العدد 5352 - الثلثاء 02 مايو 2017م الموافق 06 شعبان 1438هـ

عقار يظهر القدرة على زيادة التحمل وانقاص الوزن مثل الرياضة

أظهرت دراسة أجريت على فئران وجود عقار يعطي النتائج الايجابية نفسها الناجمة عن ممارسة الرياضة مثل حرق الدهون وزيادة التحمل ما يعطي أملا للأشخاص قليلي الحركة والمعوقين والبدناء والمصابين بأمراض قلبية.

ونشرت اعمال هؤلاء الباحثين من معهد سالك في سان دييغو في كاليفورنيا (غرب الولايات المتحدة) في مجلة "سيل ميتابوليزم".

ومن خلال هذه الجزئية التجربية توصلوا لدى الفئران إلى التأثير على جينة تقوم بدور رئيسي لحرق الدهون في الجسم وتعزيز التحمل. وكان هؤلاء الباحثون في دراسة سابقة اكتشفوا أن الفئران المعدلة جينياً لتحفيز بشكل مستمر الجينة "بي بي ايه آر دلتا" تصبح تتمتع بقدرة تحمل كبيرة ولايزيد وزنها وتتفاعل كثيراُ مع الانسولين. وهذه المزايا كلها تكون عادة مرافقة للياقة البدنية.

وتوصل هؤلاء العلماء بقيادة رونالد ايفانز إلى النتائج نفسها مع هذه الجزئية التجريبية التي سميت "جي دبليو 1516" (جي دبليو).

وهرولت الفئران التي عولجت بهذه الجزئية في عجلة مدة 270 دقيقة قبل أن تعاني من الإرهاق. في المقابل بلغت الفئران التي لم تتلق هذه الجزيئة قدرتها القصوى على التحمل بعد 160 دقيقة.

وترافقت هذه الزيادة في القدرة على التحمل البالغة 70 في المئة مع انعكاسات ايجابية اخرى على الصحة من دون أي تغيير فيزيولوجي على العضلات.

فالفئران التي عولجت على مدى شهرين بهذه الجزئية، زاد وزنها أقل من الاخرى وكانت قادرة على السيطرة بشكل أفضل على مستوى السكر في الدم. وتدفع هذه النتيجة إلى الظن أنها ستكون مفيدة أيضا لمرضى السكري.

وقال ايفانز الاستاذ في معهد هاورد هيوز الطبي والذي يشغل كرسي علم الاحياء الجزئي في معهد سالك "من المعروف انه بالإمكان تحسين القدرة على التحمل من خلال التمرين الرياضي. اما السؤال الذي كان مطروحا بالنسبة لنا فيتعلق بفهم آلية التحمل ومعرفة ما اذا كان بالإمكان استبدال التمرين الرياضي بدواء".

واظهرت هذه التجربة ان جزئية "جي دبليو" تعدل كيفية تفاعل 975 جينة. فالجينات التي تلعب دوراً في حرق الدهون تصبح أكثر نشاطا في عضلات الفئران فيما تلك التي تحرق السكر تتوقف او تبطئ نشاطها.

ويعني ذلك ان هذه الجزئية تحرق الدهون من الجسم بطريقة أسرع والسكر بطريقة ابطأ.

وقال مايكل داونز العالم في معهد سالك والمساهم الكبير في هذا البحث "هذه الدراسة تشير إلى ان عملية حرق الدهون اقل اهمية على صعيد التحمل من آلية تعويض السكر".

واوضح "الجينة +بي بي ايه ار دي+ تعطل ايض السكر في العضلات بطريقة تحافظ فيها على الغلوكوز للدماغ ما يسمح بالحفاظ على الوظائف الدماغية".

وقد طورت جزئية "جي دبليو" في البداية مجموعتا الصيدلة البريطانية "غلاكسو سميث كلاين" والاميركية "ليغانج" في التسعينات لمعالجة امراض الأيض والامراض القلبية-الوعائية.

وتم التخلي عن هذا العلاج التجريبي بعد عدة اختبارات سريرية بسبب احتمال تسببه بالسرطان خصوصاً، عندما يؤخذ بجرعات عالية.

وقبل نحو عشر سنوات اظهرت تجارب على فئران ان الجزئية "جي دبليو" قد تؤدي إلى تحسين القدرة على التحمل.

وأدى هذا الاكتشاف إلى قيام سوق سوداء لهذا المادة التي تباع كمكمل غذائي تحت اسم "اندوروبول" والتي استخدمها بشكل مفرط بعض الرياضيين في دورة الالعاب الاولمبية في بكين العام 2008.

وفي السنة التالية منعت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات هذه المادة معتبرة أنها خطرة. واوضح العلماء انهم يستمرون في دراستها على رغم ذلك بسبب مزاياها الواعدة. ومولت هذه الدراسة الاخيرة خصوصا المعاهد الأميركية للصحة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً