يحضر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة مجلس النواب في جلسته المقبلة، يوم الثلثاء (30 مايو/ أيار2017)؛ لمناقشة رده على السؤال المقدم من النائب أحمد عبدالواحد قراطة حول طبيعة التهديدات المشتركة التي تواجه دول مجلس التعاون خلال هذه المرحلة، والذي كان مؤجلا منذ 24 يناير/ كانون الثاني2017.

وقال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: إن «دول المجلس تواجه تهديدا إقليميا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحت شعار تصدير الثورة والذي هو مبدأ أساسي في الدستور الإيراني بحسب المادة (154)، وذلك بالتدخل في الشئون الداخلية لدول المجلس بالتصريحات والخطابات المعادية على جميع المستويات، وقيام الحرس الثوري الإيراني بتدريب المجاميع الإرهابية وتهريب المتفجرات إليها ودعمها بالمال والسلاح، كما يقوم حزب الله، ذراع إيران في المنطقة العربية، بدعم المجاميع الإرهابية بالتدريب وتهريب الأسلحة والدعم اللوجستي والسياسي لها.

وأفاد «تواجه دول مجلس التعاون الخليجي خلال هذه المرحلة تهديدات كثيرة متداخلة وشائكة تواجه دول المجلس، فالأحداث التي طرأت في السنوات الخمس الأخيرة على مستوى المنطقة زادت من تعقيد المشهد السياسي والأمني في هذه الدول، لما أفرزته الثورات والحروب في الدول العربية من ظواهر خطيرة مثل الإرهاب والتطرف والطائفية، والتي أثرت بدورها على أمن واستقرار دول المنطقة، كما أثرت على المجتمعات الخليجية، ناهيك عن التهديد الأمني المباشر القادم من الحدود اليمنية في الجنوب والعراقية في الشمال، أما إيران فكانت ولاتزال تحتل المركز الأول في تهديد أمن دول المجلس وزعزعة استقرارها، سواء بنفوذها النووي أو بتدخلاتها في الشئون الداخلية لبعض دول المجلس، أو بدعم وتمويل جماعات سياسية وإرهابية في اليمن وسورية والعراق ولبنان وغيرها من الدول».

وتابع «يمثل الإرهاب وتأسيس جماعات إرهابية مثل داعش وتنظيم القاعدة والتي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية والخليجية وشملت بإرهابها دولا في أوروبا والعالم وتهديد المنطقة».

وأكمل «ولقد كان حجم التنسيق الخليجي ضد التدخلات الإيرانية في دول المجلس كبيرا، إذ قامت بإصدار البيانات التي تدين هذا التدخل الإيراني واعتبرت حزب الله إرهابيا ودعت المجتمع الدولي إلى إدانة هذا التدخل، وقامت كل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وخفضت بعض الدول الخليجية (الإمارات، قطر) من مستوى التمثيل الدبلوماسي لها في طهران».

وواصل وزير الخارجية «كما قامت دول المجلس بحملة دبلوماسية على المستوى العربي والإسلامي والدولي، وتم إدراج بند دائم بمجلس القمة العربية ومجلس جامعة الدول العربية تحت مسمى (التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية)، واتخذت العديد من القرارات بهذا الشأن كان آخرها القرار الصادر عن القمة العربية في نواكشوط، وتم تأسيس لجنة دائمة في جامعة الدول العربية تحت مسمى التدخلات الإيرانية في الدول العربية بعضوية (البحرين، مصر، الإمارات، السعودية) كما تمت إدانة التدخلات الإيرانية في منظمة التعاون الإسلامي، وكان القرار الأخير هو الذي صدر في مؤتمر وزراء خارجية المنظمة في اسطنبول في 15 أبريل2016».