العدد 5334 - الجمعة 14 أبريل 2017م الموافق 17 رجب 1438هـ

إجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين من أربع مناطق سورية محاصرة

أشخاص يتم إجلاؤهم عبر حافلة من قريتي كفرايا والفوعة - REUTERS
أشخاص يتم إجلاؤهم عبر حافلة من قريتي كفرايا والفوعة - REUTERS

وسط حالة من الحزن والخوف من المجهول، تمّ أمس (الجمعة) إجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين من أربع مناطق سورية محاصرة بموجب اتفاق بين الحكومة والفصائل المقاتلة برعاية إيران وقطر. وبعد ساعات على خروج مئات المدنيين ومقاتلي الفصائل المعارضة من مضايا قرب دمشق، دخل الجيش السوري إلى البلدة التي شكلت خلال السنوات الماضية رمزاً لسياسة الحصار المتبعة في سورية.

لافروف ينتقد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لعدم زيارتها خان شيخون


برعاية إيرانية قطرية... إجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين من أربع مناطق سورية محاصرة

عواصم - أ ف ب، د ب أ

وسط حالة من الحزن والخوف من المجهول، تم صباح أمس الجمعة (14 أبريل/ نيسان 2017) إجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين من أربع مناطق سورية محاصرة بموجب اتفاق بين الحكومة والفصائل المقاتلة برعاية إيران أبرز حلفاء دمشق وقطر الداعمة للمعارضة.

وبعد ساعات على خروج مئات المدنيين ومقاتلي الفصائل المعارضة من مضايا قرب دمشق، دخل الجيش السوري إلى البلدة التي شكلت خلال السنوات الماضية رمزاً لسياسة الحصار المتبعة في سورية.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي على إجلاء الآلاف على مراحل من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في إدلب (شمال غرب)، ومن الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق.

ووصلت صباح أمس 75 حافلة و20 سيارة إسعاف تقل سكاناً من الفوعة وكفريا إلى منطقة الراشدين، في انتظار إكمال طريقها إلى مدينة حلب.

وخرج بالتزامن عشرات الحافلات من مدينة مضايا إلى محافظة حماة (وسط) ومنها إلى معقل الفصائل المعارضة في إدلب.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج «3700 مدني و1300 مقاتل موالٍ للنظام» من الفوعة وكفريا، مقابل 2200 بينهم «ما لا يقل عن 400 مقاتل» معارض من مضايا.

وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى أن مقاتلي الفصائل في الزبداني «ولا يتجاوز عددهم 150 مقاتلاً» ينتظرون إجلاءهم في وقت لاحق.

ومن المتوقع بموجب الاتفاق إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ 16 ألف شخص.

وبعد ساعات على بدء عملية إجلاء، أفاد عبدالرحمن بـ «دخول الجيش السوري إلى مضايا» التي اختار آلاف السكان البقاء فيها.

وتحولت مضايا إلى رمز لمعاناة المدنيين في سورية بعد وفاة عدد من الأشخاص بينهم أطفال جراء الجوع وسوء التغذية نتيجة حصار طال ثلاث سنوات.

وتأجل تنفيذ الاتفاق لأسباب عديدة بينها أن سكان البلدات الأربع أعربوا عن تحفظاتهم. وبعد طول انتظار، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه الأربعاء الماضي عبر تبادل الطرفين عدداً من المخطوفين.

ولاتزال الحافلات وسيارات الإسعاف من الفوعة وكفريا تنتظر في منطقة الراشدين إذ يخرج الركاب بين الحين والآخر لقضاء حاجاتهم، ويوزع متطوعو الهلال الاحمر السوري المياه عليهم.

وتقل سيارات الإسعاف، بحسب مصدر في الهلال الأحمر في المكان، «31 جريحاً ومريضاً».

وأوضح أحد منسقي الاتفاق من جانب الحكومة حسن شرف لـ «فرانس برس» أن «أحد بنود الاتفاق ينص على أن التنفيذ يحدث بشكل متزامن».

وبالتالي، وفق قوله، فإن الحافلات التي خرجت من الفوعة وكفريا تنتظر في الراشدين وصول قافلة مضايا والزبداني إلى قلعة المضيق في حماة، لتكمل القافلتان طريقهما إلى وجهتهما النهائية.

والمناطق الأربع محور اتفاق سابق تم التوصل إليه بين الحكومة السورية والفصائل برعاية الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2015، ينص على وجوب أن تحصل كل عمليات الإجلاء بشكل متزامن.

وتعتبر المعارضة عمليات الإجلاء «تهجيراً قسرياً» وتتهم الحكومة السورية بالسعي إلى إحداث «تغيير ديموغرافي» في البلاد.

إلى ذلك، انتقدت روسيا أمس المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية لأنها لم ترسل خبراء إلى موقع الهجوم الكيميائي المفترض في خان شيخون في شمال سورية ولجأت خلافاً لذلك إلى تحليل عينات «عن بعد».

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيريه السوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف: «نعتبر من غير المقبول تحليل أحداث عن بعد». وأشار إلى أن معارضي الأسد قدموا ضمانات لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لزيارة الموقع الذي وقع فيه الهجوم وأدى إلى مقتل 87 شخصاً، إلا أن المنظمة رفضت إرسال ممثليها.

من جانبه، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أمس بالـ «كاذبة مئة في المئة» تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي قال فيها إن الهجوم الكيميائي الذي اتهمت قواته بشنه الأسبوع الماضي عبارة عن فبركة لتبرير الضربة الأميركية في سورية.

وقال ايرولت في بكين رداً على التصريحات التي أدلى بها الرئيس السوري في مقابلة حصرية مع وكالة «فرانس برس» أمس الأول (الخميس): «الحقيقة هي أكثر من 300 ألف قتيل و11 مليون نازح ولاجئ (...) وبلد مدمر. هذه هي الحقيقة. هذا ليس خيالاً».

وكان الأسد اتهم في المقابلة الغرب بـ «فبركة» الهجوم الكيميائي المفترض على خان شيخون لتبرير الهجوم على قاعدة جوية في وسط سورية.

العدد 5334 - الجمعة 14 أبريل 2017م الموافق 17 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً