتمييز والتطفيش، بقوله: راقب الله في عملك. ولا تقبل بظلم غيرك. وتذكّر أنه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله. وأضاف: «الموضوع لا يتعلق بأفراد، وإنّما مرتبط بمجتمع»، وهو ما يؤكّد الطابع العام لهذه المشكلة التي تدّمر الأوطان.

حين يصل النقاش العام إلى أجهزة الإعلام الرسمية، فيتم انتقاد الظواهر السلبية، وتعرية الوصوليين من أعداء الكفاءات، ممن لا يحملون وعياً ولا فكراً ولا خبرةً، والمزايدة كذباً على الولاء، فاعلم بأن هناك وعياً متنامياً ورفضاً حقيقياً لكل ممارسات التمييز والتضليل.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5331 - الثلثاء 11 أبريل 2017م الموافق 14 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 8:03 ص

      الله لا يسامح الي گاعد يحارب بنتي في رزقها وشغلها بس لأنها ما تعرف اتنافق واتجامل مثل غيرها لا تثبيت ولا ترقية ولا حافز او زياده الله ياخذ حقها منهم في الدنيا قبل الآخرة مثل ما معورين قلب بنتي يا منتقم

    • زائر 27 | 7:41 ص

      أحسنت , لقد عشنا هذه الحالة, وإنها تلحق ضرر كبير في المجتمع...

    • زائر 24 | 7:16 ص

      أول مرة نسمع هالهرار اللي تسميه مثل

    • زائر 23 | 6:09 ص

      ...... لله المشتكى.
      رشحت مرتين لشغل وظائف حكومية وتم اختياري من قبل الادارة صاحبة الشاغر بعد الامتحانات والمقابلة مع حضور مندوب من ديوان الخدمة المدنية... وبعدها تروح الاوراق الى الديوان لاستكمال رسميات التوظيف بدون رجعة.. في المرة الاولى الحجة ان التوظيف توقف والثانية بدون سبب.

    • زائر 22 | 6:04 ص

      ما يرضون لنفسهم التهميش والتطفيش
      لكن على غيرهم عادي
      هذه هي ازدواجية المعايير.
      خاهم يكتشفون المرارة التي يشعر بها ضحايا الظلم والتمييز.

    • زائر 21 | 5:59 ص

      اسباب التطفيش و الاقصاء
      ١ تباين السلوك مثلا احد الطرفين امين و صادق في عمله
      ٢ تباين الخبرة العملية و الكفاءة العلمية
      ٣ تباين الاراء الدينية و السياسية
      و نظرية اهم شي الولاء من دون الرجوع إلى الخبرة و السلوك نظرية عقيمة و مدمرة للوطن و تخلق بيئة ازدراء و فساد و عدائية كما حدث من فشل للدول الاشتراكية.
      و لتصحيح المسار يكمن في تصحيح السلوك الذاتي و اعتناق قيم سامية و تقبل اراء و معتقدات الاخرين بكل رحابة صدر و رفض نظرية المؤامرة و الابتعاد عن التامر على الاخرين.
      د.حسن الصددي

    • زائر 18 | 4:26 ص

      البعض كان يصفق ويرقص عندما يقطع رزق جاره
      انحدار اخلاقي قبيح جداً

    • زائر 17 | 4:26 ص

      هجم ثور علي قبيله بني عبس وكان عنتر اول الشاردين يوم قالوله ليش خفت فقال الثور مايعرف عنتر

    • زائر 15 | 2:09 ص

      هؤلاء ألم يقرأو ويتدبروا هذه الآية المباركة "اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا " فاطر(43)

    • زائر 12 | 1:14 ص

      هذا البرنامج وامثاله هو اقرار منهم واعتراف سوف يسألهم الله عنه يوم الحساب اذ سيقول لهم انتم اقررتم واعترفتم بهذا الظلم والجور والتمييز العنصري فما هو العمل الجدّي الذي قمتم به. هل يكفي ظهوركم في برنامج تلفزيوني الله اعلم الغاية منه لكي تبرؤا ساحتكم؟
      كما قال لكم الاخوة الظلم ظلمات وما ينطلي على الناس من تدليس وتلبيس لا ينطلي على ربّ العباد

    • زائر 14 زائر 12 | 1:56 ص

      هو برنامج اذاعي وليس تلفزيوني
      لكن أكيد إذا وصلت الشكوى لهم فهذا يعني ان الظلم يعم الجميع
      اذا قبلته على جارك فاعلم ان النار غداً في دارك

    • زائر 11 | 1:11 ص

      حركات مفهومة ومحاولات مكشوفة للتضليل، والا فالحقائق على الأرض لا تحتاج الى برامج تلفزيونية وانما تحتاج لأوامر عليا صادقة وجادّة لا يستطيع احد المسؤولين مخالفتها وقد رأينا ذلك ايام الانفتاح الجزئي كيف عولجت هذه المسألة واستجاب المسؤولون بسرعة لتلك الأوامر.
      اما ما يحدث فهو مجرد تغطية وكلام مأخوذ خيره

    • زائر 8 | 12:46 ص

      يجلب الاجنبي ويوطنه ويجنسه لكي يعمل معا ضد هذا الشعب

    • زائر 7 | 12:41 ص

      تهميش والاقصاء ضد فئة من المواطنيين يشكلون اكثرية في هذا البلد واستهدافهم بأسم القانون .

    • زائر 26 زائر 7 | 7:18 ص

      انت للحين عايش في كهفك المظلم وترفض الخروج الي النور

    • زائر 6 | 12:30 ص

      ما احد مطفشنا اكثر من الحكومة التي ترفض توظيف اصحاب المؤهلات

    • زائر 5 | 12:26 ص

      الظلم ظلمات.
      يعرفون ذلك فكيف سيوواجهون ربهم غدا.

    • زائر 9 زائر 5 | 1:06 ص

      هذولة عندهم الآخرة متأخرة والذي يؤمن به أبو كملوهة الجملة نسيتها لا من جنة ولانار.

    • زائر 4 | 11:53 م

      أنا أحد المتضررين من هذه، عزيزي السيد لقد عملت بالوزارة بكل إخلاص ومثابرة، وتطوير ذاتي وعملي على السواء، حتى أن المسئولين المباشرين كانوا يشيدون بدوري بالمؤسسة، ويشجعونني وحتى مدير القسم. وكان القسم على أحسن ما يكون حتى أتى الأشخاص الإنتهازيون ومن لديهم معرفة بجهات عليا، وأفسدوا كل ذلك، وكنت كلما يأتي بحريني أعتبره أخي أيا كان، وأعطيه وأدربه بما لدي من خبرة وصادف من دربته وأعطيته هو من هؤلاء الإنتهازيين، وعمل على إقصائي بكل الوسائل. عموما أنا الآن متقاعد. (وللعلم بأنني كنت مرشح لرئاسة القسم).

    • زائر 3 | 11:22 م

      انا واحد من متابعين هذا البرنامج وكل المواضيع الا تطرح في البرنامج مواضيع تربوية اتمنى الاستمرتر

    • زائر 2 | 10:50 م

      هذه النوعية من المسؤلين لا يسمعون هذه البرامج ولا تشدهم فهم يشعرون ان الله قد بعثهم لنشر الحق الذي انتم لا تشعرونه . و الحمد لله ان هناك الكثير منهم في وزارة الصحة . و استغفر ربك انه كان توابا . ههههه

    • زائر 1 | 10:31 م

      سيد قاسم انت تحول تسليط الضوء على بصيص من الأمل ، لكنني أرى مكون في البحرين لا يرى و لا يعترف بمكون آخر لا بوجوده ولا بمذهبه و لا بحقه لذلك تآمر عليه ومارس بحقه كل أنواع الظلم .

    • زائر 13 زائر 1 | 1:30 ص

      من يَظلم يُظلم
      ومن يقبل بالظلم على غيره سيتعرض يوماً للظلم
      هذه سنة الحياة

اقرأ ايضاً