العدد 5350 - الأحد 30 أبريل 2017م الموافق 04 شعبان 1438هـ

(رسالة مواطن)... هل تحيا أيام عمل الطلبة بالعطلة الصيفية وتتسنم الدولة دوراً ريادياً في هذا المجال؟

تقترب العطلة الصيفية كما في كل عام، وفيها تغلق المدارس والجامعات أبوابها قرابة الشهرين، لو رجعنا إلى حقبة السبعينات وما بعده لأخذتنا دموع الذكريات وعبق الماضي على تلك الأيام، التي فتحت الدولة لنا أبوابها واحتضنتنا وكنا فيها نشطاء نعمل ونتعلم ونحلم في آن واحد، كم كانت الحياة حلوة وجميلة، مكٌنتنا الدولة من العمل كل عام  في مكان آخر، أحد الأصدقاء روي لي قصته حيث كان يعمل باستمتاع وشغف في شركة تصنيع وتوزيع الآيسكريم أثناء العطل الصيفية، يتذكر كيف كان ينتظر العطلة باهتمام منقطع النظير خصوصا أنه كان يسمح له أن يأكل ما يشاء من الروب والآيسكريم، وآخر كان يرافق أبيه في بيع الليمون في سوق الخضرة القديمة، ثم وآخر عمل مع قريبه في مساعدة أبيه صباحاً، وفي المساء كان يذهبان لتلقي دروس تقوية في اللغة الانجليزية في إحدى معاهد اللغة آنذاك، كانا يجمعان الفلس على الفلس لتغطية مصاريف الحياة والمدرسة، وهذا ليس عيباً ولا إهانة للطالب؛ بل مفخرة وتدرباً له على دخوله معترك الحياة ومواجهتها.

بدليل جميع الأنبياء والرسل كانوا يعملون في حراثة الأرض وزراعتها وتربية الأغنام، وما نبينا وحبيبنا محمد (ص) إلا قدوة لنا، حيث رعى الأغنام واشتغل بالتجارة وهو صغير، اذن من هو المتهم اليوم في اقصاء الشباب من العمل في العطلة؟

للأسف لن تجد الجواب الشافي، فالمعامل والشركات والبنوك أوصدت أبوابها، والدولة تذرعت بالأزمة الاقتصادية، ما خلا بعض البرامج التدريبية لطلاب الثانوية، فيقضي الطلاب عطلتهم بين الفراغ القاتل، والسهر المميت، والنوم الخاسر والعراك مع إخوانهم وجيرانهم فتعم الفوضى، وتكثر المشاكل والخسائر في البيت، وتندب الأمهات أحوالهن .السؤال هل الدولة  اليوم بإمكانها بث الروح والأمل من جديد في احتضان الشباب بفرض برامج لهم على المصانع والشركات والبنوك بدوام قصير و برواتب رمزية وإلزام أصحابها بذلك، بدلا من غلق باب الانفتاح والابتكار وملئ الكأس بما يفيدهم وابعادهم عن طريق السوء.

لكنني لازلت ألوم بعض الشباب بعدم الجلوس وانتظار الباص؛ بل عليهم المبادرة والأخذ بتجارب الآخرين والذين بدأوا ببيع قطع الحلوى أو الآيسكريم وانتهوا بمشاريع لا بأس بها، والتي لا تعد ولا تحصى حتى ولو في مشاريع صغيرة، وذلك بالالتحاق بأعمال تليق بهم، أو بالقيام بنشاط صغير وبسيط، احبتي القراء وفي رسالة مواطن اضم صوتي معهم، فالشباب ليسوا مطالبين بيع السمك ولا بتنظيفه ولا تصفيطه ولا بالعمل في (سوق المقاصيص) فهم أرفع وأكرم من ذلك، لكن كما قال المثل (الي يبغي الصلاة ما اتفوته).

 

مهدي خليل





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:26 ص

      السلام عليكم
      ليس الحكومة أو الشركات والشباب هم الملومون فقط ، بل الأباء وأولياء الأمور كذلك لننتظر العطلة الصيفية وسنرى الأب ومن بيده التصرف والأدارة المالية للأسرة كيف يوفر كل سبل الراحة للأولاد بل يوفر كل متطلباتهم وأكثر من ذلك نرى رب الأسرة يحاول التوفير أو الاقتراض ولو بعمل جمعيات فقط من أجل السفر خارج البحرين بحجة السفر للأماكن المقدسة فقط حتى يقضي الأولاد العطلة خارج بل أن بعض الآباء اذا لم يستطع الذهاب يرسل أبنائه مع آخرين
      هناك من الأباء لديهم الخير دُرِّبوا أولادهم على المسؤلية

اقرأ ايضاً