أبى فريق النادي الأهلي أن يترك معشوقته «بطولة الكأس» تضيع من بين يديه، وهي التي تركته مرغماً الموسم الماضي لصالح باربار، لينجح في استعادتها من جديد، بعد فوزه في المباراة النهائية للمسابقة على النجمة وبفارق 4 أهداف 28/ 24، في المباراة الختامية لموسم كرة اليد الطويل.

وبالتتويج الأهلاوي ببطولة الكأس، يكون الفريقان قد تقاسما بطولتي الدوري والكأس، وهما اللذان تواجها في النهائيين معا، فدان نهائي الدوري للنجمة، ومال نهائي الكأس هذه المرة للأهلي.

ولم يخالف الفريقان التوقعات، إذ قدما ختاماً رائعاً لمسابقات الموسم، فجاء الديربي مثيراً وجميلاً في غالبية فتراته، مع أفضلية نسبية للأهلي الذي كان في يومه تماماً وعرف كيف يأخذ التفوق في النتيجة منذ بداية اللقاء وحتى صافرة النهاية.

اكتساح أهلاوي

جاء الشوط الأول على عكس لقاء الفريقين في المباراة النهائية لمسابقة الدوري، إذ نجح الأهلي في تقديم مستوى ولا أروع، فيما كان النجمة شبحاً في غالب أوقات اللقاء، وعجز عن تقديم ذلك المستوى الذي قدمه في الدوري.

الأهلي نجح في خطف الأسبقية مبكراً بنجاحه في التعامل الجيد مع الدفاع النجماوي 5/ 1 الذي وضع لمراقبة صادق علي ومنعه من التسديد، لكن الأهلي تفطن لذلك وعمل على انتهاج الاختراقات على الستة أمتار كخطة مثلى انتهزها مدربه التونسي رياض الصانع الذي عمل على إشراك محمد المقابي بدلاً من مهدي مدن في الهجوم بغية الاستفادة من قدراته في الاختراق، كما كانت لتحركات لاعب الدائرة محمد ميرزا والليبرو حسين فخر الدور في هذه الاختراقات التي كثرت بسبب تخلخل الدفاع النجماوي، لينجح الأهلي في التقدم بنتيجة المباراة منذ البداية ويوسع الفارق إلى 3 أهداف 6/ 3 في الدقيقة11.

النجمة من جانبه فشل هجوميّاً بشكل كبير إلا ما ندر بتحركات لاعبيه الفردية فقط وليس الجماعية، لأنها كانت غائبة تماماً، وعمل الأهلي على الضغط على لاعبي الخط الخلفي النجماوي بدفاع متقدم 3/2/1 وعدم جعل الكرة تسير باتجاه لاعبي الجناح، وهو ما أعاق عملية التراتبية في الهجوم وجعل الأمور عشوائية للنجمة، الأمر الذي استدعى أن يكون اللعب يعتمد على فرديات اللاعبين، وهو ما لم يسمح للنجمة بالعودة إلى أجواء اللقاء بفضل الدفاع الأهلاوي المتماسك.

اضطر إثر ذلك مدرب النجمة برادراغ إلى طلب وقت مستقطع لتصحيح الوضع، إلا أن ذلك لم يغير شيئاً من نجاح الأهلي في الهجوم، الأمر الذي ساعده على الحفاظ على الفارق 10/ 7 في الدقيقة 20.

حاول مدرب النجمة عمل تغيير ما، بدأه بإشراك الحارس البديل هشام عبدالأمير، إلا أن الأهلي واصل أفضليته واكتساحه ونجح في توسيع الفارق مستفيداً من جملة التصديات التي تحصل عليها حارسه عبدالله رضي في الدقائق الأخيرة، ليصل الفارق إلى 13/ 7 في الدقيقة 22، ليعود مدرب النجمة لطلب وقت مستقطع ثانٍ، عمل من خلاله على الطلب من اللاعبين علي ميرزا وعلي عيد تبادل المراكز بينهما، أي بين مركزي صانع اللعب والدائرة التي كانت مهمشة تماماً، كمحاولة لسحب الدفاع الأهلاوي لإتاحة الفرصة لكميل محفوظ وحسين البابور للتسديد من الخارج، وهو ما نجح فيه النجمة بشكل بسيط، إذ إن الأهلي واصل أفضليته مستغلاً الضعف الدفاعي النجماوي، لينهي الشوط الأول لصالحه بفارق 7 أهداف 18/ 11.

عودة نجماوية وختام أهلاوي

وكما حدث في نهائي الدوري بعودة الأهلي في الشوط الثاني بعد تقدم النجمة بفارق 8 أهداف، قدم النجمة هذه المرة دقائق رائعة جدّاً وتمكن من الضغط على الأهلي، وسط تألق لافت لنجمه علي ميرزا الذي كان أكثر لاعبي النجمة جهداً في الملعب، لينجح النجمة في تقليص الفارق إلى 4 أهداف 19/15 في ظرف 6 دقائق فقط، بعد التحسن الدفاعي الذي طرأ على النجمة، إذ لم يسجل الأهلي سوى هدف واحد فقط طوال هذه الدقائق في مقابل 4 أهداف.

وانتظر الأهلي الدقيقة 8، ليسجل هدفه الثاني فقط في هذا الشوط، لكن النجمة واصل أداءه الرفيع مستفيداً من استعادة حارس النجمة محمد عبدالحسين بعضاً من مستواه، ليتقلص الفارق أكثر إلى 3 أهداف 23/20 في الدقيقة 13، ليطلب مدرب الأهلي التونسي رياض الصانع وقتاً مستقطعاً لتصحيح الوضع الهجومي، وعمل على إعادة محمد المقابي مكان مهدي مدن الذي بدأ الشوط الثاني في الهجوم لأول مرة في اللقاء.

عمل الأهلي على استبدال الحارس عبدالله رضي غير الموفق في الشوط الثاني تماماً، بالحارس صلاح عبدالجليل، ليبدأ الأهلي في تحقيق استفاقة بسيطة حافظ من خلالها على فارق الأهداف الثلاثة بخبرة لاعبيه وخصوصاً حسين فخر وصادق علي.

ومنع صلاح عبدالجليل النجمة أن يحقق عودة قوية، بعدما تصدى لهجمتين متتاليتين كادتا أن تنزل الفارق لهدف وحيد، ليستفيد الأهلي من ذلك في توسيع الفارق إلى 4 أهداف 26/ 22، عمل بعدها النجمة على وضع رقابة على اللاعب فخر، لكن الأهلي بتصديات صلاح الجميلة من جهة ونجاح هجومه من جهة ثانية، حافظ على الفارق حتى نهاية اللقاء لصالحهم 28/ 24.