عبرت قمة مجلس التعاون الخليجي في بيانها الختامي أمس في الدوحة عن إدانتها «للتهديد» الذي وجهه الرئيس العراقي صدام حسين إلى الكويت، معلنة من جهة ثانية إطلاق الاتحاد الجمركي بين دول المجلس مطلع 2003. واكد البيان الختامي للقمة 23 التي انطلقت أعمالها السبت ان المجلس «يستنكر ويدين مثل هذه الادعاءات والافتراءات» التي تضمنتها رسالة الرئيس العراقي إلى الشعب الكويتي في 7 ديسمبر/ كانون الأول داعيا الحكومة العراقية إلى «الكف عن هذه الممارسات» و«الإفراج عن الأسرى الكويتيين وغيرهم». وأضاف «يستنكر المجلس الأعلى (القمة) ويدين مثل هذه الادعاءات والافتراءات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ويدعو الحكومة العراقية إلى ضرورة الالتزام الكامل بكافة القرارات الدولية والعربية ذات الصلة وخصوصا ما يتصل منها بالإفراج عن الأسرى والمحتجزين الكويتيين وغيرهم من رعايا الدول الأخرى وإعادة الممتلكات الكويتية كافة، وبالكف عن هذه الممارسات».
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحافي عقده عقب القمة «كنا ننتظر من العراق اعتذارا واضحا وصريحا» مؤكدا ان قادة مجلس التعاون «اتفقوا على ان الرسالة ليست اعتذارا». وأضاف ان «امن الكويت من امن دول مجلس التعاون». وقال إن «تأثير دول مجلس التعاون قليل ومحدود» في تفادي ضربة عسكرية اميركية ضد العراق، مشيرا إلى ان «الوجود الاميركي في المنطقة ليس فقط لحماية الدول الخليجية بل ايضا للدفاع عن المصالح الاميركية». ولدى تطرقه إلى المعاهدة الأمنية والدفاعية الأخيرة الموقعة بين قطر والولايات المتحدة قال الشيخ حمد انه وقع «تضخيمها إعلاميا» مشيرا إلى ان قطر لا تعتمد «اسلوب اقضوا حوائجكم بالكتمان». وأضاف بعد ان أشار إلى ان باقي دول مجلس التعاون سبقت في إبرام مثل هذه الاتفاقات «إذا كنا فتحنا أبوابنا للاستعمار فإننا آخر من فتح أبوابه»، مؤكدا ان هذه المعاهدة «ليست موجهة ضد احد» وان «العراق يعرف موقف قطر». ولدى تطرقه إلى ضعف تمثيل القادة الخليجيين في القمة أكد وزير الخارجية القطري ان «المملكة السعودية ومملكة البحرين خفضتا وجودهما أما باقي الدول فتمثيلها عادي مثلما كان في القمم السابقة»، مضيفا «ان الحضور شأن كل دولة». ومثل سلطنة عمان إلى قمة الدوحة التي رأسها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، السلطان قابوس بن سعيد. وأرسلت السعودية وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل والإمارات نائب رئيس الدولة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم والكويت وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الصباح والبحرين وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة. من جهة أخرى ولدى تطرقه إلى الوضع في الشرق الأوسط أعرب مجلس التعاون في بيانه الختامي عن «قلقه البالغ» لتطورات مسيرة السلام في الشرق الأوسط مدينا الأعمال «الوحشية» الإسرائيلية مؤكدا ان «مبادرة السلام العربية هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام (...) وتجنيب المنطقة والعالم حربا قد تفضي إلى نتائج وخيمة». وفي إعلان منفصل سمي «إعلان الدوحة» أعلن المجلس قيام الاتحاد الجمركي في الأول من يناير/ كانون الثاني 2003.
وأضاف الإعلان ان هذا الاتحاد يقوم على «مبدأ نقطة الدخول الواحدة التي يتم فيها إتمام الإجراءات الجمركية جميعها على البضائع الأجنبية المستوردة وتحصيل الرسوم الجمركية الموحدة عليها». ودعت القمة في بيانها الختامي إلى «استكمال متطلبات تحقيق السوق الخليجية المشتركة في اقرب وقت ممكن على الا يتعدى ذلك العام 2007». وأقر المجلس «الوثيقة الاستراتيجية النفطية لدول مجلس التعاون (...) وخطة الطوارئ الإقليمية للمنتجات النفطية
العدد 108 - الأحد 22 ديسمبر 2002م الموافق 17 شوال 1423هـ