كشف رئيس اللجنة المالية والقانونية في مجلس بلدي المحرق غازي المرباطي أن إدارة الخدمات الفنية ببلدية المحرق تصرف مئات الدنانير شهرياً من أمانات النثرية على باقات ورد وحلويات المعمول والجاكليت وصواني البقلاوة والرنجينة والحلوى البحرينية والكعك والطعام.

ويبلغ متوسط المصروفات على هذه المواد حوالي 300 دينار شهرياً، وذلك دون ذكر مبررات الطلبات مما يجعل الغموض محيطاً بهذه الإجراءات التي من المفترض أن تكون أكثر حرصاً على صرف تلك المبالغ المالية بحيث تكون أوجه صرفها مقنعة ومبررة.

ولوحظ قيام  إدارة الخدمات الفنية أحياناً بصرف مبالغ كبيرة خلال يوم أو خلال يومين متتالين على عناصر متشابهة. وعلى سبيل المثال في بتاريخ 18 أبريل/ نيسان 2016 فقد تم صرف 100 دينار على عدد 5 صواني حلويات دفعة واحدة، وهي عبارة عن صينتي بقلاوة و3 صواني حلويات مشكلة! وتكررت هذه الحالة في شهور أخرى حيث يتم الصرف في اليوم نفسه أو خلال يومين أو ثلاثة أيام متتالية.

وبيّن رئيس اللجنة المالية والقانونية أن وزارة المالية مشكورة دائماً ما تحرص على إصدار التعليمات والتوجيهات التي تقصد ترشيد الإنفاق في ظل السياسة العامة التي تنتهجها الدولة التي تهدف الاستفادة المثلى من الموارد المالية المتاحة نحو إنهاء المصروفات غير المبررة على نحو يحافظ على المال العام.

متابعاً المرباطي: على هذا الأساس جاءت أنظمة الدليل المالي الموحدة التي عكفت وزارة المالية على إصدارها وتحتوي على أحكام عامة ونظم مالية تحدد مسار عمل الجهات المختصة في الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية، كإجراءات الصرف، وإعداد الميزانية، والمناقصات، والمزايدات، والمشتريات... إلخ من إجراءات تُحتم على الجهات الحكومية والهيئات والمؤسسات الالتزام بها.

وقد جاء في قسم الرقابة على سلفة المصروفات النثرية من الدليل المالي الموحد أنه "لا يجوز استعمال سلفة المصروفات النثرية في غير الأغراض المخصصة لها" وبالرجوع إلى فلسفة وجود النثريات هي تصرف في أضيق الحدود وللحالات الطارئة والبسيطة مثل القرطاسيات الضرورية العاجلة، وأحبار الآلات الطابعة عند الضرورة القصوى، وتصليحات الصيانة البسيطة العاجلة في أضيق الحدود التي لا تتجاوز أسعارها أحياناً بضعة دنانير، وما شابه ذلك.

إن بغية النثرية هي لا تعدو ولا تخرج عن نطاق الاحتياجات الأساسية البسيطة جداً والطارئة التي لا تتحمل التأخير، لذلك منحت وزارة المالية الإدارات في الجهات الحكومية والهيئات هذا الباب المالي، وجاء في أنظمة الدليل المالي الموحدة أنه "يجب أن يصرح الصرف من سلفة المصروفات النثرية من قبل رئيس الإدارة المعنية".

وبين رئيس اللجنة أن معظم استمارات طلب تعويض مدفوعات سلفة نقدية "مصروفات النثرية" الخاصة بإدارة الخدمات الفنية موقعة بمعرفة مدير الإدارة، متسائلين: لماذا لم يلتزم مدير الإدارة بتعليمات وتوجيهات وزارة المالية الصادرة عبر أنظمة الدليل المالي الموحدة؟

مستغرباً المرباطي في السياق ذاته أن تقوم إدارة الموارد البشرية والمالية بالموافقة على تعويض المدفوعات النثرية لإدارة الخدمات الفنية التي صرفت على ما لذ وطاب من البقلاوة والحلويات والورود والكعك والمعمول وبأسعار باهظة، حيث أكد الدليل في شأن إجراءات تعويض المدفوعات النثرية: تقوم إدارة الموارد البشرية والمالية بالجهة الحكومية بعد استلام استمارة طلب تعويض مدفوعات سلفة نقدية (نثرية) بمراجعتها واعتمادها وإرسال طلب تعويض المدفوعات النثرية إلى إدارة الخزانة بوزارة المالية للتصريح وتعويض المنصرف من السلفة. أي أن إدارة الموارد البشرية والمالية أن توقف جميع الاستمارات بطلب تعويض السلفة التي تعتريها مخالفات في أوجه صرف غير قانونية.