العدد 5367 - الأربعاء 17 مايو 2017م الموافق 21 شعبان 1438هـ

200 عالم يبحثون من البحرين تطبيقات «التنمية المستدامة»...وحميدان: سوق العمل يتجه لـ «الرقمنة» والوظائف تتغير

الحواج في مئوية التعليم: البحرين بحاجة لخطة وطنية للتحول الرقمي

وزير العمل ينوب عن سمو رئيس الوزراء في رعاية المؤتمر الخامس عشر للتنمية المستدامة  - تصوير : عقيل الفردان
وزير العمل ينوب عن سمو رئيس الوزراء في رعاية المؤتمر الخامس عشر للتنمية المستدامة - تصوير : عقيل الفردان

تحتضن مملكة البحرين، وعلى مدى 3 أيام، نحو 200 عالم وباحث من أكثر من 25 دولة في المؤتمر الخامس عشر للتنمية المستدامة، وذلك لمناقشة جملة تطبيقات وموضوعات، من بينها: الثورة الرقمية لنظم المعلومات، سياسات المدن الذكية، وتحسين الأداء في القطاعين العام والخاص.

وفي اليوم الثاني للمؤتمر، أمس الأربعاء (17 مايو/ أيار2017)، والمنعقد بفندق الشيراتون، تحدث وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وهو ينوب عن راعي المؤتمر رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ليشير إلى توجه سوق العمل نحو الصناعات الرقمية، وتغير نمطية الوظائف التي تتطلب مهارات مهنية وتقنية تختلف عما كانت عليه قبل سنوات.

وأضاف «اتخذت الحكومة، وانطلاقاً من حرصها على التنمية المستدامة في مجال التكنولوجيا الرقمية، العديد من المبادرات لإنشاء منظومة تقنية متكاملة، من خلال تأسيس بنية تحتية الكترونية متقدمة في مختلف القطاعات، إضافة إلى إعداد كوادر وطنية لإدارة نظم المعلومات والتقنية عبر تدريب مهني متطور».

وفي الوقت الذي ثمن فيه الوزير التوصيات المرتقبة للمؤتمر، «في ظل وجود نخبة متميزة من العلماء والمفكرين وصناع القرار لمواجهة التحديات التي يفرضها النمو المتسارع للتكنولوجيا الرقمية»، تطرق إلى تجربة البحرين لمواجهة الفساد عبر تطبيقها الحكومة الإلكترونية، فقال: «القضاء على الفساد لا يقتصر على الحكومة الالكترونية، بل ان ذلك أولوية من أولويات العمل الاهلي والحكومي، وهنالك جهات رقابية ومتابعة تضمن سلامة تحقيق الأهداف وآليات العمل، لتفادي أي نوع من الفساد والتجاوزات والأخطاء».

ونوه الوزير خلال حديثه للصحافيين، بما حققته البحرين على صعيد التنمية المستدامة، وقال: «منذ أن بدأنا العمل باتجاه أهداف التنمية المستدامة والبحرين تلعب دورا رائدا في هذا المجال».

كما بين الوزير أن التكنولوجيا الرقمية تلعب اليوم دوراً مهماً وفاعلاً في كبريات الاقتصاديات العالمية، حيث دخلت هذه التكنولوجيا بقوة في عالم المال والأعمال، وباتت رقماً صعباً في المعادلات الاقتصادية الدولية، كما أصبحت منافسة للوظائف التقليدية، ما يحتم على صناع القرار وضع العلوم التكنولوجية ضمن اولويات السياسات والاستراتيجيات المستقبلية، لمواكبة هذه الطفرة التقنية الهائلة والمؤثرة على الواقع الاقتصادي والاجتماعي في العالم.

بدوره، نوه الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية ورئيس مجلس أمنائها عبدالله الحواج، بأهمية عقد وتنظيم المؤتمرات التي تتناغم مع تطلع مملكة البحرين لان تكون دائما في المقدمة، وأن تكون وفق رؤيتها لـ 2030، دولة الخدمات الممتازة، وأنموذجا للتقدم والازدهار».

وفي حديث له خلال افتتاح المؤتمر والذي تنظمه الجامعة الأهلية، قال الحواج: «نحن في الجامعات، مسئوليتنا الكبرى أن نترجم توجيهات القيادة الى واقع، ولذلك عندما تنظم الجامعة الاهلية هذا المؤتمر العالمي وتدعو إليه متحدثين ومشاركين من اكثر من 25 دولة، ومتخصصين في البحث العلمي ومختلف المؤسسات الدولية والأمم المتحدة، فإن ذلك كله هو المقدمات التي ستوصلنا الى رؤية 2030 فكل ذلك مؤشرات قياس».

وأضاف «الجامعة الأهلية تنظر بعين الاهمية لهذا المؤتمر الذي ينعقد بمشاركة المنظمة العالمية للتنمية المستدامة، ولا ننسى هنا الاشارة الى تكريم العالم كله لسمو رئيس الوزراء، نظير ما يقوم به على صعيد التنمية المستدامة، فإن المحصلة هي اننا نسير في نفس التوجه، وهو ما تعبر عنه رعاية سموه للمؤتمر».

وتابع «المتحدثون في المؤتمر من الدول المختلفة، يعلقون سواء بشكل عام أو خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، من بينهم رئيس المنظمة العالمية للتنمية المستدامة علام أحمد، ليتحدثوا عن البحرين الجميلة المضيافة التي تستقبل الناس بقلب دافئ، في صفة تمتاز بها البحرين، ويجب ان تكون جاذبة للدراسة ولشركات الاستثمار».

وأردف «هذا ما نعمل من أجله، فحين تنظم الجامعة الاهلية المؤتمر، فإن ذلك جزء من التسويق للبحرين، والتسويق للجامعة نفسها، ونحن على الرغم من مساحة مملكتنا المحدودة، فإن الطموحات الكبيرة هي امتداد لطموحات قيادتنا ما يدفعنا لأن نفاخر بأننا نحاول ان نصل الى المؤشرات التي وضعت في رؤية 2030، ونريد أن نؤكد على مستوى الاشقاء في دول مجلس التعاون، على الموقع الطليعي والطبيعي الذي يجب ان تكون فيه البحرين».

وواصل الحواج حديثه، «نتحدث والتعليم النظامي يكمل مئويته الأولى، إلى جانب ما ساهم فيه المشروع الاصلاحي لجلالة الملك من ظهور 10 جامعات خاصة وعدد من الجامعات الحكومية، وكل ذلك مقدمات لان تكون البحرين (بوسطن) الولايات المتحدة الأميركية، ولا أزايد حين اقول اننا نستطيع ان نكون بوسطن الولايات المتحدة، لكن بشرط ان يضع الجميع ايديهم في ايدي بعض وان نتشابك ونتعاون، لا أن يحاول كل منا أن يتربص بأخطاء الآخر، فنحن بشر وخطاؤون، وعلينا أن نساعد بعضنا بعضا لنقوى جميعاً من اجل البحرين الغالية».

وثمن الحواج رعاية سمو رئيس الوزراء للمؤتمر، وقال: «لا شك في ان هذه الرعاية غالية وعزيزة علينا وليست غريبة على سموه؛ لانه يرعى كل المشاريع العلمية والنهضوية، لذا فإن هذه الرعاية هي وسام نتشرف ونعتز به، وهذه الرعاية أيضا تضع دينا علينا؛ ان نحقق لصاحب السمو ما يطمح الى ان تصل اليه البحرين، ولذلك الجامعة الاهلية نقولها بصوت عال شكرا يا صاحب السمو، فالاهلية كلها وابناء الاهلية كلهم يقولون لك: نحبك يا خليفة».

الحواج: ليست معاناة

ورداً على سؤال بشأن مدى مواكبة البحرين، التي تكمل قرنا على انطلاقة التعليم النظامي فيها، للثورة المعلوماتية، وخصوصاً على صعيد التعليم الحكومي والخاص، في ظل حديث للوزير النعيمي عن التحول للمنظومة الرقمية، قال الحواج: «لا شك في ان البحرين جادة جداً في هذا الاتجاه، واذا تحدث عنها الوزير فنحن ايضا نتحدث عنها لنتمنى ان تتلاقى إرادتنا مع ارادة الوزير ونعمل سوية، ونحن نؤكد له في كل مناسبة اننا نتمنى ان نتعاون وان نكون شركاء في القيام بهذه المهمة، فلا الوزير ولا وزارته ولا نحن لوحدنا سنستطيع القيام بهذه المهمة، لذا يجب ان تكون هذه المهمة مهمة جماعية وخطة وطنية واضحة، ليصبح التعامل بيننا من اجل الافضل وليس من اجل التركيز على اخطاء الآخرين»، وأضاف «أنا أرسل رسالة واضحة جدا، وأقولها دائما، نحن نخدم هذه المملكة الغالية، ونحن نؤكد على التزامنا بكل اللوائح وبكل القوانين التي تؤدي الى الافضل».

وتعليقاً على ثنائية الجامعات الخاصة والعامة، قال: «قبل 10 أو 15 سنة كان السؤال بشأن المفاضلة بينهما، يمكن أن يسأل، أما اليوم فإن المقبول هو الحديث عن المستوى التعليمي لخريجي تلك الجامعة وجودة الدراسة في تلك الجامعة، وهو ما يهم ولي الأمر والطالب».

وأضاف «لذلك، متى ما اراد أي مجتمع ان يتطور فلا يجوز ان يكون نصفه مغيبا، اذ لا يجوز ان يكون القطاع العام يعمل ويعطينا كل شيء بينما القطاع الخاص مغيب، فالقطاعان شريكان وجناحان لعملية واحدة ولطير واحد».

وفيما إذا كان حديثه هذا، مؤشرا لمعاناة على مستوى قطاع التعليم، قال: «ليست معاناة بقدر ما انها نوع من التمرد ولكنه تمرد نابع من حب، واندفاع للوصول للأفضل».

وللمزيد من الايضاح، قال الحواج: «ما أود ايضاحه بشكل اكبر، انني لا أتحدث هنا عن معاناة، ولا عن شكوى، وانما عن طموح للوصول الى ما هو اكبر».

وبشكل محدد، تحدث الحواج عن المرتبة التي يطمح ان تتبوأها الجامعات الخاصة في البحرين، فقال: «اعتقد وبكل أمانة، ان اللوائح والقوانين التي وضعت من قبل مجلس التعليم العالي تسير بنا على الطريق السليم، كما اعتقد ان ما قامت به هيئة ضمان الجودة وما يقوم به مجلس التعليم العالي، صحح كثيرا من الاخطاء التي وقعت فيها الجامعات سواء كانت خاصة أو عامة، وبموازاة كل ذلك اعتقد أن البحرين تضم اليوم جامعات خاصة تماثل الجامعات العالمية العريقة؛ وكل ذلك بسبب الانضباط».

وأضاف «لذا ارجو بكل وضوح ان لا يترجم حديثي وأنا أتطرق لمفهوم الشراكة على انه شكوى أو معاناة، فالطموح اكبر بكثير، ونتمنى ان نحقق ولو جزءا من هذا الطموح، ولا أجامل حين اقول اننا حين نسير على هذا النهج الذي توصف به البحرين سنصل، وستكون بعض جامعاتنا في هذه المملكة الصغيرة من أفضل 500 جامعة في العالم، نقول ذلك عهداً، وسنثبته بفضل الدعم الذي نتلقاه من القيادة».

العالي: أكثر من 3 % للبحث العلمي

أما رئيس الجامعة الأهلية منصور العالي، فتطرق في حديث صحافي إلى موضوع البحث العلمي وأولويته لدى الجامعات، كما تحدث في السياق ذاته عن تجربة الجامعة الأهلية، فقال: «البحث العلمي هو اساس تقييم الجامعات الذي يبنى على التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، فالبحث العلمي جزء لا يتجزأ من حياة الاستاذ الأكاديمي، وهو سبيله الى الترقية الى مرتبة الاستاذية، وهو سبيله لإبقائه حيا في مجال تخصصه»، مضيفاً «هذا النوع من المؤتمرات يخدم هذا الهدف، وبالنسبة لتجربة الجامعة الأهلية فإن أساتذتها يذهبون لشتى أنحاء العالم لحضور المؤتمرات وتقديم أبحاثهم والعكس صحيح ايضا، حيث يأتي الخبراء والأساتذة من مختلف الدول ليقدموا أبحاثهم بالتعاون مع أساتذة الجامعة الاهلية».

وتابع «استراتيجية البحث العلمي حددت جملة آفاق للبحث العلمي، وكما نعلم فإن هذا المؤتمر هو في حلته الـ 15، جاء ليدلل على استمرارية حيويته وديمومته، ووجوده في البحرين سيترك تأثيراته الايجابية على البحرين وعلى مكانتها وتعزيز البحث العلمي فيها وتعزيز واقع الجامعات، وجعل البحرين منارة للمنطقة واستقطاب الباحثين».

وفيما يتعلق بحجم الانفاق على البحث العلمي على المستوى البحريني، قال: «بالنسبة للجامعة الاهلية فإنها تنفق على البحث العلمي في عدة محاور، اقامة المؤتمرات العلمية واقامة الندوات العلمية، تمويل الاساتذة للذهاب الى مؤتمرات وتقديم بحوثهم، تشجيع الاساتذة عند نشر أي بحث وحصولهم على المكافأة، وتشجيع تبادل الزيارات بين الأساتذة، اما المبلغ فمحكوم بقرار من مجلس التعليم العالي وهو 3 في المئة من وارادت الجامعة، كحد أدنى»، لافتاً إلى أن «الجامعة الاهلية تتخطى هذا الرقم في الغالب، وهي لا تدخر جهدا في تمويل أي جهد بحثي لاي استاذ».

بجانب ذلك، تناول العالي إنشاء الجامعة الاهلية، 4 فرق بحثية متخصصة، كل فرقة تضم مجموعة من الأساتذة لبحث موضوع من موضوعات البحوث العلمية والتوجيه على ان يكون ذلك خادماً البحرين، سواء عبر النظر في مشاكل معينة موجودة أو تطوير أمور مستقبلية، مبيناً أن ذلك منح الجامعة القدرة على أن تأتي في اعلى قائمة الجامعات في مجال البحث العلمي والنشر على المستوى البحريني.

العدد 5367 - الأربعاء 17 مايو 2017م الموافق 21 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً