العدد 5342 - السبت 22 أبريل 2017م الموافق 25 رجب 1438هـ

إسقاط أحمدي نجاد... مفاجأة؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في هذا الموسم الانتخابي، يترشّح في فرنسا خمسة متنافسين على منصب الرئاسة، مقابل ستة في إيران، وفي الحالتين لا تُنتظر تغييرات ضخمة ولا مفاجآت كبرى.

ربما المفاجأة شبه الوحيدة هي منع الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد من الترشح، وإسقاطه من قائمة المرشحين للرئاسة. وهو قرارٌ مفيدٌ جدّاً للإيرانيين العاديين - وليس السياسيين - على المستوى القريب والمتوسط والبعيد.

الدول التي تحكمها أنظمة ديمقراطية حقيقية، تضع حدّاً معيَّناً لأطماع الترشّح، وغالباً ما تكون دورتين من ثمانية أعوام، ومع ذلك لا تسلم الجرة أحياناً، فيصل للحكم أشخاص خطرون، مثل رونالد ريغان في الثمانينات، وجورج بوش الابن في التسعينات، ودونالد ترامب الآن، يقودون العالم إلى الحروب والكوارث والمواجهات.

في تلك الدول، يكون مبرّر التجديد هو إتاحة الفرصة للرئيس لإكمال برنامجه الانتخابي وتنفيذ مشاريعه التي وعد بها الناخبين، وهي حجةٌ تسقط مباشرةً ولا يبقى لها مبررٌ في الشرق، لأن المرشّحين هنا لا يملكون برنامجاً انتخابيّاً ولا مشاريع من الأساس! وهي ظاهرةٌ في أغلب دول الشرق الأوسط، وخصوصاً العربية منها، هذا إذا أجريت فيها أصلاً أية انتخابات!

الشعوب الغربية احتاطت لنفسها بتحديد فترة رئاسة الرؤساء، فإذا انتخب ابن آدم أربع سنوات للحكم ظنّ نفسه عبقرياً، وإذا مُدّدت له الفترة الثانية تخيّل نفسه إلهاً، ولو سُمح له بالحكم للمرة الثالثة لقال: أنا ربكم الأعلى. فلذلك قالوا له من البداية: اسمح لنا! أنت مجرد موظف، تعمل في خدمتنا، ونحن ندفع راتبك الشهري من أموالنا، فإذا انتهى العقد فلتعد إلى بيتك أو عملك السابق، (وفكنا من شرّك)!

هذا في الغرب، أما في الشرق فالحاجة لذلك أكبر، للحدّ من النزعات الخطيرة التي يبديها كلّ من وصل إلى السلطة وأراد البقاء فيها خالداً مخلداً، ليخرج الرئيس بعد الفترة المحددة إلى التقاعد أو يعود إلى عمله بالمدرسة أو الجامعة أو (أية حتة) كانت! فهذه المنطقة الغارقة في مستنقع الاستبداد، والخضوع لقانون التسلط والدكتاتورية والتوريث، بحاجةٍ إلى وضع ضمانات أخرى أكثر وأكبر، ليحصروها بأربع سنوات فقط!

الاستبداد في بلداننا قديم جدّاً، وأول من تكلّم عنه من دون أن يُعتَقل هو أرسطو، ربما لأنه كان يعيش بعيداً في اليونان، ولو كان يعيش في مصر أو أور أو تدمر، لدمّروا حياته فوق رأسه. وهو استبداد أسّس لواقع سياسي واجتماعي واقتصادي قائم على الغلبة والقهر، حتى أن ماركس أقام له فصلاً خاصاً أسماه «نمط الاستبداد الشرقي أو الآسيوي».

مثل هذا الميراث القديم المتراكم من الاستبداد، يحتاج إلى احتياط أكبر لكيلا يواصل الطامعون في حكم الشعوب لأطول فترة ممكنة، ليس في الدول التي حكمها العسكر فحسب، بل حتى تلك التي جرّبت بصيصاً من الديمقراطية حديثاً، وبعضهم جاء بعد ثورات شعبية كبيرة. وشاهدنا الرئيس المصري السابق محمد مرسي كيف أراد أن يعلن الجهاد ضد سورية (وليس إسرائيل)، ويشنّ الحرب على إثيوبيا، وهو لم يكمل عاماً واحداً في الحكم.

في العراق، شاهدنا الأداء السيئ جدّاً لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وكيف أصرّ على الإمساك بعددٍ من الحقائب الوزارية في يده كالدفاع، وحين شارفت ولايته على النهاية حاول المستحيل ليبقى ولاية ثالثة، وانتهت تجربته الفاشلة بانهيار الجيش العراقي وسيطرة «داعش» على ثلث العراق خلال أيام.

في تركيا، شاهدنا كيف انتهت التجربة الواعدة لـ «حزب العدالة والتنمية»، حيث تطلع لها الكثيرون كنموذج طيب للأداء الاقتصادي وتداول السلطة ومشاركة الإسلاميين في الحكم الديمقراطي، وكيف انتهت إلى مشروع لخلق دكتاتور.

أحمدي نجاد، جرّبه الإيرانيون ثمانية أعوام، ويطمع في العودة مجدَّداً للحكم. وهو لا يملك عصاً سحرية لحل المشكلات الاقتصادية أو الاجتماعية التي يواجهونها، وقد أحسن مجلس صيانة الدستور صنعاً بمنعه من تجربة حظّه في الحكم مرةً أخرى!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5342 - السبت 22 أبريل 2017م الموافق 25 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 58 | 12:03 م

      لابد لمن يريد أن يترشح للرئاسة في إيران أن تتوفر فيه شروط معينه لكون إيران الثورة و وضعها في العالم وتحملها كل هذه المسؤوليات .

    • زائر 57 | 11:57 ص

      يا جماعة لو كان رئيس الجمهورية الإيرانية كأي رئيس عربي او أفريقي او آسيوي لذهبت الثورة بمبادئها في مهب الريح أمام التحديات الهائلة هذا مالا تستوعبونه لا يمكن لإيران أن تضع مصيرها في يد شخص توفرت فيه الشروط ليكون رئيس إيران تحتاج لقائد أكبر من كونه رئيس .

    • زائر 56 | 10:32 ص

      الصراحه انا ماكنت اعول على الدينيين في السياسه لكن بعضهم اثبت نجاح اكثر من العلمانيين والبراليين

    • زائر 55 | 10:31 ص

      عدم تأييد ترشح نجاد لعبة درامية في الاجواء الانتخابية ليس إلا،، وكلهم من نهج وقالب واحد تحت قيادة هرم النظام

    • زائر 50 | 9:14 ص

      مجلس صيانة النظام لم يمنع نجاد فقط وإنما المئات من حق الترشح ، فالمجلس هو الذي يحدد من هو الرئيس القادم ولا يخرج عن البيت الديني والطاعة لولاية الفقيه .

    • زائر 49 | 9:11 ص

      أنا عن نفسي قرأت الترجمة العربية للدستور الإيراني فوجدت أن رئيس الجمهورية في ايران منصب تنفيذي بحت، و صانع القرار الحقيقي هو الولي الفقيه (المختار من داخل المؤسسة الدينية الذي يتحكم فيها هو أصلاً) ... أبسط الأمور كتعيين وزير شؤون الإذاعة والتلفزيون و الاستخبارات والقضاء والحرس الثوري ووزارة الدفاع الخ كلها بيد الولي الفقيه ... تستطيع القول بأن منصب الرئيس في ايران يعادل منصب رئيس الوزراء في فرنسا.

    • زائر 46 | 9:02 ص

      يكفي أن أمريكا تحسب لإيران ألف حساب وجنودها لا يستطيعون العبث واستباحة أراضيها اي وقت شاءو .

    • زائر 62 زائر 46 | 1:51 م

      هههههههههههههههههههه بعد ههههههههههههههههههه

    • زائر 64 زائر 46 | 2:52 م

      ترامب ماينام في مكان واحد ليلتين علي بعض خوفاً من الصواريخ الايرانية التي تستهدفه شخصياً .

    • زائر 45 | 9:01 ص

      رَهْبَرْ هو الكل في الكل في ايران، رَهْبَرْ يضع الخطوط الحمراء العريضة ويحدد مساحة اللعب للأطراف المتنازعة ويجلس يتفرج عليهم يشاكسون. مزاج رَهْبَرْ اليوم يبحث عن التهدئة مع الغرب والدول العربية، فنكبة سورية تكفيه ... لذلك ترونه يدفع بالهادئين أمثال روحاني ويبعد المشاكسين أمثال نجاد ... لا دخل لمجلس صيانة الدستور ولا غيره في قرار ابعاد نجاد، رَهْبَرْ يفضل أن يبقى نجاد على دكة الإحتياط حتى يحين وقت دخوله الملعب أو قد لا يحتاج له اطلاقاً.

    • زائر 41 | 8:01 ص

      الانتخابات في ايران ديكور!

    • زائر 40 | 7:55 ص

      منصب رئيس الجمهورية في ايران يعادل منصب وكيل وزارة في أي دولة عربية! الرجل مجرد ديكور ومجرد من الصلاحيات، فلا نضحك على بعض.

    • زائر 42 زائر 40 | 8:20 ص

      أحسن تعليق

    • زائر 53 زائر 40 | 9:42 ص

      ليش المرشد الأعلى مب الشعب مختاره والله وارثه عن واحد من هله

    • زائر 39 | 7:09 ص

      الكرسي يغري يا استاذ قاسم

      اذا انا في المنطقة اللي عايش فيها رئيس جمعية حسينيه صار له 16 سنه وبالانتخابات بعد

      فما بالك بكراسي الرؤساء ....

      ...

    • زائر 36 | 5:34 ص

      وما فائدة الانتخابات وشخص هو من يتحكم في مصير جمهورية

    • زائر 33 | 3:53 ص

      يعني لا سني ولا شيعي
      ولا مسلم ولا مسيحي
      كل من ولي ما رحم.
      الله يعين هالشعوب.

    • زائر 32 | 3:49 ص

      بعد الي يحكم جمهوريات أربع او ثمان سنوات أهون من الي يحكمون مدى الدهر ويتوارثون حكم الشعوب وينهبون خيرات الماضي والحاضر و المستقبل .

    • زائر 31 | 3:46 ص

      الافضل اذا ان يشمل قانون الانتخابات هذا الشرط حتى لا يسأء استخدام هذا الاستثناء ويطبق على الجميع بدلا من اي يقرره مجلس صيانه الدستور لوحده ويمنع حق دستوري للترشح

    • زائر 29 | 3:26 ص

      امريكا فقط هي من يكون الحد الاقصى للرئاسة ثمان سنوات اما بقية الدول الغربية فلا يوجد مثل هذه القيود
      فامثلة كفرانسوا ميتران وهيلموت شون ومارجريت تاشر وميركل كلها ظلت في الحكم اكثر من فترتين .
      والقانون الايراني يمنع الترشح لاكثر من فترتين متاليتين ولكنه يسمح بالعودة بعد انتهاء فترة الحكم التالية .
      وللتصحيح جورج بوش الابن حكم في عام 2000 وليس في التسعينات

    • زائر 28 | 3:23 ص

      في بعض الدول و الجامعات الغربيةيتم تدوير و انتخاب مدراء و ورؤساء الاقسام كل ٤ او ٥ سنوات للمنافع التالية
      * تصحيح المسار و تفادي الاخطاء وو قف الفساد
      * اثراء الجربة الادارية للاخرين
      * زيادة حماس العاملين في القسم
      * اعطاء الاخرين الاكفاء لتطببق خبراتهم و معرفتهم
      * ترسيخ معنى الدمقراطية و تقبل النتائج مهما كانت
      * تنفيس الضغط النفسي للعاملين و ذلك بترشيح احدهم الاكفاء لتحقيق امالهم و تطلعاتهم
      * محاولة المترشح لوضع بصماته الايجابية لدي العاملين معه ليتذكروه بالسيرة الحسنه دائما
      د.حسن الصددي

    • زائر 35 زائر 28 | 5:32 ص

      في جمعيات سياسية ما يتغير رئيسها

    • زائر 54 زائر 35 | 9:45 ص

      مادام عندهم مباركة من المراجع العليا فلاينبغي تغييرهم لأن رأيهم فوق كل رأي وهم أدري بمصلحة الأمة حتي وان خالفهم الجميع

    • زائر 43 زائر 28 | 8:48 ص

      في جمعيات سياسية
      من اول ما تأسست ورئيسها ما تغير

    • زائر 27 | 3:12 ص

      مقال موضوعي منصف
      انتقدت كل المتشبثين بالكرسي والطامعين بالسلطة.
      المرض واحد وكل السياسيين هكذا. من مختلف ألاطراف
      وما فيه حد احسن من حد.

    • زائر 26 | 3:06 ص

      صح
      ما يصلح ألا أقل فترة
      لأن كل واحد يجي للسلطة ما يريد ينقلع
      يريد ينرز في الكرسي مثل الصمغ إلين يموت

    • زائر 22 | 2:18 ص

      كل من تسلطن تفرعن
      لا تبقوا رئيس أكثر من اربع سنوات

    • زائر 19 | 2:08 ص

      في الصيف سافرة ايران غالي والبعض عايش مثلنا متوسط الحال والبعض غني والبعض فقير لكن بسبب طبيعة بلادهم يوجد انتاج محلي من خضروات وفواكه ومكسرات زايده ومرميه على الارض مثل العنب والتين تزرع في اي مكان تذوقتها طعم حلو كل مكان وهبها اللله بالجو وفواكه لاتعاني الشعب الفقر في رايي

    • زائر 16 | 1:33 ص

      ليششششش
      انا اشوف أن نجاد ممتاز احسن من الحالي

    • زائر 7 | 12:26 ص

      لايك

    • زائر 3 | 11:12 م

      الله يهديك يا كاتبنا العزيز في فرق كبير بين ديمقراطية ايران وفرنسا

    • زائر 5 زائر 3 | 12:16 ص

      متأكد قريت المقال كامل ؟

    • زائر 23 زائر 5 | 2:40 ص

      يالحبيب هذا ما يقرا هذا مجرد مطراش

    • زائر 34 زائر 23 | 4:07 ص

      المطراش اهون من الريموت

    • زائر 51 زائر 3 | 9:32 ص

      أكيد غير بلد علمانية ديموقراطية وبلد لها نظام إسلامي خاص ما يتشابهون اخوي يعني المرشد الأعلى منتخب وهو تقريباً من يعطي الضوء الأخضر

    • زائر 2 | 11:01 م

      سيد خلنا في مصائبنا من تمييز وسرقات سواحل ومال عام ويش لك بنجاد وغير نجاد مصائبنا كافي علينا أكاديميين عطال والبلد تجيب الأجنبي ووتوظفه وتوطنه وتجنسه وألي بجي رئيس لإيران شأن يخصهم.

    • زائر 8 زائر 2 | 12:26 ص

      دعه يكتب عن نجاد كما كتب عن اردوغان.
      حب التسلط بلاء عند الجميع. والشعوب تدفع الثمن. كل من تسلط تفرعن.

    • زائر 30 زائر 2 | 3:43 ص

      هههههههههههه ما يصير ما نقرا عن امور اخرى غير امور ديرتنا جدي بنموت قهر لازم نشوف الامم شلون ماشية مجريات الاحداث في الدول شلون صايرة شلون تبغينه بس نتقوقع في ديرتنا وخلاص جدي مو زين بعد

    • زائر 38 زائر 2 | 6:15 ص

      السيد كتب واجد عن هالاشياء
      مئات المرات
      التمييز والظلم والوظائف والفساد. يعني مو جديد
      الجديد اللي كتبه اليوم

اقرأ ايضاً