العدد 5351 - الإثنين 01 مايو 2017م الموافق 05 شعبان 1438هـ

المدن تستعد لمواجهة التحديات التنموية والبيئية

تزداد المخاطر المحدقة بالمدن التي ينبغي لها أن تعزز قدراتها على مواجهة التحديات المناخية والطفرة السكانية، بحسب خلاصات العلماء والخبراء المجتمعين في فيينا في إطار مؤتمر علوم الأرض.
ففي أصقاع الأرض كافة، تبدو المناطق الكبيرة المأهولة ضعيفة بشكل خاص في وجه الكوارث الطبيعية وغيرها من التهديدات المناخية.
وفي حال استمرت انبعاثات غازات الدفيئة على هذا المنوال، ستشتد موجات الحر في كل المدن الأوروبية، وفق الأبحاث التي عرضت في مؤتمر الاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض.
وفي المدن البلجيكية، قد تتخطى الحرارة بالصيف المستويات القصوى بعشر درجات مئوية، وذلك خلال 25 يوما، بحسب أبحاث أخرى حول هذا الموضوع.
ويُرتقب حدوث مزيد من الفيضانات نتيجة عواصف أكثر قوة.
ويفاقم النمو الحضري من خطورة الوضع، فبحلول 2050، سيعيش 80 في المئة من سكان البلدان المتقدمة في المدن، في مقابل 60 في المئة في البلدان الناشئة، علما أنه تم تخطي عتبة 50 في المئة على الصعيد العالم سنة 2007. وتعني هذه الأرقام مليون شخص إضافي في المدن كل أسبوع خلال السنوات الأربعين المقبلة.
وتستهلك المدن التي تتركز في بقع صغيرة نسبيا من الأراضي، أصلا 80 في المئة من الطاقة وتصدر أكثر من 60 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة على الصعيد العالمي.
وقد شدد عالم المناخ الفرنسي إيرفيه تروت على ضرورة تخفيض الانبعاثات، مؤكدا أنه لا بد من الاستعداد للتداعيات "منذ الآن".
وهو صرح "نوشك الدخول في مرحلة يستحيل فيها إبقاء الاحترار دون درجتين مئويتين"، وهو الهدف الذي حدده المجتمع الدولي في اتفاقية باريس حول المناخ، مشددا على أن "بعض التداعيات باتت تتجلى راهنا وينبغي اتخاذ تدابير بنيوية تسمح بالتكيف معها على وجه السرعة في مجالات مثل النقل والبناء".

تقنيات قديمة وبسيطة

واعتبر عالم الأرصاد الجوية المائية في جامعة "إكول دي بون باريس تيك" في فرنسا دانييل شيرتزير، أن "الطريقة التي أسست بها المدن لم تعد مناسبة اليوم". وجزء كبير من البنى التحتية الحضرية بات معرضا للخطر.
ومن أبرز التهديدات التي تواجه باريس، خطر حدوث فيضان كذلك الذي وقع سنة 1910.
وقال المسئول في بلدية باريس سيباستيان مير "من المؤكد أن الأمر سيحدث في يوم ما"، لا سيما في ظل ازدياد احتمال هبوب عواصف في ظل الاحترار المناخي، مشيرا إلى أن هذا الفيضان "سيؤدي إلى أضرار قيمتها 100 مليار يورو وإلى خسارة 400 ألف وظيفة وسيستغرق الأمر 5 إلى 10 سنوات لترميم شبكة قطارات الأنفاق بحسب تقديرات منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي".
وأوضح مير "ليس لدينا اليوم الوسائل التي تسمح لنا بإعمار باريس (في حال وقعت كارثة من هذا القبيل)، لكننا حددنا التدابير التي ينبغي لنا اتخاذها تحسبا لهذا اليوم".
وسرعان ما انتشرت فكرة تعزيز قدرات المدن على مواجهة الكوارث وقد أسست شبكة دولية تضم 100 مدينة من أنحاء العالم أجمع لهذا الغرض، وفي طليعة المجموعة نيويورك ونيو أورلينز ومدن نيوزيلندية وهولندية اعتمدت تدابير لمواجهة الفيضانات.
وفي خلال بضع سنوات، باتت "قدرة المدن على مواجهة الكوارث" محط أبحاث متعددة.
وقد استعرض باحث في فيينا أبحاثه حول موسكو التي تعد الأكثر اكتظاظا بالسكان في أوروبا (17 مليون نسمة) حيث تنتشر المباني على حساب المساحات الخضراء، ما يؤدي إلى موجات حر ناجمة عن غياب النبات.
وتعمل جامعة نانيانغ في سنغافورة على إنجاز دليل لـ"مؤشرات الخطر" لمدن جنوب شرق آسيا حيث من المتوقع أن تزداد المتساقطات بنسبة 20 في المئة في خلال القرن الحالي.
وفي بعض الأحيان، يعاد العمل بتقنيات قديمة وبسيطة مثل تقنية يابانية من القرن السابع عشر تقضي باحتباس مياه الأمطار لري المزروعات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً