العدد 5336 - الأحد 16 أبريل 2017م الموافق 19 رجب 1438هـ

فهم حاجات المرأة العاطفية

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

الحاجات العاطفية تختلف بالنسبة للمرأة عنها عند الرجل. ونتيجةً لهذا الاختلاف، فإن الخلافات تحدث بين الطرفين خلال علاقتهما ببعض، لأن كلاً منهما يتعامل مع الآخر وفق حاجاته، لا حاجات الطرف المقابل.

ولأن للمرأة احتياجاتها المختلفة عن الرجل، وجب أن يتعامل معها بما تحتاجه هي لا ما يحتاجه هو، لكي تكون العلاقة ناجحة وخالية من مشكلات سوء الفهم.

يقول جون غراي: «إن لدى الإنسان بشكل عام ست حاجات حبٍ فريدة، كلها مهمّة بقدرٍ متساوٍ. وتحتاج النساء في المقام الأول إلى الرعاية والتفهم والاحترام والإخلاص والتصديق والتطمين».

هذه الأمور ليست كل ما تحتاج إليه المرأة أو ما لا يحتاجه الرجل بكل تأكيد، ولكن غراي صنّف الحاجات الاثنتي عشرة، وهي تلك الست إضافةً إلى الثقة والتقبّل والتقدير والإعجاب والاستحسان والتشجيع بحسب الأولوية، وجعل الحاجات الست الأولى أساس التعامل السليم مع المرأة، متى ما استوعبها الرجل استطاع أن يحتويها ويحتوي العلاقة بشكل صحيح. فإن غابت إحدى هذه الحاجات أو أكثر فإن المرأة قد تشعر بأنها غير محبوبة أو أنها غير مهمة لدى الطرف الآخر، وهو الذي قد يؤدي إلى تعاملها مع شريكها بطريقةٍ قد لا تروق له أو تثير استغرابه.

من أصعب المشاعر التي قد تمر على المرأة هو شعورها بأنها مهمشة في حياة الرجل الذي اختارته؛ أن تكون آخر اهتماماته، وأن يسبقها شيء أو أحد في سلم أولوياته، خصوصاً عند حاجتها إليه. تحتاج أن تكون محط رعايته ومحور اهتمامه، أن يتفهم موجة غضبها وضيقها، ويحتويها من غير أن يطالبها بأن تهدأ وتهوّن الأمر. فكما يقول غراي: «يعتقد الرجل بأنه محب ومساند للمرأة حين يلقي تعليقات تقلل من أهمية مشكلاتها». ربما يقول: «لا عليك إن الأمر ليس بتلك الأهمية»، أو ربما يتجاهلها تماماً مفترضاً أنه يعطيها مساحة كبيرة لتهدأ. لكن هذا التصرف يجعلها تشعر بأنها قليلة الشأن وغير محبوبة ومتجاهلة. فعندما تكون المرأة متضايقة فإنها تحتاج أن تُسمع وتُفهم.

متى ما سدّ الرجل هذه الحاجة عند المرأة، فإنها ستسعى إلى منحه الثقة. الثقة بأنه قادر على إسعادها، وأنه يحاول أن يحسن من العلاقة بينهما، والثقة في تحركاته وخطواته. وهنا فإن حاجة الإخلاص لها أيضاً ستسدّ، وما أصعب أن تفقد المرأة ثقتها فيمن تحب. حينها سيكون من الصعب عليها أن تبنيها مجدداً؛ إذ سيستغرق ذلك وقتاً ليس باليسير، وسيتطلب جهداً مضاعفاً من الرجل وإثبات حسن النوايا في كل تصرف.

حاجات المرأة الست كلها مرتبطة ببعضها، ومرتبطة في منح الرجل ما يحتاجه من عاطفة بالمقابل، فمتى ما استطاع الرجل سدّ كل هذه الثغرات لدى المرأة، عاش حياةً لا تنقصها حاجة من حاجاته الست المهمة أيضاً، وهذا لا يعني أن على المرأة أن تنتظر من الرجل تلبية احتياجاتها كي تؤدي دورها وتلبي حاجاته، فالعلاقة لا يمكن أن تنجح إلا بالمشاركة وتبادل الأدوار والمبادرة من الطرفين.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 5336 - الأحد 16 أبريل 2017م الموافق 19 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً