العدد 5351 - الإثنين 01 مايو 2017م الموافق 05 شعبان 1438هـ

هكذا فتن الداعشي الألماني موظفة "اف بي آي" الأمريكية وتزوجها

في الحادية والأربعين من عمرها، وتعمل مترجمة في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي)، عشقت فجأة رجلا ألمانيا وتركت عملها لتتزوجه. المثير أن المذكور داعشي، كُلفت بالتقصي عنه، والغريب أكثر أنها ذهبت إلى سورية لتتزوجه.

أحبت الأمريكية دانيلا غرين مغني الراب السابق دنيس كوسبيرت، الذي بات يسمّي نفسه أبو طلحة الألماني، ويلقبه رفاقه" الألماني" لأنه مولود في برلين التي غادرها، تاركا خلفه مهنة الغناء والرقص ليصبح جهاديا معروفا في أوساط مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي. دانيلا وصلت سورية صيف عام 2014، وتزوجت "الألماني"، لكن القصة تسربت اليوم.

وطبقا لهيئة حماية الدستور (المخابرات الألمانية)، فإنّ دنيس كوسبيرت متهم بارتكاب جرائم حرب، ويقوم بالترويج لتنظيم داعش في إحدى أغنياته، كما يشيد بفضائل زعيم تنظيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن، ويظهر في أحد أفلام الفيديو وهو يحمل رأس رجل بيده، وهكذا وضع على شاشات رادار وحدات وهيئات مكافحة الإرهاب عبر العالم، كما كشف تقرير نشرته مجلة فوكوس الألمانية في عددها الصادر اليوم الثلثاء (2 مايو/ أيار 2017) . 

ادعت أنها تروم زيارة والديها

شبكة سي ان ان الأميركية التي بثت الخبر أولا، كشفت أنّ دانيلا قد ولدت في جمهورية التشيك، وكبرت في ألمانيا لتتزوج من جندي أميركي يعمل في إحدى القواعد الاميركية في ألمانيا، ثم سافرت معه إلى بلده ليسكنا ولاية ساوث كارولاينا. تمكّنها المطلق من اللغة الألمانية أهلها للعمل كمترجمة في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI، حيث كلفت بمتابعة ملف دنيس كوسبيرت. وتبعت دانيلا غرين حسابات التنظيم الإرهابي على شبكة سكايب، ما مكنها من التواصل مع المذكور.

في يونيو /حزيران 2014 ادعت أنها تنوي زيارة أهلها، وهكذا توجهت إلى ميونخ لتزورهم هناك. لكنها واصلت الطيران إلى تركيا، ثم اتجهت إلى الحدود التركية السورية، حيث التقت الإرهابي دينس، البالغ من العمر 38 عاما، وسارعت بالزواج منه. ومن المرجح أنها أخبرته بعملها في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، وأبلغته حتما أنه مطلوب قانونيا.

بعد بضعة أسابيع أدركت دانيلا مدى الخطأ الذي أرتكبته، حيث كتبت إلى شخص غير معروف في الولايات المتحدة الأميركية " ارتكبتُ خطا فادحاً، لقد ذهبت ولا سبيل للعودة. أنا الآن في سورية". ومضت تشكو من محيط بالغ الوحشية ولا تعلم حتى متى ستبقى فيه.

في أغسطس/ آب 2014، تمكنت دانيلا من الفرار من سورية والعودة إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث جرى اعتقالها فور وصولها بتهمة سوء الإستفادة من الثقة الرسمية الممنوحة لها، وتعريض الأمن القومي للخطر.

الأغرب في القصة، أن دانيلا، وخلافا لكل التوقعات، قد حُكم عليها بسنتين سجن، وتعيش اليوم حرة في الولايات المتحدة الأمريكية. وحسب سي ان ان، فقد عوقب القائمون بارتكاب نفس الجرم بخمسة عشر عاما سجن. ويبدو أن سبب العقوبة المخففة هو استعدادها المطلق للتعاون مع هيئات التحقيق، وكشفها عن أسرار خطيرة ومعلومات هامة تخص تنظيم داعش لموظفي التحقيق.

عارٌ لحق بمكتب التحقيقات الفيدرالي

ما زال مكتب اف بي آي يتكتم على القضية، وبحسب مراسل سي ان ان، فإن ذلك سببه الشعور بالعار نتيجة الفضيحة الناجمة عن سفر موظفة مكلفة بمتابعة ملف مجرم خطير، كسبها المتهم لصفه وسحبها إلى سورية وجردها من أسرار المكتب الأمني الأميركي الأكبر.

دانيلا غرين، تعمل اليوم موظفة استقبال في فندق، وتسرب أن دنيس كوسبيرت قد قُتل في غارة أميركية، لكن أخبار لاحقة كشفت أنه ما زال حياً ويعيش في سورية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً