العدد 5378 - الأحد 28 مايو 2017م الموافق 02 رمضان 1438هـ

رواية باللهجة الدارجة : قصة الزوجة الرابعة 

دشت حليمة المطبخ ، بتقطع لودام ، ما شافته ، طلعت لعمتها : عمتي ما في ودام .

ام معتوق تنقي العيش في الحوي و ترمي الصلابيخ في الرمل ، طالعت مرت ولدها : هاكو فوق لدرام في القدر دجاجة له .

عمياء يا بتي ؟

من صبح مطلعتنها .

حليمه : اني بطلت النايلونه ما فيها الا البصل والطماطا ، برجع  اشوف مرة ثانية .

ردت دشت المطبخ تدور القدر اللي على لدرام ، شافته في الارض منقلب والمغطى في صوب و ما في شي .

حملت القدر ودته لعمتها : شوفي عمه هذا هو ؟ 

ام معتوق : اي هذا هو ، وينهي الدجاجة ؟

حليمة : ما في دجاجة ، مرمي في الارض .

ام معتوق تصفع على راسها : عجل سحبها السنور الاسود ، العن ابوه ، مو مخلي لينا ودام .

هالمرة باعلقه في الملاية ما يطاله .

حليمة : اني اذا طلعت لودام أملحه ، و أحط عليه الحجَرة الا ورا الباب .

ام معتوق : اني مصيوده عاد ما اتوب ، قايله ليوسف حميش يغويه يوديه الخرابة او يقتله .

حليمة : مو زين تآذين السنانير ، و السودان يخوفون .

ام معتوق : عجل ويشو اسوي فيهم ؟ مغربلينا .

ابو معتوق جاي من برا في ايده چيس ، ويفلته على ام معتوق ، خدي التتن مالش ، تبلعينه بلاع ؟ ارحمي روحش شوي .

ام معتوق : جيبه وما عليك مني ، اني صدري من صغري مو من القدو .

تقوم بالمنسف مال العيش بتروح تغسله : ويش الشور في الغداء يبو معتوق ؟

ابو معتوق : ويش الشور بعد ؟، هي لقمة تنأكل ، اللا بتسوونه .

ام معتوق : ما عندنا الا دجاجة وأكلها السنور ، وسمچ  ما فيه .

ينقهر ابو معتوق ويستحمق عليها : چم مرة انتين مصيوده من هالسنور ؟ الحين ويشو بتطبخين لينا ؟

 ام معتوق تنقهر : واني ويش دراني بيغافلني وبدش السنور ، هداني في الحوي ما تباعدت ، عيوني في المطبخ ، روح شوف عبد الصمد جيب من عنده دجاجة خله يذبحها وينظفها .

ابو معتوق : لا أنا ولا من راح ، لريال الا عندش خشِّيه ، الحالة قشرة ، سوي عيش وصالونة عدس .

ام معتوق : علهواكم .

حليمة طلعي العدس من الزيلة وغسلي چيلتين وفرمي بصل .

حليمه : ان شاء الله .

ابو معتوق راح يعسعس للسنور ، شافه وراء لحضار ويا السنانير يتناهبون الدجاجة ، فلت عليهم لنعال وشردوا .

أخذ الدجاجه وجابها لمرته : شوفي دجاجتش ما ضل فيها الا لعظامة .

ام معتوق ، قايله ليكم غَووه او ضربوا راسه بحجر فلقوه .

سليمة جاية منظفة الورشه من الآيل وجايه في ايدها كاب مضروب مجودتنه بقرطاسه ، دشت المطبخ : جودوا هادي مضروبة من بيت ام سلمان .

خذته حليمه و غطته بالمغطى و حطت عليه الفوطة .

ام معتوق استبشرت شوي : رحم الله والديها ، جابوا لينا غدا يمكن لصبيان ما يبون العدس .

سليمة : والدجاجة اللا جابها اخويي ؟

ام معتوق : باقها السنور وما ضلت الا لعظامة .

ودشت مرزوقة عليهم ، جايه من عند المراخة وفرحانه ، شافتها سليمة : ويشو جايبنش هالحزه يختي ؟

مرزوقه : وينهي امي ؟

ابوها شافها وهو داخل عريشه : ويشو فيش مرزوقة جاية هالحزة ؟ حمسانه ويا بيت عيالش ؟

مرزوقة دشت لابوها تسلم عليه : شحوالك ابويي ، لا مو حمسانه ، جاية اشوفكم وبتغدا وياكم .

راحت لامها المطبخ وهي مستانسه : شحوالش اماه ؟ شحوالش مرت اخويي ؟

تلتفت ليها امها ومستعجبة : حياش الله ، ويش جايبنش هالحزة ؟

مرزوقة : يووووووه ما تبوني اتغدى وياكم له ؟

حليمة : البيت بيتش حماتي ، بس غدانا عدس انچان تاكلينه .

مرزوقة : الحمد لله كل شي نعمه ، 

 تاخذ امها في الليوان وتكلمها بالعدال : اماه الحين اني جاية من المراخة رايحه ليها ، افادي كل هاوي .

ومسحت عافيتي ورفعت افادي ، وخبرتني اني حامل .

استانست ام معتوق : حلفي ، مو تچدبين ؟

مرزوقة : و الله العظيم اماه صدق ، و قالت دخلت الشهر الفاني .

ام معتوق ، شبقتها و حببتها : الحمد لله رب العالمين ، بالبركة يابتي ، الفال لمرت اخوش .

سمعت حسهم حليمة و تهضمت : بالبركة مرزوقة .

مرزوقة الله يبارك فيش مرت اخويي .

انتين بعد روحي للمراخة حسناء ، واجد زينه حتى تعالج الا ما يحملون . واجد يتعالجون عندها .

رچبت صالونتها ودشت عريشها متغبنه .

جت حزت الغداء وحطوا السفرة وتجمعوا عليها وجابت حليمة قدر العيش والصالونه ، ونچبوا الغدا .

معتوق يطالع الغداء : لويه مسويين عدس ، هدانا جايب ليكم دجاجة ، وينه وديتوها ؟ 

ام معتوق : باقها السنور و وهقني .يا ولدي .

ام معتوق تزعق على سليمة : سليمه جيبي كاب المضروب وملة التمر .

حطوا الغدا ، معتوق ما جاز له الغداء ،  نفض ايده وقام ، و تجارَمت امه : اقعد ياولدي كل مضروب .

ما رد عليها .

 چم من يوم و حليمة تفكر في الحمل ، عزمت تروح للمراخة و ما قالت لاحد .

وخبرتها انها حامل وجت طايرة من الاناسة ، ما بتفاشر عليها حماتها .

حست انها تتعب بسرعة بس ما تدري ويش فيها ، وخبرت كل اهلها من الفرحة .

مرت شهور الحمل وولدوا فنتينهم ، حليمة جابت بنية و مرزوقة صبي .

وعقب چم شهر ردوا حملوا ، عقب سنه ونص ولدوا مرزوقة جابت صبي و حليمة جابت بعد بنية .

اخوته قاموا يبربرون عليه على البنات ، وقف له اخوه يوسف و هو بيطلع للورشة  : ما فيها صبيان عفر مرتك ؟ كل بنات ، نبا ولد يشيل اسم العيلة .

ابو معتوق : ادا تقدر على حكم ربك يالله خله يعطينا صبيان ، و البنات و لصبيان نعمة ، البنات حسنات .

يوسف و مرتضى راحوا من صبح يشوشون امهم ، دشوا لامهم يتريقون : صبحش الله بالخير ام معتوق .

ام معتوق : هلا بالعيال ، الله يصبحكم بالخير و العافية .

يصبون ليهم چاي ويتريقون .

يوسف : اماه ما تبين لش جاهل يحمل اسم بيت الدولاب .

ام معتوق : چان زين يا ولدي ، عرسوا و جيبوا الولد ، تبوني ادور ليكم بت الحلال بادور .

مرتضى : وين رحتين اماه ؟ احنا شغل ما اشتغلنا عدل بعدنا صبري علينا نحصل شغل عدل و بنعرس .

ام معتوق : عجل لاويه هالبربار من الصبح ؟

يوسف : أعني مرت ولدش ام البنات ، 

ام معتوق : و البنات ويشو فيهم كلهم نعمه و توها المرة حملتين ، ان شاء الله الثالثة صبي ، 

مرتضى : اكيه اختى مرزوقة معرسه وياها و جابت صبيين

ام معتوق : لا تحطون بالكم على اخوكم ، الحمد لله مرتاح و يا مرته ، كلها عطايا رب العالمين .

يوسف : أماه المرة ما فيها صبيان ، دوري له بت الحلال الا تجيب له صبيان .

و تزمر عليهم وتقومهم من عندها : چب ، وكلمة زياده قوموا عني لا تضايقوني وتضايقون اخوكم ، و لا اسمعكم تجيبون طاري ، لازم تخربون على اخوكم ، هو الا شايلنكم و يصرف عليكم ، و اشطر منكم ، هاكو من الصبح يقابل دكانه و ورشته و انتوا حوامه ويا ولاد ابليس .

قاموا من عندها ، و حسهم كله في عريش اخوهم .

و ضلت كل متهضمة المرة و متغبنه وخايفة يشوشون اخوهم و يعرس عليها ، 

مرت ايام و اسابيع و نفسية المرة تتعب ، و معتوق كلمها اخذ بخاطرها و قال ليها انه يحبها و قابل بالنعمة الا عنده و اذا الله كاتب بيعطيهم ، بعدهم صغار .

اتطمنت شوي .

معتوق الله موفقنه ، اعتدلت سوقه ، و صار الدكان و الورشة من الصبح للمغرب شغالين ما يبندون ، 

شاف البيزة تجري في ايده و قال بفرح امه ، 

وراح سوق الغنم و اشترى ليها غنمة و جابها ، دش البيت يزعق : ام معتوق ، تعالي شوفي ويش جايب لش .

طلعت حليمه من عريشها حامله بتها والثانية وراها ، و سليمة بعد نطت تطالع ، شافوا الغنمة واستانسوا .

ام معتوق فرحانه : هادي الينا يا ولدي ؟ 

معتوق شاف الفرحة على وجوههم واستانس : اي يماه هاذي ليكم ، باچر تحمل لش وتجيب لش تيوس وتشربين حليب الزين و تاكلين لحم الزين .

 وطلع رزمة ريالات وقروش وعطاهم امه : جودي اماه هذا من بركة دعاش .

 ام معتوق : الله يزيدك من خيره ويفتحها عليك يا ولدي .

وراحت حطتهم تحت مخدتها .

جاء ابو معتوق ويسمع لتبمبع : غنمة من الا في البيت ؟

سليمة : معتوق جايبنها لامي .

خدها ابو معتوق وربطها في عصي العريش : حليمه ، جيبي فضيل الخضرة الا في الچيس ليها .

سليمه  ترسي لسطل ماء وجيبيه .

استانس ابو معتوق ومعتوق وكل العيلة ، والبنات يصبحون ويروحون يلعبون وياها .

وداك اليوم ام معتوق طالعة بيت الجيران من الصبح تودي سفرهم ، والبنات بعدهم نايمين ، ولصبيان في اشغالهم .

خدت ليها ساعة ساعتين وجت ، دشت البيت الا عريشها مفيع ، تعجبت ، من بدش عريشها ، يمكن سليمه او ابو معتوق ، بس الغنمة مو في مكانها ، 

وما دشت العريش الا الغنمة شبعانه من أكل لريالات و ما ضلت الا القروش المعدن ، وتطردها من العريش وتصرخ وتدعي وهي تدور باقي البيزات ما حصلتهم .

طلعوا ليها البنات متخرعين 

حليمة : وشو فيش عمتي ؟

سليمة : خرعتينا اماه وشو فيش .

ام معتوق تصفع على راسها ، وتأشر على الغنمة : ما اباها طردوها ، العن ابوها لابو الا جابها .

تقعد صوبها سليمة : صلي على محمد اماه ، وشو صار عاد ؟ سكتي عن لصياح وعلميني .

ام معتوق : الغنمة أكلت كل لريالات الا اجمعها لبنيان البيت .

ويسمع ابو معتوق الحس من برا ويدش : لاويه هالوقعة الا عندكم ؟

حليمة : الغنمة ماكلة فلوس عمتي من تحت المخده .

ابو معتوق مستعجب : على چم ريال بتدبحين روحش ؟

ام معتوق تصارخ عليه : مو تعبان فيها ، هداني اجمع لريال على لريال حتى نبني هالبيت نفس الناس .

ابو معتوق يتمسخر : ومن قايل لش هالبيت بينبني ؟ ما يبى له ماليات ، نذر عليي ان انبنى البيت الا احرق سعف لنخيل واشمشها طوف البيت .

 

 

يتبع...

+_+_+_+__

معاني بعض الكلمات الواردة في الرواية

العيش : الرز 

الصلابيخ : الحجارة الصغيرة التي تكون في خيشة الرز

النايلونة : وعاء من البلاستيك

المغطى : غطاء القدر

الملالة : سلة من الخوص تعلق في سقف العريش او الليوان وتتدلى قليلا نحو الارض ، لوضع الاكل فوقها

التتن : التبغ

المسف : آنية من الخوص مسطحة تستخدم لنفض الارز عن الغبار

الشور : الرأي

مصيودة : تورطت مسبقا 

خشِّيه : احفظيه

الزيلة : الدلو

چيلتين : مكيالين من مكيال الرز

كاب : صحن التنك

تجارمت : أحست بالذنب 

حمسانة : زعلانه مع زوجها

افادي : قلبي

هاوي : ليس بمكانه

المضروبة : رز مهروس مع الدجاج 

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 9:52 ص

      سلمت حبيبتي أم علي ولا حرمنا الله بوح قلمك الذي يعود بنا الى زمن الآباء والأجداد
      حلقات رائعة ومشوقة في انتظار التكملة والمزيد من ابداعك

    • زائر 13 | 9:49 ص

      عجبتني عجبتني عدل. تسلم يدش على هالقصه. وبالتوفيق انشالله

    • زائر 12 | 8:47 ص

      رحم الله والديش خيو أم علي رجعتينا لأيام الطيبين وأصالة زمن الأول
      وربي يرزقش الخير بكثر الفرحة اللي ادخلتينها علينا
      وبالتوفيق دوم يااختي

    • زائر 11 | 8:38 ص

      ابدااااااااع يم علي ذكرتينا بالماضي الجميل بالتوفيق خيه وإلى الأمام دائما
      عجيبه أم علي عجيبه
      القصة حليوه وعجيبه
      والغنمه سوت مصيبة
      أكلت لريالات غصيبه
      والمره حلت عليها مصيبة

    • زائر 10 | 8:29 ص

      ابدااااااااع يم علي ذكرتينا بالماضي الجميل بالتوفيق خيه وإلى الأمام دائما
      عجيبه أم علي عجيبه
      القصة حليوه وعجيبه
      والغنمه سوت مصيبة
      أكلت لريالات غصيبه
      والمره حلت عليها مصيبة

    • زائر 9 | 8:29 ص

      وسفه عل ريالات أم معتوق
      جمعتينها لبنيان البيت بطابوق
      مال جمعته بالحلال وماهو مسروق
      دخل أبو معتوق والوجه مصفوق
      يفكر في فلوسه وحاله مخنوق
      نصيحه لمعتوق بيع الغنمه في السوق
      وأشتري بقيمتها لتجميع البيزات صندوق
      ولتغير حالهم الكل في أم علي موثوق
      ام جاسم رباب الملا

      79411

    • زائر 8 | 8:23 ص

      ابدااااااااع يم علي ذكرتينا بالماضي الجميل
      بالتوفيق خيه وإلى الأمام دائما
      عجيبه أم علي عجيبه
      القصة حليوه وعجيبه
      والغنمه سوت مصيبة
      أكلت لريالات غصيبه
      والمره حلت عليها مصيبة

    • زائر 7 | 8:04 ص

      للإبداع عنوان عنوانه زهراء مبارك حقا مبدعه بما تحمله الكلمه من معاني وقليله في حقها تمنياتي لك بالتوفيق دائما وننتظر الإصدارات.

    • زائر 6 | 6:17 ص

      سلمت يداك ام علي.. قصة مشوقة و تخلينا نحن للماضي و عبق الماضي.. و هذا جزء بسيط من سلسلة القصص اللي تكتبينها .. كلها تعيشنا في ذاك الزمن اللي عشناه و تربينا فيه .. الى الامام يا ام علي و ان شاءالله ما تنقطع هالسلسلة يا رب ????

    • زائر 5 | 6:11 ص

      بالتوفيق ام علي الى الامام دائما ... وماقي اجمل من اللهجه القديمه تعيشنا في جو الستينات...ننتظر الحلقه القادمه

    • زائر 4 | 6:08 ص

      هي قصة عاشت بيننا في المها وفرحها واحاسيسها وحتى صمت جدرانها ، قصص طرقت كل بيت وكل شخصية من شخصيات القصص لها رديف في الملموس

    • زائر 3 | 5:56 ص

      الله يعطيش العافيه يا ام علي بالتوفيق دائما

    • زائر 2 | 2:55 ص

      عجبتني اللهجة. تسلم ايد اللي كتبها.

    • زائر 1 | 2:47 ص

      عجيبه صراحة تخيلت بيت العود مع اني مازعشتزفي عريش بس من قصص جدتي الله يرحمها عشت الجو وياكم رااااااائع جدا نتظر التكملة

اقرأ ايضاً