أشارت أحدث الدراسات الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية «جارتنر»، إلى توجه مستخدمي أجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة الألتراموبايل والهواتف المحمولة لشراء أجهزة جديدة بأسعار أعلى من متوسط سعر البيع، ما يؤدي إلى نمو إنفاق المستخدم النهائي في العام 2017.

وتوقعت «جارتنر»، ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 2 في المئة خلال العام 2017، ليصل إلى ما يقارب من 600 مليار دولار بسعر الدولار الحالي، ويستحوذ الإنفاق على الهواتف المحمولة نسبة 67 في المئة من هذا الرقم.

وأرجعت «جارتنر» توقعاتها بارتفاع متوسط سعر البيع لأجهزة الكومبيوتر والهواتف المحمولة بنسبة 2 في المئة خلال العام 2017 لسببين رئيسيين، الأول: استمرار ارتفاع أسعار المكونات خلال العام 2017 (مكونات أجهزة الكمبيوتر الشخصية بالدرجة الأولى والمكونات الأخرى الخاصة بالهواتف بدرجة أقل)، ما يؤدي بالتالي إلى منتجات أكثر كلفة. أما السبب الثاني فيعود إلى اهتمام مستخدمي الهواتف بالقيمة والجودة العالية للهواتف الأمر الذي يجعلهم يتغاضون عن الرغبة في الحصول على أسعار منخفضة.

وفي هذا الصدد، قال مدير قسم الأبحاث لدى «جارتنر»، رانجيت اتوال: «أصبحت سوق الأجهزة العالمية أقل حساسية تجاه الأسعار، حيث بات المستهلكون والشركات يبحثون عن منتجات أفضل تتناسب مع أنماط الحياة العصرية، بدلاً من اختيار المنتجات الأقل سعراً».

نمو إنفاق المستخدم النهائي على الهواتف المحمولة

ويتجه إنفاق المستخدمون على الهواتف المحمولة في ارتفاع واضح ليصل إلى ما يقرب من 400 مليار دولار في العام 2017، أي بزيادة قدرها 4.3 في المئة عن أرقام العام 2016.

وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس قسم الأبحاث لدى «جارتنر»، أنيت زيمرمان: «يقف المستخدمون خلف الارتفاع الذي يشهده متوسط سعر البيع للهواتف المحمولة، إذ يحرص هؤلاء على استبدال هواتفهم من الفئة الأساسية بهواتف أخرى من الفئة ذاتها لكن بجودة أعلى وبوظائف ومميزات أغنى وضمن خيارات متنوعة توفرها شركات صاعدة مثل هواوي وأوبو. أما في الأسواق الناشئة، فإن غالبية المستخدمين تحرص على ترقية هواتفهم واستبدالها بهواتف أساسية أفضل، حيث أن الانتقال إلى الهواتف من الفئة الذكية والمتميزة لا يزال أمراً بعيد المنال بالنسبة لمعظمهم».

وكان للتوفر المتزايد للهواتف المحمولة من الفئة الأساسية من شركات صينية مثل أوبو، وهواوي، وبي بي كي، أثره الكبير على زيادة متوسط سعر بيع الهواتف الأساسية بنسبة 13.5 في المئة عام 2016، ويتوقع لها أن ترتفع بنسبة 4 في المئة في العام 2017.

وأضاف زيمرمان قائلاً: «نتوقع أن يواصل المستخدمون البحث عن هواتف ذات قيمة أعلى هذا العام، ما سيؤدي إلى ارتفاع أخر في متوسط سعر البيع. أما بالنسبة للهواتف الذكية المتميزة، فمن المتوقع أن تواصل تحقيق أداء قوي بالتزامن مع إطلاق شركة سامسونج لجهاز جالاكسي S8، والإطلاق المرتقب من شركة آبل لجهاز آيفون الجديد لاحقاً هذ العالم، والذي يتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة على إطلاقه، ونتوقع أن يرتفع متوسط سعر بيع الهواتف الذكية المتميزة بنسبة 4 في المئة في أمريكا الشمالية في عام 2017 «.

ومن المتوقع أن تصل شحنات الحواسيب الشخصية وأجهزة الألتراموبايل والهواتف المحمولة إلى 2.3 مليار وحدة في عام 2017، مما يحقق نمواً ثابتاً عن عام 2016.

توقع ارتفاع متوسط سعر بيع أجهزة الحواسيب المكتبية وأجهزة النوتبوك

وقد بلغت رحلة أجهزة الحواسيب الشخصية ذروتها، ويشكل ارتفاع تكاليف مكونات هذه الأجهزة عائقاً أمام نمو مبيعات هذه الفئة على المدى القريب، حيث تضاعفت تكاليف المكونات لاسيما ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (DRAM) منذ شهر يونيو/ حزيران 2016.

وأشار مدير قسم الأبحاث لدى «جارتنر»، رانجيت اتوال، إلى ذلك قائلاً: «نتيجة لهذا الارتفاع، ستعكف الشركات المطورة للحواسب الشخصية على رفع أسعارها مع نهاية العام، ونتوقع أن يزداد متوسط سعر البيع الإجمالي للحواسيب الشخصية بنسبة 1.4 في المئة بسعر الدولار الأمريكي الحالي».