العدد 5369 - الجمعة 19 مايو 2017م الموافق 23 شعبان 1438هـ

ترامب يغادر أميركا في أول رحلة له خارج البلاد منذ تنصيبه... والسعودية أولى محطاتها

ترامب مع زوجته ميلانيا أثناء مغادرتهما قاعدة أندروز بميريلاند في أولى جولاته الخارجية - REUTERS
ترامب مع زوجته ميلانيا أثناء مغادرتهما قاعدة أندروز بميريلاند في أولى جولاته الخارجية - REUTERS

من الرياض إلى القدس وبيت لحم وروما وبروكسل وصقلية، يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب - الذي يواجه صعوبات في واشنطن - أول جولة له في الخارج ستكون محط أنظار عواصم دول عدة.

وغادر ترامب قاعدة أندروز العسكرية في ضاحية واشنطن أمس (الجمعة)، في طائرة «اير فورس وان» في أول جولة له في الخارج.

وغرّد ترامب صباح أمس قبل مغادرته «أستعد لأول رحلة لي إلى الخارج. سأحمي المصالح الأميركية بقوة».

وتستمر جولة ترامب، الأولى منذ تسلمه الرئاسة هذا العام، لثمانية أيام تتضمن ست محطات، ولقاءات عدة مع شخصيات نافذة مثل الملك سلمان في السعودية والبابا فرنسيس والرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون.

وشهدت الفترة التي سبقت مغادرته بروز سلسلة من القضايا التي تم الكشف عنها وهزّت مكانته على الصعيد المحلي، حتى أنه بات يقارَن بشكل واضح مع الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون الذي أرغم على الاستقالة عام 1974.

وتطرح كذلك تساؤلات عدة بشأن قدرته على التعاطي كرئيس مع نظرائه الأجانب. (التفاصيل ص24)


أجندة تشمل خطاباً شديد اللهجة إزاء إيران... وإعلاناً محتملاً بتوقيع صفقات سلاح جديدة

ترامب يبدأ أولى جولاته الخارجية وسط صعوبات في الداخل

واشنطن - أ ف ب

من الرياض إلى القدس وبيت لحم وروما وبروكسل وصقلية، يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يواجه صعوبات في واشنطن، أول جولة له في الخارج ستكون محط أنظار عواصم دول عدة.

وغادر ترامب قاعدة اندروز العسكرية في ضاحية واشنطن قرابة الساعة 14,30 (18,30 ت غ) في طائرة «اير فورس وان» في أول جولة له في الخارج.

وغرد ترامب صباح أمس الجمعة (19 مايو/ أيار2017) قبل مغادرته «استعد لأول رحلة لي إلى الخارج. سأحمي المصالح الأميركية بقوة».

تستمر جولة ترامب، الأولى منذ تسلمه الرئاسة هذا العام، لثمانية أيام تتضمن 6 محطات، ولقاءات عدة مع شخصيات نافذة مثل الملك سلمان في السعودية والبابا فرنسيس والرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون.

وشهدت الفترة التي سبقت مغادرته بروز سلسلة من القضايا التي تم الكشف عنها وهزت مكانته على الصعيد المحلي، حتى أنه بات يقارن بشكل واضح مع الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون الذي أرغم على الاستقالة عام 1974.

وتطرح كذلك تساؤلات عدة بشأن قدرته على التعاطي كرئيس مع نظرائه الأجانب.

ففي الجولة الأولى لترامب كرئيس دولة، ستكون كل كلمة يتفوه بها وتصرف وتغريدة ينشرها عبر موقع «تويتر» تحت المجهر.

وسترافق الرئيس المعروف عنه عدم ارتياحه للرحلات الطويلة، زوجته ميلانيا التي بقيت بعيدة عن الأضواء وتظهر إلى جانبه فقط في المناسبات.

كما سيرافقه على متن الطائرة الرئاسية اثنان من أقرب مستشاريه، ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر.

السؤال هو ما هي الرسالة الذي سينقلها ترامب إلى العالم؟

على صعيد السياسة الخارجية، تراجع الرئيس بشكل كبير عن تعهداته الأكثر إثارة للجدل خلال حملته الانتخابية، متبعاً نهجاً يشبه في كثير من نواحيه ذاك الذي سار عليه سلفه باراك أوباما.

لكن لا يزال على قطب العقارات أن يشرح لشركائه الأجانب كيف يمكن لشعاره الأبرز «أميركا أولاً» التوافق مع التعددية.

بعيداً عن الشعارات، يبقى الكثير من الأسئلة بانتظار إجابات.

خطاب عن الإسلام

ويتحدث البيت الأبيض عن رحلة «تاريخية» سيقوم بها ترامب، في إشارة إلى محطاته في السعودية والفاتيكان والقدس، والتي سيتواصل خلالها مع قادة الديانات التوحيدية الرئيسية.

وخلال اليومين اللذين سيقضيهما في الرياض، سيسعى ترامب على الأرجح إلى التأكيد على تباينه مع أوباما، الذي نظر إليه بعين من الريبة من قبل دول الخليج.

ومن المرجح أن يستقبل الرئيس الأميركي بحفاوة بفضل أجندة الزيارة المتوقعة والتي تشمل خطاباً شديد اللهجة إزاء إيران وعدم تركيز على قضايا حقوق الإنسان وإعلاناً محتمل بتوقيع صفقات سلاح جديدة.

لكن ترامب ربما يجازف بإلقاء كلمة عن الاسلام أمام عشرات القادة المسلمين المتجمعين في العاصمة السعودية، نظراً إلى التوترات التي أثارها قرار حظر السفر الذي أصدره واستهدف عدة دول غالبية مواطنيها من المسلمين والعالق حالياً في المحاكم الأميركية.

وقبل الجولة، قال ترامب: «سأتحدث إلى القادة المسلمين وأحضهم على محاربة الكراهية والتطرف وتبني مستقبل مسالم لديانتهم».

في إسرائيل، يأمل ترامب بإعادة إحياء عملية السلام المتوقفة دون أن يوضح كيف سيقوم بذلك، خلال لقائه بـ «صديقه» رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس والرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم.

إلا أن زيارته إلى إسرائيل تثير جدلاً منذ الآن لأنه يعتزم التوجه إلى حائط المبكى الذي يسميه المسلمون البراق، ولأنها تأتي على خلفية كشفه معلومات استخباراتية أمام مسئولين روس كان حصل عليها من إسرائيل.

ولا يمكن التكهن كذلك بنتائج اللقاء الذي سيجمعه مع البابا فرنسيس إذ يختلف الزعيمان في كل المسائل تقريباً، من التغير المناخي إلى سياسة اللجوء، رغم أن الحبر الأعظم يقول بأنه سيستمع بانفتاح إلى ما يقوله الرئيس الأميركي.

وستنتهي زيارة ترامب في أوروبا إذ أربكت تصريحاته المتعلقة بـ «بريكست» وحلف الأطلسي ومستقبل الاتحاد الأوروبي حلفاء واشنطن التاريخيين.

ومن المقرر أن يلتقي ترامب بأعضاء حلف شمال الأطلسي في بروكسل قبل أن يتوجه إلى قمة دول مجموعة السبع في تاورمينا، وهي بلدة في صقلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

في هذا السياق، تساءل مستشار أوباما السابق، تشارلز كوبتشان، إن كان ترامب «يستثمر في العلاقة مع شركاء (حلف) الأطلسي كما فعل كل رئيس سابق منذ بيرل هاربر،» الحدث الذي أدى إلى دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية.

وأضاف «تسلم الحكم وهو يشير إلى خلاف ذلك. ومنذ ذلك الحين، تدل أقواله وأفعاله على أنه قد يقوم بذلك. ولكن أعتقد أن الجميع سيراقب» ما سيكون موقف ترامب حيال هذه المسألة.

ولا يزال على ترامب شخصياً التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالبند الخامس المتعلق بالدفاع المتبادل مع حلف شمال الأطلسي.

جولة نيكسون

ونظرة الأميركيين إلى هذه الزيارة تعد غاية في الأهمية بالنسبة إلى ترامب.

ويأمل الرئيس الجمهوري المدرك جيداً لحجم المخاوف المتزايدة من خطر الإرهاب، بالعودة بالتزامات صلبة من حلفاء واشنطن بشأن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

لكن وبغض النظر، لن تساعد جولة ترامب الدولية على وضع حد للفضائح التي تخيم على البيت الأبيض.

وبالنسبة إلى المحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية، بروس ريدل، والخبير حالياً لدى معهد «بروكينغز»، فإن المقارنة التي تأتي إلى الأذهان مباشرة هي جولة نيكسون عام 1974 إلى الشرق الأوسط، والتي أمل الأخير بأنها ستحقق فوزاً دبلوماسياً «يصرف الانتباه عن فضيحة ووترغيت».

ويذكر ريدل بأنها «لم تنجح» إذ «ركز الإعلام الأميركي على فضيحة ووترغيت وتعامل مع الجولة على أنها قضية جانبية (...) فيما بقيت ووترغيت تنزف وتنزف».

لوحة في أحد شوارع الرياض ترحب بزيارة الرئيس الأميركي - REUTERS
لوحة في أحد شوارع الرياض ترحب بزيارة الرئيس الأميركي - REUTERS

العدد 5369 - الجمعة 19 مايو 2017م الموافق 23 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً