العدد 5357 - الأحد 07 مايو 2017م الموافق 11 شعبان 1438هـ

3 عقود وطلبهم الإسكاني مقيد بالانتظار وما بعد رحيل الزوج صارت الأرملة تراجع مرتجية أمل الاستحقاق الفوري

أكتب هذه الأسطر بعد أن أغلقت الأبواب في وجهي، وبعد أن ضاقت عليَّ الوسيعة ونفد صبري ولا أرى أي بارقة أمل انتظرها منذ أكثر من 30 عاماً. باختصار حكايتي تبدأ عندما تزوجت برجل كان كل حياتي، وكباقي المتزوجين حديثاً ذوي الدخل المحدود قدمنا طلباً للحصول على بيت من وزارة الإسكان، وأعطيت لنا شقة في الطابق الثالث نحلم فيها كيفما نشاء إلى أن يتحقق حلمنا بمنزل يأوينا مستقبلاً لنحيا فيه بقية حياتنا، كنا نعيش الحلم حتى يتحقق على أرض الواقع. ولقد رزقنا الله بطفلتين جميلتين تملآن علينا عشنا البسيط بالحب والسعادة، وكبرت الطفلتان وهما تشاركاننا أحلامنا العريضة وتنتظران كل سنة أن ننتقل الى بيت يضمنا، وتكون لهما غرفتاهما مطليتان بألوان وردية زاهية ورسومات جميلة. كنا نراجع دورياً طلبنا ونصبّر بعضنا ونتشارك همومنا. ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان، سُرِّح زوجي من العمل بسبب غلق المصرف الذي كان يعمل به، وبعد فترة وجيزة أصيب بمرض نفسي جعله يعيش خارج الزمن والمكان، ترك زوجي مراجعة وزارة الإسكان الدورية، وأصبح من زوار مستشفى الطب النفسي. ولكني لم أترك المراجعة بل أخذتها على عاتقي ولم أيأس ولم أتراجع وأصبحت أنا من يراجع مع طفلتيّ وخوفاً من ضياع حلمنا بمنزل نحيا فيه بعزة وكرامة، طرقت باب العمل لتحمُّل مسئولية تربية ابنتيّ العزيزتين، وعملتُ مساعدةً في إحدى الروضات القريبة من شقتنا. وكبرت الطفلتان ولم ينظر في موضوع طلبنا حتى اختفت أوراق المراجعة التي سلمتها ببراءة إلى موظفة في وزارة الإسكان، والتي كان من المفترض أن تساعدنا ولكنها أضاعتها. لقد كنت أراجع الوزارة بشكل متواصل، وكل ما أعطي لي كل مرة عبارة عن مجرد أرقام هواتف لا يتم الرد عليها عند الاتصال. ومرّت السنوات الطويلة الصعبة المليئة بالألم والحسرة، وأنا أطرق أبواب الوزارة التي كادت أن تفقدني إيماني بحصولي والعائلات التي تعاني الظروف القاسية باهتمامها ووضعنا على قائمة أولوياتها، فإذا أنا ومن مثلي إذا لم يتم مساعدتهم مَن يا ترى يستحقون دعم الوزارة، لست إدري؟. وآخر ما أتحفت به من الوزارة أن زوجي أصبح كبيراً في السن، ولا يمكن إعطاؤه وحدة سكنية. عجبي هل زوجي أصبح فجأة كبيراً في السن؟ ألم يقدم طلباً للحصول على وحدة سكنية وهو في كامل عنفوان شبابه وفي كامل قواه العقلية؟!

نرجع لحكايتي، أصيب زوجي منذ سنوات بمرض السكري وبسبب مرضه النفسي تدهورت حالته الصحية، وتركنا وأصبح يعيش مع أمّه في بيتهم المتواضع الصغير جداً الذي لا يمكننا الانتقال معه للعناية به. وأصبحنا نعيش منفصلين أنا مع ابنتيّ في الشقة التي أعطيت لنا منذ عام 1985 وهو مع والدته. ومرّت الأيام وتبخرت الأحلام وضاعت الآمال وتدهورت الصحة، ومات زوجي منذ فترة حديثة بدون أن يعرف أن طلبه قد ضاع مع ضياع عقله، وأن زوجته وابنتيه مازلن يعشن في قفص أحلامهن التي أصبحت جدرانه مهترئة وغرفه ضيقة لا تمتُّ لأيِّ سكن صحي بتاتاً. وتغير وضعي وأصبحت أرملة وزارة الإسكان.

إني أتطلع لكم، والأمل يحدوني أن تنظر وزارة الإسكان لحالتي بعين إنسانية وتوفر لي منزلاً أو حتى شقة تمليك نعيش فيها باقي ما تبقى لنا من أحلامنا المبعثره. لقد لجأت لكم بعد الله سبحانه وتعالى لتحملوا صوتي وتوصلوه إلى من لم أستطع أن أصل إليه في وزارة الإسكان خلال أكثر من ثلاثين عاماً من الإحباط والمرارة والآمال المزيفة.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

العدد 5357 - الأحد 07 مايو 2017م الموافق 11 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً